تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجدنا الصالحين لهم جزاءٌ وجنّاتٍ وعيناً سلسبيلا

الصالحين: مفعول أول لوجدنا ولهم جزاء: مبتدأ وخبر في موضع المفعول الثاني ولا يجوز أن

تعطف جنات على موضع لهم جزاء لأنه يصير: وجدنا الصالحين جناتٍ فتنصبه بوجدنا أخرى دلّت

عليها الأولى كأنه قال: ووجدنا لهم جناتٍ والسلسبيل: السهل النزول.

وقال امرؤ القيس:

كأن ّ ثبيراً في عرانين وبله كبير أناس في بجاد مزمّل

يريد: كأنّ ثبيراً وهو جبل بمكة في حال انحدار أول السيل عنه شيخٌ مزمّل أي ملتف في بجاد أي

كساء مخطّط. فالمعنى يقتضي رفع مزمّل وفي حدّه وجهان:

أحدهما: الجوار كقول ذي الرّمة:

تريك غرّة وجهٍ غير مقرفةٍ

والثاني: أنه صفة بجاد.

والتقدير: مزمّل فيه محذوف حرف الجرّ فبقي مزمّله والضمير قائم ٌ الفاعل فاستكنّ وهذا اختيار أبي الفتح واستخراجه.

وقال الفرزدق:

إنّ الفرزدق صخرةٌ عاديّةٌ طالت فليس تنالها الأوعالا

الأوعال: مفعول طالت وهو من قولك: طاولني فطلته وفاخرني ففخرته وفي ليس ضميرٌ من الأوعال وتنالها الخبر و ها ضمير الصخرة وحذف التاء من ليست للضرورة.

وقال ملغز:

سلا أم ّ عمرو واعلما كنه شأنه ولاسيما أن تسألا هل له عقل

أمّ فعل ماضٍ لم يسمّ فاعله بمعنى شجّ وعمر ومرفوع وأن تسألا: في موضع رفع بالابتداء إن كانت

ما كافةً وهل له عقل: الخبر أو محذوف وفي موضع جرٍ إن كانت زائدةً والعقل هنا الدية يقول: هل ديةٌ في شجّه

وأنشد سيبويه لامرئ القيس:

فلو أنّ ما أسعى لأدني معيشةٍ كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال

ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثّلٍ وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي

قليلٌ: فاعل كفاني وليس هذا من باب إعمال الفعلين لأنّ من شرطه أن يوجه الفعلان فيه إلى شيء

واحد ولم يوجد ذلك لأنّ اطلب مفعوله الملك وقد حذفه قال أصحابنا: فلو نصب لفسد المعنى لأنه إذا سعى لأدنى معيشةٍ طلب القليل قلت: هذا لا يلزم ونفسه ورعة عن طلب القليل فاستعمل المبلغة جرياً على عادة الشعراء كما تقول:

لمن ........................... لو كانت حالي أسوأ الأحوال لم تنلها.

وقريب من هذا قول أبي الطيب:

ويحذى عرانين الملوك وإنها لمن قدميه في أجل المراتب

فجعل أحسن مراتب الملوك أجلها لانتساب عرانينهم إلى أقوام الممدوح. وهذا أكثر من أن يحصر

وأشهر من أن يذكر. أي لو سعيت دنية لم أطلب قليلاً من مال وقد سعيت للملك.

ومثله قوله عمر (ر): نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه.

وقال ملغز:

محمد زيداً يا أخا الجود والفضل وإهمال ما أرجوه منك من البسل

محم: ترخيم محمد. و د أمرٌ من ودي يدي إذا أعطى الدية. وزيداً: مفعوله. وإهمال: مبتدأ. ومن

البسل خبره. والبسل: الحرام. أي: وإهمال ما أرجوه منك حرام.

وأنشد جماعة من النحويين لبعض الأعراب:

الحرب أول ما تكون فتيةً تبدو بزينتها لكل جهول

يروى برفع الحرب وأول وفتية، وبنصب أول ورفع ما عداه، وبرفع الحرب ونصب ماعداه، وبنصب فتيةٍ ورفع ما عداه.

فعلى الرواية الأولى: الحرب مبتدأ، وأول مبتدأ ثان، وما مصدرية، وكان تامة، وفتيةٌ، من الحرب، خبر أول، وهو تصغير فتاة، والجملة خبر الحرب، تقديره: الحرب أول كونها فتيةٌ. وعندي أن أول في هذه بدل من الحرب، وفتية الخبر. وعلى الثانية: الحرب مبتدأ وفتية خبره، وأول ظرف أوحال، تقديره: في حال حدوثها، أووقت حدوثها. وعلى الثالثة: الحرب مبتدأ، وأول ظرف وفيه حالٌ لمحذوف، وقد سدت مسد الخبر، التقدير: الحرب تقع إذا كانت فتية أول حدوثها، وكان المقدرة العاملة في الحال تامة. وعلى الرابعة: الحرب مبتدأ، وأول مبتدأ ثانٍ، وفتية حال سدت مسدَّ خبر أول، وأول والحال في موضع خبر الحرب.

وقال ذو الرمة:

سمعت: الناس ينتجعون غيثاً فقلت لصيدح انتجعي بلالا

الناس: رفع بالابتداء، وينتجعون: الخبر، والانتجاع طلب الخير، من النجعة، وهي طلب الكلأ

والخصب، ويعني موضع الغيث. وصيدح: اسم ناقته وبلال هذا هو ابن أبي موسى، وقد كرر ذكره

ذو الرمة في شعره.

وقال بعض الأدباء في قلى محبوب له أديب هذه الأبيات وأرسلها إليه:

صل الهجر صيرني مثلةً فإني بحبك نضو عليلا

ولا تجف يا من أفديه بي فإني من الهجر صبٌ قتيلا

وساعف كما كنت لي بالوصال تساعف أني ذاك الخليلا

عليل: مفعول صل، والمحبوب: مبتدأ، وما بعده الخبر. وقتيل: مفعول لا تجف. والخليل: مفعول

ساعف. وحمل صيرني على المعنى، لأن المراد نفسه، ولم يقل: صيره، على لفظ الغيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير