بارك الله فيك د. بشر على اهتمامك بالموضوع ونرجو أن تشاركنا فيه، وجزى الله خيراً اخينا محمد على كرمه في استجابته بالكتب، بادرة طيبة ان يتم التواصل بين اعضاء أسرة الفصيح ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 08:59 ص]ـ
بلاغة الاستعارة في البيان النبوي.
اتسمت استعارات الحديث الشريف بطابع الجِدّة المستمرة، واستغلال الإمكانات اللُّغويَّة الثرَّة لخدمة الأفكار والانفعالات.
ووسْمها بالخصوصيَّة والتميُّز. فهي مستعصية على البِلى محافظة على صفتها الفنيّة، ومضمونها الخلقيّ الرفيع،
والمناسبة بين طرفيها ظاهرة قويَّة، وألفاظها مُنتقاة مُوحية مُؤتلِفة تجعل القارىء يحسُّ بالمعنى أتمَّ إحساس،
إذ تصوِّر المنظر للعين، وتنقل الصوت للأذن، وتجعل المعنويَّ ملموسًا محسًّا، كما تمتاز بالحياة والتجدُّد بخلاف غيرها
من الاستعارات التي تُولَد ((ويذهب الزمن بطراءتها وتشيخ ثُمَّ تموت؛ فتفقد قدرتها على الاستثارة، ويتمُّ تمثُّلها في اللُّغة فيما يمكن
تسميته الاستعارات الميتة أو الذابلة))، بينما تتألَّق الاستعارة في البيان النبويّ برموزها الحيّة الخصبة،
وتُعنى بتصوير الحالات النفسيَّة باقتطاف جوهر الظاهرة الخارجيَّة، وإشباع صفاتها المخصوصة بالقِيَم النفسيَّة
لتنتِج عنها صورًا إيحائيَّة مدهشة تضيء دلالات غير متوقَّعة.
ومما ورد من الاستعارة في الأحاديث النبوية قول أَبِي هُرَيْرَةَ عن رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ، أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ".
أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة، وقال حديث حسن، رقم الحديث: 2573، وابن ماجه، رقم الحديث: 262، وأبو داود، رقم الحديث: 3173
ذكر المباركفوري في معنى الحديث: (((ثم كتمه) بعدم الجواب أو بمنع الكتاب.
(ألجم) أي أدخل في فمه لجام؛ لأنه موضع خروج العلم والكلام. قال الطيبي: شبه ما يوضع في فيه من النار بلجام في فم الدابة،
(بلجام من نار) مكافأة له حيث ألجم نفسه بالسكوت، وشبِّه بالحيوان الذي سخر ومنع من قصده ما يريده، فإن العالم من شأنه أن يدعو إلى الحق)).
فالاستعارة هنا تجرى على الوجهين مكنية وتصريحية ولعل إجراءها على المكنية أعمق في أداء المعنى؛ إذ يشبّه الإنسان الذي يكتم العلم بحيوان واستعير له اللجام على التخييل، ولا يخفى ما تنطوي عليه الصورة من تجسيم للفكرة، لأن الذي يعلم يغلق فمه دون توصيل العلم، وفي التعبير بـ (ألجم ولجام) إشارة إلى الهبوط إلى المستوى البهيمي الحيواني، ليتحقق الغرض من التصوير وهو تقبيح صفة كتم العلم في المشبه والتنفير منها.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 09:41 ص]ـ
شكرا لكم أخي الكريم الأستاذ أحمد الغنام، وجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهد كبير مبارك في هذا الموضوع وغيره في الفصيح، وما زلت أستمتع بقراءة ما تكرمتم به هنا بشيء من التأني، وربما شاركتكم فيه إذا وجدت ما أشارككم به. بارك الله فيكم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 12:44 ص]ـ
ومن الإطناب قول النبي:=: " يابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن وينقُ كل يوم من أجلك وأنت تفرح. تُعطي ما يكفيك وتطلب ما يطغيك، لا من كثير تشبع، ولا بقليل تقنع.
فاصغ سمعك أيها الناظر إلى هذا الإطناب البالغ في الموعظة كل غاية والمتجاوز في النصيحة كلَّ حدونهاية
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 09 - 2007, 05:33 م]ـ
ومن الإيجاز الرشيق قوله:= في طلب الرزق: " إنَّ الرزق ليَطلُبُ الرجلَ كما يطلبُله أجله"
وقوله:= الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 08:33 م]ـ
وهذه شذورٌ من قوله صلى الله عليه وسلم، الصريح الفصيح، العزيز الوَجيز، المتضمن بقليل من المباني كثيرَ المعاني: قوله للأنصار: "إنكم لَتقلُّون عند الطمع، وتَكْثُرون عند الفَزَع".
وقوله عليه الصلاة والسلام: "المسلمون تتكافأُ دماؤهم، ويَسْعى بذمتهم أدْناهم، وهم يَد على مَن سِوَاهم". الناس كإبل مائةٌ لا تجدُ فيها راحلة". "إياكم وخَضْرَاء الدِّمَنِ". "كل الصَيْدِ في جَوْفِ الفرَا" - قاله لأبي سُفْيان صخر بن حرب-. "الناسُ معادن، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام إذا فَقَهُوا". "المؤمن للمُؤْمن كالبنيان يَشدُ بعضُه بعضاً". "أصحابي كالنجوم بأيِّهم اقتديتم اهتديتُم". "المتشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبَيْ زورٍ". "المرأة كالضلع إن رُمتَ قوامها كسَرْتها، وإن دَاريتَهَا استمتعت بها". "اليدُ العليا خير من اليد السفلى". "مَطل الغنيَ ظُلم". "يد اللّه مع الجماعة". "الحياءُ شُعْبَةٌ من الإيمان، مثلُ أبي بكر كالقَطْر، أينما وقعَ نَفَع". "لا تجعلوني في أَعْجَاز كتبكم كقَدح الراكب". "أربعة من كنوز الجنة: كتمان الصَّدَقة والمرض والمصيبة والفاقة". "جنة الرجل دارُه". "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهُوا". "كفى بالسلامة داءً". "إنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأموالكم، فَسَعُوهم بأخلاقكم". "ما قلَّ وكفى خيرٌ مِمَّا كثر وألهى"." كلٌّ مُيَسرٌ لما خُلِقَ له". "اليمين حِنْثٌ أو مَنْدَمة". "دَعْ ما يَريبك إلى ما لا يريبك". "اُنْصُرْ أَخاكَ ظالماً كان أو مظلوماً". "احترسوا من الناس بِسُوءِ الظّنّ". "الندمُ تَوْبة". "انتِظارُ الفرج عبادة". "نعم صَوْمَعة الرجل بيتُهُ". "المستشير مُعان والمستشار مؤتمن". "المرءُ كثير بأخيه". "إنَّ للقلوب صَدأ كصدإ الحديد وجِلاؤُها الاستغفار". "اليوم الرهان وغَداً السباق، والْجَنَّةُ الغايةُ". "كلُّ مَنْ في الدنيا ضيف، وما في يديه عاريةٌ، والضيف مُرْتحِل، والعاريَّة مؤدَاة".
¥