تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فنقول في " جاء محمدٌ ". بالتنوين، " جاء محمدن " بالنون، وهكذا بقية علامات الإعراب الأصلية. غير أن النحاة عدلوا عن إثبات نون التنوين حتى لا تختلط مع الأنواع الأخرى للنون سواء أكانت أصلية في الكلمة، أم زائدة، وجعلوا بدلا منها حركة إعراب أخرى إلى جانب الحركة الأصلية، وهي الضمة، أو الفتحة، أو الكسرة. بهذا ندرك أن التنوين عبارة عن نون ساكنة زائدة تكون في آخر الاسم لفظا لا خطا، ولا وقفا. بدليل حذفها عند الإضافة كنوني المثنى، وجمع المذكر السالم، إلا أن الأخيرتين تلحقان الاسم المثنى، والمجموع جمعا سالما لفظا وخطا.

أنواع التنوين:

التنوين على أربعة أنواع هي: ـ

1 ـ تنوين التمكن، أو الأمكنية.

2 ـ تنوين التنكير.

3 ـ تنوين التعويض.

4 ـ تنوين المقابلة.

أولا ـ تنوين الأمكنية:

هو التنوين الذي يلحق الاسم للدلالة على شدة تمكنه في باب الاسمية، أي أنه علامة يستدل بها على الاسم المتمكن أمكن، وهو الاسم المنصرف المعرب. نحو: رجل، ومحمد، وعليّ، وسالم، وخليل، ويوم، ومدينة، ومدرسة.

وهو الاسم المميز عن الاسم المتمكن غير أمكن، والمعروف بالاسم الممنوع من الصرف. نحو: أحمد، وعثمان، وعمر، ومعديكرب، وعائشة، وبشار، وصحراء، وأجمل، ومثنى، وثلاث، وأخر، ومساجد، وسجاجيد ... إلخ.

أو عن الاسم غير المتمكن، وهو المبني من الأسماء، كالضمائر، وأسماء الإشارة، والموصول، والشرط، والاستفهام، وبعض الظروف، والأعداد المركبة، وغيرها، والأسماء المختومة بـ " ويه "، مثل: سيبويه، وخمارويه، ونفطويه. فهي أسماء مبنية على الكسر، إلا إذا استعملتها لأشخاص غير معيّنين، ولا يتميزون من غيرهم المشاركين لهم في الاسم جاز لك تنوينها.

ثانيا ـ تنوين التنكير:

هو التنوين اللاحق لبعض الأسماء المبنية للدلالة على تنكيرها، بينما حذفه

يكون دليلا على أنها معرفة، وذلك كما بينا آنفا في مثل: سيبويه، وخالويه، ونفطويه.

فإذا أردنا بها معينا، كانت مبنية على الكسر، كأن نجعل اسم " سيبويه " خاصا بالنحوي المشهور، وكذلك " خالويه ونفطويه " وهما اسمان لنحويين معروفين. أما إذا جعلنا الأسماء السابقة لأشخاص غير معينين، أو مميزين بأشخاصهم، نوّنّا آخر الاسم. فنقول: سيبويهٍ، وخالويهٍ، ونفطويهٍ.

ثالثا ـ تنوين التعويض:

ويقال له أيضا تنوين العوض، وهو التنوين المعوض عن حرف محذوف من الكلمة، أو عن كلمة محذوفة، أو جملة محذوفة.

مثال تنوين العوض عن حرف محذوف قولك: جوارٍ، وسواقٍ، وبواكٍ، وقاض، وداع، وساع.

فالتنوين في الكلمات السابقة عوض من الحرف المحذوف من أفعال تلك الكلمات، عندما جمعت جمع تكسير، فأصبحت ممنوعة من الصرف، علما بأن تلك الحروف المحذوفة أصلية في أفعالها، بدليل عدم حذفها في المشتقات المختلفة كاسم الفاعل، والمفعول، وغيرها من المشتقات.

فـ " جوار " فعلها: جرى، واسم الفاعل: جارٍ، وجارية ٌ.

و " سواق " فعلها: سقى، واسم الفاعل: ساق ٍ، وساقيةٌ.

و " بواك " فعلها: بكى، واسم الفاعل: باكٍ، وباكيةٌ.

وكذلك الحال في الأسماء المنقوصة غير الممنوعة من الصرف فالتنوين فيها عوض عن حرف الياء المحذوفة من آخر اسم الفاعل نحو: قاض، وداع، وساع، والياء في أفعالها أصلية أيضا بدليل ثبوتها في مؤنثاتها نحو: قاضية، وداعية، وساعية.

وعليه فالتنوين في أواخر الكلمات السابقة هو تعويض عن حرف الياء المحذوف من الأفعال الثلاثية لتلك الجموع، وإذا أعربنا مثل تلك الكلمات، نقول في حالة الرفع: مرفوعة بالضمة على الياء المحذوفة.

نحو: الفلك جوارٍ في البحر.

وقضى في الحكم قاضٍ عادلٌ.

ودعا لله داعٍ

وسعى ساعٍ بين المتخاصمين.

ومنه قوله تعالى: (وجنى الجنتين دانٍ) 1.

ومنه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ".

وفي حالة الجر، يجر بفتحة نيابة عن الكسرة على الياء المحذوفة إذا كان ممنوعا من الصرف. نحو: تسقى الحدائق من سواقٍ كبيرة.

ــــــــ

1 ـ 54 الرحمن.

ويجر بالكسرة على الياء المحذوفة إذا كان مصروفا.

نحو: سلمت على قاض فاضل.

والتنوين في كلا الحالتين تعويض عن الياء المحذوفة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير