تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد

الشاهد " مناكيد " جمع تكسير لصفة على وزن " مفعول " وهي " منكود.

ومنه قول زهير:

أمست سعاد بأرض ما يبلغها إلا العتاق النجيبات المراسيل

الشاهد " مراسيل " وهو جمع تكسير لصفة على وزن مفعول، وهي مرسول.

ومنه قول الشاعر:

أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلا بالدين والناس بالدنيا مشاغيل

الشاهد " مشاغيل " جمع تكسير لصفة على وزن: مفعول "، وهي " مشغول ".

ومنه ما أنشده الكسائي:

إن هو مستوليا على أحد إلا على أضعف المجانين

الشاهد " المجانين " جمع تكسير لصفة على وزن " مفعول " وهي " مجنون ".

والشواهد على ذلك كثيرة. غير أن النحاة اعتبروا ما جمع من الصفات التي على وزن مفعول: جمع تكسير على وزن " مفاعيل " سماعي لا يقاس عليه، وعلتهم في ذلك إلحاق الوصف من اسم الفاعل، واسم المفعول بالفعل لمشابهته إياه لفظا ومعنى، وكما امتنع تكسير الفعل، امتنع أيضا تكسير الصفة في صيغتي اسم الفاعل والمفعول، والقياس في جمعها أن تجمع جمعا سالما مذكرا أو مؤنثا (1).

2 ـ وما قيل في الصفة التي على وزن مفعول يقال أيضا في اسم الفاعل والمفعول المبدوئين بميم زائدة. فقد حملت لنا المصادر الموثوق بها من معاجم لغوية، أو كتب أدب أو لغة كثيرا من الصفات المبدوءة بميم زائدة في اسم الفاعل والمفعول، وقد جمعت تلك الصفات على مفاعل، أو مفاعيل، ناهيك عن ذكر بعضها في قول الحق تبارك وتعالى، وفي كلام سيد المرسلين. وفي رأيي أن ذلك يخرجها أيضا من الشاذ إلى القليل، كما هو الحال في مجيء بعض أوزان جموع التكسير على غير القياس، وسوف نتعرض له في موضعه إن شاء الله.

أما ما جاء من اسمي الفاعل، والمفعول المبدوء بميم زائدة مجموعا جمعا مكسرا على وزن مفاعل أو مفاعيل، الآتي:

43 ـ قال تعالى: {وحرمنا عليه المراضع} 2.

وما ورد منه في أشعار العرب كثير، وقد حصره بعض علماء اللغة فيما يربو على ثلاثة وعشرين بيتا من الشعر، نذكر منها بعض الشواهد على سبيل التمثيل.

ـــــــــــــــــــــــ

1 ـ شرح المفصل ج5 ص24. 2 ـ 12 القصص.

9 ـ قال أبو ذؤيب الهذلي:

كأن مصاعيب غلب الرقاب في دار صرم تلاقى مريحا

الشاهد " مصاعيب: جمع تكسير على وزن " مفاعيل "، لاسم مفعول بمبدوء بميم زائدة، وهو " مُصعَب ".

ومنه قول زهير:

ديار لها بالرقمتين كأنها مراجيع وشم في نواشر معصم

الشاهد " مراجيع " جمع تكسير على وزن " مفاعيل " لاسم فاعل مبدوء بميم زائدة، وهو

" مُرجِع ".

ومنه قول القطامي:

ونحن نورد الخيل وسط بيوتنا ويغبقن محضا وهي مَحْل مسانف

الشاهد " مسانف " جمع تكسير على وزن " مفاعل " لاسم مفعول مبدوء بميم زائدة، وهو

" مُسنَف ".

ومنه قول لبيد:

وبيض على النيران في كل شتوة سراة العشاء يزجرون المسابلا

الشاهد " المسابل " جمع تكسير على وزن " مفاعل، لاسم الفاعل المبدوء بميم زائدة، وهو " مُسبِل ". والشواهد كثيرة ونكتفي بهذا القدر.

أنواع جموع التكسير

تنقسم جموع التكسير من حيث الدلالة على العدد إلى نوعين.

جموع قلة، وجموع كثرة.

ولكل من النوعين السابقين أوزان وقواعد، حرص الصرفيون جاهدين العمل بها، والتقيد بضوابطها، ولكن مما تجدر الإشارة إليه قبل الخوض في أنواع وصيغ جموع التكسير، أن نذكر أنّ هذه الجموع منها السماعي الذي لا بد من الرجوع لمعرفته إلى معاجم اللغة، وكتب النحو للوقوف عليها، ومنها القياسي الذي وضعت له القواعد والأوزان تطبق على كل ما توافرت فيه الشروط عند الجمع، لذلك سينصب حديثنا على هذه الأوزان القياسية إن شاء الله.

ومع القول بقياسية جموع التكسير، إلا أن كثير من هذه القواعد ليس منضبطا، أي لم يكن محكما لما وضع له، فيخرج عنه كثير من الأوزان، ويتداخل في بعض الأوزان، وهذا ما جعل كثيرا من النحويين، وعلماء اللغة أن يطلقوا القول بعدم بقياسية جموع التكسير، وأن صيغه لا تخضع للقياس، وإنما الغالب فيها يخضع للسماع، حتى القواعد القياسية التي وضعها الصرفيون دخلها الخلل، وأطلقوا على ما خرج منها عن القياس بأنه شاذ، علما بأن بعضه قد ورد في القرآن الكريم على غير القواعد الموضوعة، وحاشا أن يكون في كلام الله ما هو شاذ، ولكن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير