تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زيد الخيل]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 05:41 م]ـ

الاشتغال

تعريفه: هو انشغال العامل المتعدي بالعمل في ضمير يعود على الاسم المتقدم، أو بما يلابس ضميره. نحو: محمدا أكرمته. وواجبك اكتبه.

163 ـ ومنه قوله تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلا} 1.

وقوله تعالى: {والجبال أرساها} 2.

وقوله تعالى: {والقمر قدرناه منازلا} 3.

24 ـ ومنه قول عمرو بن كلثوم:

ملأنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملؤه سفينا

ومثال انشغال الفعل بما يلابس ضمير الاسم المتقدم قولنا: صديقك أحسن وفادتَه , وعدوك اقطع دابره.

وفي هذه الحالة نقدر فعلا ملائما للمعنى. نحو: أكرم صديقك أحسن وفادته.

ومما تجدر الإشارة إليه أن الاسم المتقدم على الفعل في الأمثلة السابقة، لا نقطع فيه النصب بفعل محذوف يفسره ما بعده. إذ يجوز فيه الرفع على الابتداء، والجملة بعده في محل رفع خبر، إلا إذا توفرت فيه شروط معينة وجب فيه النصب.

فـ " محمدا " يجوز أن نعربه مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، والتقدير: أكرمت محمدا أكرمته، واكتب واجبك اكتبه، وفصلنا كل شيء فصلناه، وأرسى الجبال أرساها، وقدرنا القمر قدرناه، ونملأ ماء البحر نملؤه.

ويجوز أن نعربه مبتدأ، والجملة بعده في محل رفع خبر.

ــــــــــــــــــ

* قسم من أقسام المفعول به المحذوف عامله.

1 ـ 12 الإسراء. 2 ـ 32 النازعات.

3 ـ 39 يس.

أولا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب النصب للاسم المشغول عنه: ــ

يجب نصب الاسم المشغول عنه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور إذا وقع بعد الأدوات التي تختص بالفعل. كأدوات الاستفهام ما عدا الهمزة، وأدوات الشرط، والتخصيص، والعرض.

مثال الاستفهام: هل الواجب عملته؟ وهل الخير فعلته؟

مثال الشرط: إن محمدا صادفته فسلم عليه.

وإن درسك أهملته عاقبتك.

والتحضيض نحو: هلاّ الحق قلته. هلاّ العمل أتقنته.

والعرض نحو: ألا صديقا تزره، ألا العاجز ساعدته.

ثانيا ـ المواضع التي يتعين فيها وجوب الرفع:

يجب رفع المشغول عنه إذا وقع مبتدأ، وذلك في ثلاثة مواضع:

1 ـ بعد إذا الفجائية. نحو: خرجت فإذا الشوارع تغمرها السيول.

الشوارع: مبتدأ، ولا يصح أن تكون مفعولا به لفعل محذوف، لأن إذا الفجائية لم يوليها العرب إلا مبتدأ أو خبر.

164 ـ نحو قوله تعالى: {فألقاها فإذا هي حية تسعى} 1.

وقوله تعالى: {فإذا لهم مكر في آياتنا} 2.

فـ " إذا " الفجائية لا يقع بعدها إلا الجملة الاسمية {3}.

فإن نصبنا بعدها الاسم بفعل محذوف امتنع ذلك، لأنها لا تختص بالدخول على الأفعال.

وعلى عكسها " إذا " التي للجزاء، فهي لا تختص إلا بالدخول على الأفعال، لأن

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 20 طه. 2 ـ البرهان في علوم القرآن ج4 ص194.

3 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ص 66.

الجزاء لا يكون إلا بالفعل {1}.

165 ـ نحو قوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} 2.

وقوله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة} 3.

فإن جاء بعدها اسم رفعناه على تأويل فعل محذوف.

166 ـ نحو قوله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت} 4.

وقوله تعالى: {وإذا الجنة أزلفت} 5. وقوله تعالى: {إذا الشمس كورت} 6.

والتقدير: فإذا سئلت الموءودة، وقس عليه.

2 ـ بعد واو الحال. نحو: وصلت والشمس مائلة للمغيب.

ونحو: صافحت محمدا وخالد يبتسم. وينام الناس والجندي تسهر عيناه.

3 ـ قبل ما له الصدارة كأدوات الاستفهام، أو الشرط، أو التحضيض، أو كم الخبرية، أو لام الابتداء، أو ما النافية، أو ما التعجبية، أو إن وأخواتها.

نحو: القلم هل أعدته لصاحبه، والكتاب هل قرأته.

ونحو: محمد إن يحضر فبلغه تحياتي، والدرس متى تحفظه تنجح.

ونحو: القصة هلاّ قرأتها، والمقالة هلاّ كتبتها.

ونحو: عليّ كم أحسنت إليه، وعبد الله كم جالسته.

ونحو: الكتاب لأنا اشتريته، والواجب لأنا حللته.

ونحو: الكذب ما قلته، والشر ما فعلته.

ونحو: الجو ما ألطفه، والسماء ما أجملها.

ونحو: يوسف إني أكرمه، وأخون لعلي أعرفه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير