فـ " كل " وجب فيها الرفع على الابتداء، لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا {2}.
فالجملة الفعلية في محل رفع صفة لكل {3}. و " في الزبر " في محل رفع خبر.
3 ـ إن العامل المنشغل بضمير الاسم المتقدم عليه، إما أن يكون فعلا كما في جميع الأمثلة الواردة في هذا الباب، وقد يكون شبيها بالفعل في عمله، كالأوصاف المشتقة من الفعل كاسم الفاعل، واسم المفعول إذا جاءا بمعنى الحال، أو الاستقبال، وألا يقعا صلة " لأل " لامتناع عمل الصلة فيما قبلها، وما لا يعمل لا يفسر عاملا، وعليه امتنع تفسير الصفة المشبهة، فلا يجوز نحو: خالدا أنا الضاربه. ولا: وجه الأب محمد حسنه.
ومن الأمثلة على الأوصاف التي توفرت فيها شروط العمل قولنا: محمدا أنا ضاربه. وعليا أنت أكرمته.
4 ـ إذا وقع الفعل جوابا للقسم فلا يفسر عاملا، لذلك يجب رفع الاسم المتقدم.
نحو: المجتهد والله لأكافئنه، والمهمل والله لأعاقبنه.
174 ـ ومنه قوله تعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم} 4.
وقوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة} 5.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 52 القمر. 2 ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ج2 ص 80.
3 ـ شرح الكافية للرضي ج1 ص 178.
4 ـ 7 العنكبوت. 5 ـ 41 النحل.
فـ " المهمل، والمجد، والذين " في الآيتين السابقتين وجب في كل منها الرفع على الابتداء، وجملة جواب القسم في محل رفع خبر.
ذكر ذلك صاحب شرح الكافية فقال: " وكذا جواب القسم لا يعمل فيما قبل القسم، فيجب الرفع في مثل: زيد والله لأضربنه، لأن القسم له صدر الكلام لتأثيره في الكلام " {1}. ولكن البعض أجاز النصب بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور، وهو غير صحيح لأن جواب القسم لا يفسر ما قبله فانتبه.
5 ـ إذا فصلت " إلا " بين الفعل المتأخر عنها، العامل في ضمير الاسم المتقدم عليها، امتنع بصب الاسم على الاشتغال. نحو: ما كتاب إلا قرأته. وما عمل إلا أنجزته.
فـ " كتاب، وعمل " كل منهما واجب الرفع على الابتداء، والجملة الفعلية في محل رفع خبره، ولا يصح نصبه على الاشتغال، لأن ما بعد " إلا " لا يعمل فيما قبلها، وعلة ذلك أن ما بعد " إلا " من حيث الحقيقة جملة مستأنفة، لكن صيرت الجملتان في صورة جملة قصرا للاختصار، فاقتصر على عمل ما قبل إلا فيما يليها فقط، ولم يجز عمله فيما بعده على الأصح {2}.
وما لا يعمل لا يفسر عاملا.
6 ـ يرجح رفع الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد " أما " الفصلية.
175 ـ نحو قوله تعالى: {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفينهم أجورهم} 3. وقوله تعالى: {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا} 4.
فـ " الذين " في الآيتين يرجح فيهما الرفع على الابتداء، وجملة: فيوفينهم ... إلخ خبر في الآية الأولى، وجملة: فأعذبهم ... إلخ خبر في الآية الثانية.
وجوز البعض النصب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور {5}.
ـــــــــــــــــــــــ
1، 2 ـ شرح الكافية ج1 ص 165. 3 ـ 57 آل عمران.
4 ـ 56 آل عمران. 5 ـ البحر المحيط ج2 ص 475.
7 ـ يشترط في الاسم المشتغل عنه أن يكون معرفة حتى يصح الابتداء به، كما
مر معنا في الأمثلة السابقة في باب الاشتغال. نحو: هل الكتاب قرأته؟
وهل عليا قابلته؟ فإن جاء الاسم نكرة محضة أول بمعرفة.
176 ـ نحو قوله تعالى: {وأخرى تحبونها} 1.
فـ " أخرى " صفة لموصوف محذوف، والتقدير: النعمة، أو المثوبة الأخرى.
وأما قوله تعالى {ورهبانية ابتدعوها} 2.
فلا يصح في " رهبانية " النصب على الاشتغال، لأنها نكرة لا تصلح للابتداء، والجملة بعدها صفة.
وجاز الاشتغال فى قوله تعالى: {ورسلا قد قصصناهم عليك} 3.
لأنه موضع تفضيل {4}.
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 13 الصف. 2 ـ 27 الحديد.
3 ـ 164 النساء. 4 ـ البحر المحيط ج3 ص 398.
نماذج من الإعراب
163 ـ قال تعالى: {وكل شيء فصلناه تفصيلاً} 12 الإسراء.
¥