تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنه قوله تعالى: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به} 4.

فـ " ذلكم " يجوز فيها الرفع على الابتداء، وخبره جملة وصاكم، أو مفعول به منصوب على الاشتغال. والوجه الأول أحسن لما بينا آنفا من ترجيح الرفع على النصب في مثل هذه المواضع، فتدبر، والله أعلم.

خامسا ـ جواز الرفع والنصب:

يجوز في الاسم المشغول عنه الرفع والنصب إذا عطفنا على الجملة ذات الوجهين

والمقصود بالجملة ذات الوجهين: أنها الجملة التي صدرها اسم وعجزها فعل،

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 58 آل عمران. 2 ـ 162 النساء.

3 ـ البحر المحيط ج3 ص396 وما بعدها.

4 ـ 152 الأنعام.

فهي اسمية باعتبارها مبتدأ وخبر، وفعلية باعتبارها مختومة بفعل ومعموله {1}.

نحو: محمد مسافر وعليٌّ أو عليا أنزلته عندي.

ونحو: خالد أخفق وإبراهيمَ أو إبراهيمُ كافأته.

ومنه قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل} 2.

170 ـ وقوله تعالى: {والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها ووضع الميزان} 3.

فقد قرئ " القمر " بالرفع على الابتداء، وقرئ بالنصب على الاشتغال {4}.

وقال العكبري: إنه في رواية الرفع محمول على " آية "، أو على و الشمس {5}

أما " السماء " فقد قرأها الجمهور بالنصب على الاشتغال، وقرأ أبو السمال بالرفع مراعيا مشاكلة الجملة الابتدائية، أما الجمهور فقد راعوا مشاكلة الجملة التي تليه وهي " يسجدان " {6}.

تنبيهات وفوائد:

1 ـ يجوز النصب على الاشتغال لاسم الموصول المشبه بالشرط الذي دخلت في خبره الفاء. 171 ـ نحو قوله تعالى: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} 7.

وقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم} 8

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ص240.

2 ـ 38، 39 يس. 3 ـ 6، 7 الرحمن.

4 ـ البحر المحيط ج7 ص 325.

5 ـ العكبري ج2 ص 105.

6 ـ البحر المحيط ج8 ص 189، والعكبري ج2 ص 123.

7 ـ 16 النساء. 8 ـ 15 النساء.

ففي الآيتين السابقتين أجري الموصولان " اللذان، و اللاتي " مجرى الشرط بدخول الفاء في الفعل " فاستشهدوا "، و الفعل " فآذوهما " لذلك لا يجوز أن ينتصب كل من الموصولين السابقين بإضمار فعل يفسره ما بعده، ويكون ذلك من باب الاشتغال، لأن كلا من الفعلين المذكورين لا يصح أن يعمل في الاسم الموصول لجريانه مجرى فعل الشرط.

وقال العكبري: لا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها في مثل هذا الموضع يعني الموضع السابق ـ ولو عري من ضمير المفعول، لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط، وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها {1}.

وبناء على ما تقدم يعرب اسم الموصول في كل من الآيتين السابقتين مبتدأ، وخبره في الآية الأولى: الجملة الفعلية " فاستشهدوا ... إلخ " مع جواز دخول الفاء زائدة على الخبر على رأي الجمهور، لأن المبتدأ أشبه بالشرط في كونه موصولا عاما صلته فعل مستقبلي. ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره: فيما يتلى عليكم حكم اللاتي، فحذف الخبر، والمضاف إلى المبتدأ لدلالته عليهما، وأقيم المضاف إليه مقامه، ونظيره ما تمثل به سيبويه في قوله تعالى:

{الزانية والزاني فاجلدوا} 2.

172 ـ وقوله تعالى: {والسارق والسارقة فاقطعوا} 3.

وما قيل في الآية الأولى يقال في الآية الثانية.

وقد أجاز البعض النصب على تقدير إضمار فعل يفسره الخبر، ويقبح أن يفسره ما في

الصلة {4}.

2 ـ ذكرنا فيما سبق في تعريف الاشتغال أن بتقدم اسم، ويتأخر عنه فعل، أو وصف صالح للعمل فيما قبله منشغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره، أو ملابسه. إلا أن بعض الأفعال لا يصلح

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ إملاء ما من به الرحمن ج1 ص 96. 2 ـ 2 النور.

3 ـ 38 المائدة. 4 ـ مشكل إعراب القرآن ج1 ص 193.

أن يكون ناصبا للاسم المتقدم عليه ولو لم يشغل عنه بضميره، وذلك كالأفعال الواقعة شرطا، أو جوابا، أو كانت جامدة مسبوقة بما التعجبية، وقد ذكرنا ذلك في موضعه، وكذلك الفعل الواقع صفة.

173 ـ نحو قوله تعالى: {وكل شيء فعلوه في الزبر} 1.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير