تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومنه قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن} 1.

الجواب: ليخرجن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل: اتصاله بلام القسم،

وتوكيده بالنون.

وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لَتُردِين} 1.

وقوله تعالى: {وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} 2.

وقوله تعالى: {قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين} 3.

اقتران جواب الشرط بالفاء

ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط، وجملة جوابه، كما يتوقف الجواب على الشرط، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب. لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما: فعل الشرط، وجواب الشرط، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط.

وهذه الصور هي:

1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا، وجوابه مضارعا.

نحو: من يدرس ينجح. ومنه قوله تعالى: {ومن يغلل يأت بما غل} 4.

ـــــــــــ

1 ـ 53 النور.

يلاحظ أرقام الآيات الأربعة التي حذفت.

وقوله تعالى: {إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين} 1. . وقله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} 2.

2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا.

نحو قوله تعالى: {لو نشأ لجعلناه حطاما} 3.

وقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله} 4.

3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا.

نحو: إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم.

ومنه قوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} 5.

وقوله تعالى: {إن شاء جعل لكم خيرا} 6.

4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا.

نحو: حيثما أقمت تجد أصدقاء.

ومنه قوله تعالى: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} 7.

وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم} 8.

يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا، إما مضارعة، وإما ماضية، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط، للأسباب الآتية:

1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة.

2 ـ لم تكن أفعالا طلبية، أمرا، أو نهيا، أو استفهاما.

ـــــــــــــــــ

1 ـ 100 آل عمران. 2 ـ 123 النساء.

3 ـ 65 الواقعة. 4 ـ 115 البقرة.

5 ـ 7 الإسراء. 6 ـ 10 الفرقان.

7 ـ 20 الشورى. 8 ـ 15 هود.

3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما، أو لن.

4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح، كالسين، وسوف، ولن.

5 ـ لم تكن جملا اسمية.

وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط، ومتى لا يكون صالحا له. وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة، والفاء حرف يدل على السببية، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه.

وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء: ــ

1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية.

نحو: إن تدرس فالنجاح حليفك.

ومنه قوله تعالى: {من يهد الله فهو المهتدي} 1.

وقوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله خير منها} 2.

وقوله تعالى: {وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون} 3.

وقوله تعالى: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل} 4.

وقوله تعالى: {من يضلل الله فلا هادي له} 5.

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 178 الأعراف. 2 ـ 89 النمل.

3 ـ 39 الروم. 4 ـ 37 النحل.

5 ـ 186 الأعراف.

ومنه قول الشاعر:

إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن

الشاهد: فربَّ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير