تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نحو قوله تعالى: {فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية} 2. والتقدير: فابتغ، أو افعل.

ومنه قوله تعالى: {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم} 3.

الجواب محذوف، والتقدير: لارتعدتم.

وقد دل عليه قوله تعالى: لترون الجحيم.

وقوله تعالى: {أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} 4.

حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية

وهو قوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة}.

والتقدير: يدركم الموت، ودل عليه جواب الشرط في قوله {أينما تكونوا يدركم الموت}.

فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه.

ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط:

يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية:

ــــــــــــــــــ

1 ـ 31 الأعراف. 2 ـ 35 الأنعام.

3 ـ 5، 6 التكاثر. 4 ـ 78 النساء.

1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف.

نحو: أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد.

التقدير: إن كتبت الدرس فأنت مجتهد.

فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي.

2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه.

نحو قوله تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين} 1.

تم حذف جواب الشرط من الآية، لأن القسم أحق بالجواب منه، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق، والتكذيب، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب. والتقدير: إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين. فيكون حينئذ الجواب للشرط.

والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له، والتقدير: والله لئن اتبعت ... الآية.

3 ـ يجب حذف جواب الشرط، إذا كان فعل الشرط ماضيا، وتقدم ما يدل على الجواب

المحذوف. نحو: أنت تستحق الجائزة إن تفوقت.

والتقدير: إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة.

فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن.

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم. . . الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي؟

ـــــــــــ

1 ـ 37 الرعد.

فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ".

والتقدير: أكفر عنك خطاياك.

جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا:

يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل.

نحو: من ساعدك فساعده وإلا فلا. فقد حذف فعل الشرط وجوابه.

والتقدير: وإن لم يساعدك فلا تساعده.

ومنه قول الشاعر:

قالت بنات العم يا سلمى وإن كانـ فقيرا معدما، قالت: وإن

الشاهد قوله: وإن كان فقيرا معدما ارتضي به. فانحذف الفعل والجواب معا.

اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة:

1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة، فالجواب للشرط من باب أولى، وهذا هو الصحيح. نحو: إن تحضر إلينا ــ والله ــ نكرمك.

فالجواب: نكرمك، يكون للشرط مجزوما.

2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم، ولكن تقدم عليها مبتدأ، يكون الشرط والقسم خبرا له. نحو: أنت والله إن تجتهد تتفوق.

فالجواب: تتفوق، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر. ومنه: العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية.

3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم. نحو: والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله.

الجواب: لتنجحن، جاء جوابا للقسم دون الشرط، والدليل اتصال الفعل بلام القسم، وتوكيده بالنون، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير