تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نحو: من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ.

أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية، ولكنها قد تأتي جملة اسمية، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء.

2 ـ إذا جاء فعل الشرط، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا. أي: تكون جملة جواب الشرط في محل جزم.

3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء، أو مسبوق بالواو، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب، وجاز فيه الرفع على الاستئناف، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة.

نحو: إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك.

فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا.

ومنه قوله تعالى: {وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} 1.

ومثال العطف بالواو: متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم.

ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه، واتصلت به الفاء، أو الواو. نحو: من يجتهد فيسر به والداه ينجح. أو: من يجتهد ويسر به والداه ينجح. فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية، أو الرفع على الاستئناف.

ـــــــــــ

1 ـ 284 البقرة.

4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية:

أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية.

ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل.

ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى: {فلما نجاهم إذا هم يبغون} 1

ومنه قوله تعالى: {وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون} 2.

وقوله تعالى: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} 3.

فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء ".

5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية، في محل جر مضاف إليه. أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط.

6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما، وبدون عاطف للثاني على الأول، فإن جواب الشرط للأداة الأولى.

كقوله تعالى: (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم) 4.

ومنه قول الشاعر: بلا نسبة.

إن تستغيثوا بنا، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم

فالجواب " تجدوا "، وهو جواب للشرط الأول: أن تستغيثوا، لأنه صاحب الصدارة في الكلام، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني، ولأن الشرط الثاني: إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر.

ـــــــــــــــ

1 ـ 23 يونس. 2 ـ 36 الروم.

3 ـ 48 الروم. 4 ـ 34 هود.

أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو "، أو بـ " أو "، أو بـ " الفاء " يكون القول كالتالي:

أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته، وكان حرف العطف هو " الواو "، يكون الجواب للفعلين معا، لأن الواو تفيد الجمع.

نحو: من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر.

ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو "، الجواب لأحدهما، لأن أو تفيد التخيير.

نحو: إن تشترك في إعداد الصحيفة، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة.

فالجواب: تنل جائزة، يكون لأي الفعلين شئت.

ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب.

نحو: متى تبذل جهدك، فإن تجتهد تنجح في الامتحان.

فالجواب: تنجح، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني، لأن الفاء تفيد الترتيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير