7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها
" ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة، أو غير جازمة. ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة:
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله: " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1).
ويقول سيبويه وكثير: " يجازي بها معنى لا عملا، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى.
نحو: كيف تصنع أصنع. ولا يجوز كيف تجلس أذهب. باتفاق.
ــــــــــ
1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2، ص 117.
ويستطرد سيبويه فيقول: سألت الخليل عن قوله: كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال: هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم: كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1).
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2).
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3)، ولا في شذور الذهب (4).
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5، 6، 7، 8).
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9).
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10).
ونقول وبالله التوفيق: إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين
" كيف " الاستفهامية الحالية، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون.
وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453.
2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7، ص 40. 3 ـ قطر الندى لابن هشام ص 85.
4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334. 5 ــ شرح الأشموني ج3، ص 583.
6 ــ شرح ابن الناظم ص 693.
7 ــ شرح ابن عقيل ج2، ص 365.
8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3، ص 189.
9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319.
10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252.
نماذج من الإعراب
177 ـ قال تعالى: (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم) 17 التغابن.
إن: حرف شرط جازم لفعلين، مبني على اسكون لا محل له من الإعراب.
تقرضوا: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن، وعلامة جزمه حذف النون، لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الله: لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة.
قرضا: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، حسنا: صفة منصوبة لـ " قرضا ".
يضاعفه: يضاعق فعل مضارع مجزوم بإن جواب الشرط وجزاؤه، وعلامة جزمه السكون، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو. لكم: جار ومجرور متعلقان بيضاعف.
178 ـ قال تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} 11 التغابن
ومن: الواو حرف عطف، من أسم شرط جازم لفعلين، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يؤمن: فعل مضارع مجزوم بمن فعل الشرط وعلامة جزمه السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، بالله جار ومجرور متعلقان بيؤمن.
يهد: فعل مضارع مجزوم جواب الشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، قلبه: مفعول به، وهو مضاف، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر " من ".
179 ـ قال تعالى: {إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} 31 النساء.
إن: حرف شرط جازم لفعلين مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
تجتنبوا: فعل مضارع مجزوم بإن فعل الشرط، وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
كبائر: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
¥