أي: امتناع لوجود، وهي مركبة من " لو " و " لا " الزائدة، ويليها دائما اسم مرفوع يعرب مبتدأ، وخبره محذوف وجوبا، ويقترن جوابها باللام كثيرا إذا كان ماضيا مثبتا، ويتجرد منها إذا كان منفيا.
نحو: لولا الله لوقع حادث أليم، و: لولا والدك ما حضرت.
ومنه قوله تعالى: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض} 4.
وقوله تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} 5.
ـــــــــــــــــ
1 ــ 100 الإسراء. 2 ــ 5 الحجرات. 3 ــ 251 البقرة.
4 ــ 17 لقمان. 5 ــ 21 النور.
وقوله تعالى: {ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين} 1.
وقوله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا} 2.
وقد يتجرد جوابها من اللام. كقول أبي العطاء السندي:
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد
* لوما ـ حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط.
أي: امتناع لوجود، وهي مركبة من " لو "، و " ما " الزائدة.
نحو: لوما الكتابة لضاع معظم العلوم. ونحو: لوما الشوق لم أكتب إليك.
ومنه قول الشاعر:
لوما الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء
ثانيا ــ أدوات الشرط غير الامتناعية:
أما النوع الثاني من أدوات الشرط غير الجازمة، فيطلق عليه أدوات الشرط غير الامتناعية، أي: أن الشرط في هذا المقام لا يفيد الامتناع كما هو الحال في " لو " وأخواتها، وإنما يفيد مجرد التعليق، والربط بين جملتي الشرط والجواب، مثله تماما مثل أدوات الشرط الجازمة.
وأدوات الشرط غير الجازمة الامتناعية هي: ـ
إذا، أمَّا، لمَّا، كلَّما. وإليكها بالتفصيل.
* إذا: أداة شرط غير جازمة لما يستقبل من الزمان، تفيد الربط بين جملة الشرط، وجوابه، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا، أو مقدرا.
فمثال مجيء الفعل بعدها ظاهرا قولهم: إذا حضر الماء بطل التيمم.
ومنه قوله تعالى: {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور} 3.
وقوله تعالى: {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول} 4.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 57 الصافات. 2 ــ 64 البقرة.
3 ــ 7 الملك. 4 ــ 1 المنافقون.
وقوله تعالى: {إذا رأيتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} 1.
ومثال مجيئه مقدرا:
قول الشاعر:
إذا المرء لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول أبي فراس الحمداني:
إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
ومنه قول المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ومنه قول بشار بن برد:
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه وعندما يجيء الفعل بعد إذا مقدرا يلها اسم ظاهر، أو ضمير، كما في الأبيات السابقة، وعندئذ يعرب الاسم، أو الضمير فاعلا لفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر، وقد استحسن النحاة هذا الوجه. وقد أجاز سيبويه إعراب الاسم، أو الضمير الواقع بعد " إذا " مبتدأ، إذا كان الخبر فعلا، وأجاز الأخفش، وابن مالك وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط.
* أمَّا: أداة شرط غير جازمة، تفيد تفصيل الجمل وتوكيدها، وتطلب جوابا لنيابتها عن أداة الشرط " مهما " وفعلها، وتلزم الفاء جوابها، ولا يليها إلا الاسم سواء أكان مبتدأ، نحو: أما عليٌّ فمجتد، وأما أحمدُ فمؤدب.
ومنه قوله تعالى: {وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} 2.
وقوله تعالى: {أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب} 3.
ـــــــــــــــــــــ
1 ــ 12 الفرقان. 2 ــ 79 الكهف.
3 ــ 41 يوسف.
وقوله تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} 1.
ــ أو خبرا نحو: أمَّا حاضر فمحمد.
ــ أو مفعولا به تقدم على فعله. نحو: أما المجتهد فيكافأ، وأما ألمهمل فيعاقب.
ومنه قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر} 2.
ــ أو جارا ومجرورا. نحو: أما لفعل الخير فنعم، وأما لغيره فلا أفعل.
ومنه قوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} 3.
* لمَّا: أداة شرط غير جازمة تفيد التعليق، وتختص بالدخول على الأفعال الماضية، مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى " حين ".
¥