ونحو: والله لأفعلنْ كل ما يرضي وجه الله.
فإذا انفصل بين الفعل ولام القسم بفاصل امتنع توكيد الفعل.
نحو قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 2.
وكذلك إذا دل الفعل على الحال، أو كان منفيا فلا يؤكد بالنون.
نحو: والله لنحتفل الآن بفوزكم.
ونحو: والله لن يضيع حق وراءه مطالب.
ومنه قوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم} 3.
اجتماع الشرط والقسم
قد يجتمع الشرط والقسم في أسلوب واحد، فإذا اجتمعا كان الجواب للمتقدم منهما.
ففي نحو: إن بذلت مزيدا من الجهد يتحقق نجاحك بإذن الله.
نجد أن الجواب للشرط، حيث جاء مضارعا مجزوما وهو الفعل " يتحقق ".
وفي نحو: والله إن بذلت مزيدا من الجهد إن نجاحك لمحقق بإذن الله.
نجد أن الجواب للقسم، حيث جاء جملة مثبتة مؤكدة بإنَّ واللام، وهي:
" إن نجاحك لمحقق بإذن الله ".
ـــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 12 الحشر.
فائدة:
إذا تقدم على الشرط والقسم المجتمعين في أسلوب واحد اسم يحتاج إلى خبر، فالغالب أن يكون الجواب للشرط، سواء أكان مقدما على القسم، أم كان مؤخرا عنه.
نحو: يوسف إن اجتهد والله يتفوقْ.
ونحو: محمد والله إن اجتهد يتفوقْ.
تلاحظ من المثالين السابقين أن الجواب في كلا الحالتين كان للشرط، وهو الفعل " يتفوقْ " المجزوم وعلامة جزمه السكون.
توكيد الفعل بالنون
لتوكيد الأفعال نونان أحداهما مشددة ومبنية على الفتح، وتسمى نون التوكيد الثقيلة، والأخرى مخففة ومبنية على السكون، وتسمى نون التوكيد الخفيفة.
نحو قوله تعالى، وقد وردت النونان فيه: {ليسجننَّ وليكونًا من الصاغرين} 1.
فالنون في " يسجننَّ " نون التوكيد الثقيلة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفعل " يسجنن ": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود على يوسف.
والنون في " ليكوننْ " نون التوكيد الخفيفة، وهي حرف مبني على السكونلا محل لها من الإعراب، والفعل " يكونن ": فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، واسم يكون ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
أحكام نوني التوكيد مع الأفعال:
لنوني التوكيد أحكام مع الأفعال وهي على النحو التالي:
1 ـ الفعل الماضي:
يمتنع توكيد الفعل الماضي بالنون مطلقا، لأن زمن وقوعه قد فات، وما فات
ــــــــــــ
1 ـ 32 يوسف.
لا يعاد. نقول: حضر المسؤول إلى عمله مبكرا.
دون اتصال الفعل: " حضر " بإحدى نوني التوكيد.
2 ـ الفعل الأمر:
يجوز توكيده بالنون دائما، لدلالته على الطلبية.
نقول: ساعدن الضعيف، أو ساعد الضعيف.
3 ـ الفعل المضارع:
لتوكيد المضارع ثلاثة أحكام هي:
أولا ـ يجب توكيده بالنون الثقيلة، أو الخفيفة: إذا وقع جوابا للقسم، وكان مثبتا مستقبلا متصلا بلامه.
نحو: والله لأكونن محقا للحق.
ومنه قوله تعالى: {تالله لأكيدن أصنامكم} 1.
وقوله تعالى: {فلنولينك قبلة ترضاها} 2.
وقوله تعالى: {لنصدقَنَّ ولنكونَنَّ من الصالحين} 3.
وقوله تعالى: {ولتجدنَّهم أحرص الناس على حياة} 4.
ومنه قول الشاعر:
لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
ثانيا ـ التوكيد الجائز القريب من الواجب: الواقع بعد إمَّا الشرطية.
ونحو: إما تجتهدن في دراستك تتفوق. أو: إما تجتهد في دراستك تتفوق.
ومنه قوله تعالى: {وإمّا نُرينَّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينَّك} 5.
وقوله تعالى: {وإما تخافنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} 6.
ومنه قوله تعالى: {فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى} 7.
ـــــــــــــــ
1 ـ 57 الأنبياء. 2 ـ 144 البقرة. 3 ـ 75 التوبة.
4 ـ 96 البقرة. 5 ـ 46 يونس.
6 ـ 58 الأنفال. 7 ـ 38 البقرة.
ويلاحظ من الآيات السابقة أن الفعل الواقع بعد " إن " الشرطية المُؤكدة بـ " ما " الزائدة يغلب عليه التوكيد بالنون لذلك اعتبرناه قريبا من الواجب.
* ـ التوكيد الجائز جوازا كثيرا: وذلك إذا كان طلبيا متصلا بالتالي:
1 ـ بلام الأمر:
نحو: لتفعلن الخير ما دمت قادرا.
أو: لفعل الخير ما دمت قادرا.
¥