تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويقال إن الهمزة في الأفعال الماضية تقديرا للصيرورة، فإذا قلنا:

أعذبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا. كان أصلها تقديرا:

أعذبَ القرانُ أدبا وتهذيبا. ومعناها: صار القرآن ذا عذب أدبا وتهذيبا.

ونحو: أجملْ بالطبيعة ماءً وخضرة. كان أصلها: أجملَ الطبيعةُ ماءً وخضرة.

ومعناها: صارت الطبيعة ذا جمالٍ ماءً وخضرة.

شروط التعجب بصيغتي ما أفعله، وأفعل به.

أولا ـ يتم التعجب من الفعل مباشرة بالشروط الآتية:

1 ـ إذا كان الفعل ثلاثيا، مثل جَمُلَ، وكرم، وحسن، وطيب، وضرب، وكفر.

2 ـ أن يكون تاما غير ناقص، فلا يكون من أخوات كان، أو كاد، أو ما يقوم مقامها.

3 ـ مثبتا غير منفي، فلا يكون مثل: ما علم، ولا ينسى، ولا يخشى، ولم يفعل.

4 ـ أن يكون مبنيا للمعلوم.

5 ـ أن يكون تام التصرف، غير جامد، فلا يكون مثل: نعم وبئس، وليس، وعسى ونحوها.

6 ـ قابلا للتفاوت، أي: أن يصح الفعل للمفاضلة بالزيادة والنقصان، فلا يكون مثل: مات، وغرق، وعمى، وفني، ونظائرها.

7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن " أفعل فعلاء "، مثل: عرج، وعور، وحمر، وكتع، وخضر، فالوصف من الألفاظ السابقة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء فنقول: أعرج عرجاء، وأعور عوراء، وأحمر حمراء، وأكتع كتعاء، وأخضر خضراء.

فإذا استوفى الفعل الشروط السابقة تعجبنا منه على الصيغتين المذكورتين مباشرة، أي: بدون وساطة.

نحو: ما أطيب الهواء. وأطيب بالهواء.

وما أعذب الماء. وأعذب بالماء.

ومنه قوله تعالى: {قتل الإنسان ما أكفره} 1.

ــــــــــــــ

1 ـ 17 عبس.

ومنه قول الشاعر:

أعظم بأيام الشباب نضارة يا ليت أيام الشباب تعود

ثانيا ـ أما إذا افتقد الفعل شرطا من الشروط السابقة، فلا يصح التعجب منه مباشرة، وإنما نتعجب منه بوساطة على النحو التالي:

1 ـ إذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف، مثل دحرج، وبعثر، وانتصر، وانكسر، واستعمل، واستعان.

2 ـ أو كان ناقصا غير تام، مثل: كان، وأصبح، وأضحى، وكاد وأوشك.

3 ـ أو كان الوصف منه على وزن أفعل فعلاء، وذلك فيما دل من الأفعال على لون، أو عيب، أو حلية مثل: أصفر، وأعور، وأهيف.

فإننا نتعجب من الأفعال السابقة وما شابهها بصورة غير مباشرة، وذلك بأن نستعين بأفعال مساعدة مستوفية للشروط التي ذكرناها آنفا في الفعل الثلاثي، ونأخذ منها صيغة " ما أفعله، أو أفعل به "، ثم نأتي بمصدر الفعل الذي نريد التعجب منه سواء أكان المصدر صريحا، أم مؤولا.

ومن الأفعال المساعدة على وزن ما أفعله: ما أجمل، ما أعظم، ما أحسن، ما أكبر، ما أصغر، ما أشد، ما أكثر، ما أحب.

ومنها على وزن أفعل به: أجمل به، وأعظم به، وأحسن به، وأكبر به، وأصغر به، وأشدد به، وأكثر به، وأحبب به.

كيفية عملية التعجب:

1 ـ الفعل المستوفي الشروط. مثل: كرم، نقول: ما أكرم العرب.

وأكرم بالعرب.

ومنه قول الشاعر:

أعزز بنا وأكف إن دعينا يوما إلى نصرة من يلينا

2 ـ الفعل المزيد: مثل: تدحرج، اندحر، استعمل، استعان.

لا يصح التعجب من الأفعال السابقة مباشرة، وللتعجب منها نتبع الآتي:

نأتي بفعل مساعد على الصيغة المطلوبة مما ذكرنا في القائمة السابقة، أو ما شابهها،

وليكن الفعل: أعظم، ثم، نأتي بالمصدر الصريح، أو المؤول من الفعل (1).

ويتم تركيب الجملة كالآتي:

ما أعظم تدحرج هذه الصخرة. ما أعظم أن تتدحرج هذه الصخرة.

وأعظم بتدحرج هذه الصخرة. وأعظم بأن تتدحرج هذه الصخرة.

ومنه: ما أفضل استعمال السواك. وما أفضل أن تستعمل السواك.

وأفضل باستعمال السواك. وأفضل بأن تستعمل السواك.

3 ـ الفعل الناقص. مثل: كان، وأصبح، وكاد.

نتبع في التعجب منه ما اتخذناه مع الفعل المزيد، فإذا أردنا أن تعجب من الفعل أصبح نقول: ما أجمل إصباح السماء صافية. وما أجمل أن تصبح السماء صافية.

وأجمل بإصباح السماء صافية. وأجمل بأن تصبح السماء صافية.

4 ـ وكذلك إذا كان الوصف من الفعل على وزن أفعل فعلاء، تعجبنا منه بوساطة الفعل المساعد، والمصدر الصريح، أو المؤول من الفعل الذي نريد التعجب منه.

ومن الأفعال التي يكون الوصف منها على أفعل فعلاء:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير