4 ـ إذا كان فعل التعجب متعديا في الأصل بحرف الجر، أبقيت مفعوله مجرورا، ويبقى الاستعمال كما هو.
نحو: ما أقساني على الخائن.
وما أرضاني عن المخلص.
وما أشد تمسكي بالصدق.
وما أسرع استجابتي إلى الحق.
والأصل: أقسو على الخائن، وأرضى عن الحق.
وأتمسك بالصدق، وأستجيب إلى الحق.
5 ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة " أفعل به "، إلا إذا كان المتعجب منه مصدرا مؤولا مسبوقا بأنْ، أو أنَّ.
نحو: أحبب إلى أسرتي أن أتفوق.
وإعرابها: أحبب: فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر.
إلى أسرتي: جار ومجرور متعلقان بالفعل أحبب.
أن أتفوق: أن حرف مصدري ونصب، أتفوق فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل أحبب. والأصل: أحبب إلى أسرتي بأن أتفوق.
ومنه: ما أحرى بالطالب أن يكون مجتهدا.
وأخلق بالمعلم أن يكون قدوة لطلابه.
ومنه قول العباس بن مرداس:
وقال نبي المسلمين تقدموا وأحبب إلينا أن تكون المقدما
ومنه قول الآخر:
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
إعراب أسلوب التعجب:
ما أجمل السماء
ما: تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
أجمل: فعل ماض جامد مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو يعود على ما.
السماء: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما ".
أجمل بالسماء
أجملْ: فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر.
بالسماء: الباء حرف جر زائد، والسماء فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
النداء التعجبي
من أساليب التعجب ما يعرف في اللغة بالنداء التعجبي وهو يجري مجرى أسلوب الاستغاثة مع فارق في المعنى.
يتكون النداء التعجبي من " يا " التي هي حرف نداء وتعجب، ولا يستعمل غيرها من أحرف النداء لهذه الغاية، ومن المنادى المتعجب منه على أن يكون مجرورا باللام المفتوحة، وقد تحذف تلك اللام أحيانا، وله ما للمنادى من أحكام إعرابية.
نحو: يا لَهدوء البحر، ويا لصفاء السماء، ويا لرقة الهواء.
ومنه قولهم: يا للهول، ويا للفاجعة.
ونحو: يا جمال الطبية، ويا عبق أنسامها.
فوائد وتنبيهات:
1 ـ يجوز التعجب من الأفعال التي لا يصح التعجب منها مطلقا إذا أريد بها معنى غير المعنى الحقيقي الذي جرت العادة على استعماله، كالفعل " مات ".
نقول: ما أموت الرجل. إذا أريد بالموت معنى البلادة.
2 ـ ويجوز التعجب من بعض الأفعال بطريقة مباشرة مع أنها لم تستوف الشروط اللازمة. فنقول في بعض الأفعال المزيدة: ما أتقى عليّا. وما أعطاه.
3 ـ يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه من صيغتي التعجب، إذا كان الكلام واضحا بدونه، ويفهم من سياقه ن وغالبا ما يكون هذا في الشعر.
كقول علي بن أبي طالب:
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم لدى الروع قوما ما أعز وأكرما
ومنه قول الشاعر:
فذلك إن يلق المنية يلقها حميدا وإن يستغن يوما فأجدِرِ
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل