2 ـ إذا أريد تقوية توكيد قصد الشمول يجوز استخدام لفظة " أجمع " بعد لفظة " كل " مضافة إلى الضمير. نحو: جاء الركب كله أجمع. سافر الحجاج كلهم أجمعون.
وفي هذه الحالة لا تحتاج كلمة أجمع إلى ضمير، فقد سد الضمير المتصل بكلمة " كل " مسد الضمير الذي يجب أن يتصل بها ليعود على المؤكد.
264 ـ ومنه قوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} 1.
3 ـ إن لفظة " أجمع " لا تثنى حيث لا يقال أجمعان، كما أن جمعاء لا يقال فيها جمعاوان.
4 ـ إذا أضيفت ألفاظ التوكيد المعنوي إلى الاسم الظاهر، تعرب حسب موقعها من الجملة، وتظهر عليها علامات الإعراب.
نحو: زارني نفس الصديق. تبوأ المجتهد عين المركز الذي يريده.
ينطبق القرار على جميع العاملين.
توكيد الضمير توكيدا معنويا:
1 ـ إذا أردنا توكيد الضمير المتصل الواقع في محل رفع، أو الضمير المستتر توكيدا معنويا، وجب توكيده توكيدا لفظيا قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين ".
نحو: تحدثت أنا نفسي. سافروا هم أنفسهم.
حضرت أنا عيني. تأخرتم أنتم أعينكم.
2 ـ وإذا كان الضمير المتصل في محل نصب، أو جر، يجوز توكيده بالضمير قبل توكيده بلفظتي " نفس وعين "، أو عدم توكيده.
نحو: كافأته هو نفسه. أو كافأته نفسه.
ــــــــــــــ
1 ـ 30 الحجر.
نحو: مررت بك أنت عينك. أو مررت بك عينك.
وإذا كان التوكيد ببقية ألفاظ التوكيد الأخرى فلا حاجة للتوكيد بالضمير.
نحو: سافروا جميعهم.
ثانيا ـ البدل
تعريفه:
تابع يدل على نفس المتبوع، أو جزء منه قصد لذاته، وبلا واسطة.
نحو: جاء الشيخ أحمد. وقطعت بالسكين حدها. وأعجبني الطالب خلقه.
من التعريف السابق نخلص إلى أن البدل يختلف عن النعت والتوكيد، من حيث إنه يقصد لذاته، فلا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف، أو استغني عنه، كما أنه يختلف عن العطف من حيث أنه لا يحتاج إلى واسطة في إلحاقه بالمبدل منه كحرف العطف مثلا.
أقسامه: ينقسم البدل إلى أربعة أنواع:
1 ـ بدل مطابق " بدل كل من كل ". 2 ـ بدل غير مطابق " بعض من كل ".
3 ـ بدل اشتمال. 4 ـ بدل مباين.
أولا ـ البدل المطابق " بدل كل من كل ":
هو ما كان البدل فيه عين المبدل منه، ومساوي له في المعنى.
نحو: جاء المعلمُ محمدٌ.
فمحمد بدل من كلمة المعلم، وتأخذ حكمها في الإعراب، فجاء محمد مرفوع لكونه بدل من المعلم المرفوع على الفاعلية.
ومنه قوله تعالى: {مفازا حدائق وأعنابا} 1.
وقوله تعالى: {اهدنا السراط المستقيم سراط الذين أنعمت عليهم} 2.
114 ـ ومنه قول الشاعر:
وقد لامني في حب ليلى أقاربي أخي وابن عمي وابن خالي وخاليا
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 31، 32 النبأ. 2 ـ 6، 7 الفاتحة.
الشاهد قوله: أخي وما عطف عليه، حيث جاء بدلا مطابقا من كلمة " أقاربي ".
ثانيا ـ البدل غير المطابق " بدل بعض من كل ":
وهو أن يكون البدل جزءا من المبدل منه.
نحو: سقط البيت سقفه، وأكلت التفاحة نصفها.
فكلمة سقف ونصف كل منهما جاءت بدلا غير مطابق، " بعض من كل " أي: أن البدل جزء من المبدل منه: البيت في المثال الأول، والتفاحة في المثال الثاني، ولكنه تابع له في إعرابه، فجاءت كلمة " سقف " مرفوعة لأن المبدل منه " البيت " جاء فاعلا مرفوعا، وكلمة " نصف " جاءت منصوبة، لأن المبدل منه " التفاحة " وقع مفعولا به منصوب، وكذا الجر.
266 ـ ومنه قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} 1.
فـ " من استطاع " بدل من " الناس ". ولكون المبدل منه في الآية مجرور جاء البدل مجرورا.
115 ـ ومنه قول الشاعر:
إذا أبو قاسم جادت يداه لنا لم يحمد الأجودان البحر والمطر
الشاهد قوله: البحر، حيث وقعت بدلا بعض من كل، والمبدل منه " الأجودان ".
ثالثا ـ بدل الاشتمال:
هو البدل الدال على معنى من المعاني التي اشتمل عليها المبدل منه دون أن يكون جزءا منه.
نحو: أطربني البلبل تغريده. وأعجبني الطالب خلقه.
267 ـ ومنه قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} 2.
116 ـ وقول الشاعر:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 97 آل عمران. 2 ـ 217 البقرة.
¥