67 ـ ومنه قوله تعالى: {وقد دخلوا بالكفر} 7. أي: مع الكفر.
وقوله تعالى: {واختلط به نبات الأرض} 8.
وقوله تعالى: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} 9.
وقوله تعالى: {ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء} 10.
عاشرا ـ الواو، والتاء: يكونان للقسم، نحو: والله لأساعدن الضعيف.
وتالله لأحفظنَّ ودك. 68 ـ ومنه قوله تعالى: {والقرآن ذي الذكر} 11.
وقوله تعالى: {والشمس وضحاها} 12. وقوله تعالى: {والليل إذا يغشى} 13.
69 ـ وقوله تعالى: {تالله إنك لفي ضلالك القديم} 14.
وقوله تعالى: {قال تالله إن كدت لتردين} 15.
وقوله تعالى: {قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف} 16.
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 النساء. 2 ـ 48 الأحزاب. 3 ـ 38 المؤمنون.
4 ـ 6 المائدة. 5 ـ 22 العنكبوت. 6 ـ 195 البقرة.
7 ـ 59 الفرقان. 8 ـ 24 يونس. 9 ـ 111 الكهف.
10 ـ 38 يونس. 11 ـ 1 ص. 12 ـ 1 الشمس.
13 ـ 1 الليل. 14 ـ 95 يوسف. 15 ـ 56 الصافات.
16 ـ 85 يوسف.
أحد عشر ـ مذ ومنذ: يكونان لابتداء الغاية بمعنى " من "، إذا كان الزمان ماضيا.
نحو: ما حضرت إلى العمل مذ يومين، أو منذ يومين.
ويكونان للظرفية، إذا كان الزمان حاضرا، وهما حينئذ بمعنى " في ".
نحو: ما رأيته مذ شهرنا، أو منذ شهرنا.
وفي هذا المقام تفيد مذ ومنذ استغراق المدة ’
كما يأتيان بمعنى " من "، و " إلى " معا إذا كان مجرورهما نكرة معدودا.
نحو: ما رأيتك مذ ثلاثة أيام، أو منذ ثلاثة أيام.
اثنا عشر ـ رب: تأتي للتقليل والتكثير، ويدل على ذلك القرينة التي تعين أحدهما.
مثال التقليل:
6 ـ قول الشاعر:
" ألا رب مولود ليس له أب ".
فالقرينة الدالة على أن ربَّ جاءت للتقليل هو: أن المولود الذي ليس له أب قليل، بل يكاد ينحصر في سيدنا عيسى عليه السلام.
ومنه قولهم: ربَّ أخ لك لم تلده أمك.
ومثال التكثير: قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ياربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القايمة. وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان: يا رب صائمه لن يصومه.
فوائد وتنبيهات:
أولا ـ كنت قد استبعد " كي " كحرف من حروف الجر، لأنها لا تعمل إلا بشرط، واستعمالها كحرف من حروف النصب أقرب إلى الفهم، والذوق السليم، ومع ذلك آثرت ذكرها هنا موضحا الشروط التي يجب أن تتوافر فيها كي تعمل الجر: ـ
1 ـ تختص " كي " بالدخول على " ما " الاستفهامية، إذا جاءت حرفا من حروف الجر، وتكون للتعليل، بمعنى " اللام ". نحو: كيم فعلت هذا.
2 ـ تختص بالدخول على " أن " المصدرية وصلتها.
نحو: حضرت كي أبشرك بالنجاح. أي: لبشارتك.
فاعتبر النحاة " أن " المصدرية المحذوفة مع الفعل المضارع بمثابة الاسم فدخلت عليه " كي " باعتبارها حرفا من حروف الجر، لأنه من المتعارف عليه نحويا أن حروف الجر لا تختص بالدخول إلا على الأسماء.
وفي رأيي أن ذلك التخيل لأن المحذوفة وتكوينها مع الفعل اسما، أمر مجهد للعقل من حيث التصور، وكان يكتفى بـ " كي " في هذه الحالة أن تكون حرفا ناصبا للفعل فقط، لأن الغرض من دراسة النحو الوصفي، هو الوصول إلى التطبيق على القواعد الحقيقية بيسر وسهولة، لا تصور ما يمكن أن يكون، لذلك أرى أن يعمل بكل كلمة في بابها الصحيح، لأن هناك في الأبواب النحوية الأخرى ما يستعاض بها في هذا المقام دون تصور أو تخيل.
والمقصود من ذلك أن " كي " إذا استعملت في باب النواصب للفعل المضارع، وكفى خير من توزيعها، وجعلها مع حروف الجر، لأنها في باب النواصب تعمل كناصب للفعل بلا قيد أو شرط، على اعتبار أنها هي الناصبة للفعل، لا أن المصدرية المضمرة.
ثانيا ـ لقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك على شرح الألفية، بأن هناك بعض حروف الجر ما يشترك لفظها بين الحرفية والاسمية: أي أنها تجيء في مقام حرفا، كما بينا في أحرف الجر، وتجيء اسما، كما سنوضح ذلك الآن بما ذكره النحاة المتقدمون من أمثلة بهذا الخصوص.
والحروف المشتركة في لفظها بين الحرفية والاسمية هي: الكاف، عن، على، مذ، منذ. وهذه أمثلة كما وردت في كتب النحو كشاهد على مجيئها أسماء.
1 ـ الكاف: نحو: محمد كالأسد.
ومنه قول الشاعر:
" ويضحكن عن كالبرد المنهمِّ "
¥