142 ـ ونحو قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} 2.
وسوف في الآية السابقة للوعد، وتأتي أيضا للوعيد.
نحو قوله تعالى: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا} 3.
ويدخل في عداد حروف الاستقبال كل من أحرف النصب، ولام الأمر، ولا الناهية، وإن، وإذما الشرطيتين الجازمتين لفعلين مضارعين، لذلك لا يجوز أن نجمع بين السين أو سوف، وبين أحد الحروف السابقة.
فلا يجوز أن نقول: سوف لن أفعل كذا. بل نقول سوف لا أفعل كذا.
8 ـ حروف التحضيض وهي: لولا، لوما، هلاّ، ألا، إلا.
وقد مر معنا بعض تلك الحروف في باب التنبيه، وبعضها في باب العرض، وها هي تمر في باب التحضيض، أو الحض وهو الطلب بإلحاح، إذا تلاها فعل مضارع.
أ ـ لولا: حرف تحضيض، نحو قوله تعالى: {لولا تستغفرون الله} 4.
143 ـ وقوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب} 5.
ب ـ لوما: حرف تحضيض بمعنى " هلاّ "، ويختص بالدخول على الجمل الفعلية.
144 ـ نحو قوله تعالى: {لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين} 6.
ج ـ هلاّ: حرف تحضيض مركب من " هل " الاستفهامية، و " لا " النافية التي لا عمل لها، فإذا دخلت على المضارع أفادت الحث على العمل.
نحو: هلاّ تساعد الضعيف.
ـــــــــــــــــ
1 ـ 10 الأعلى. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 30 النساء. 4 ـ 46 النمل.
5 ـ 10 المنافقون. 6 ـ 7، 8 الحجر.
وإذا دخلت على الماضي كانت للتوبيخ، كقول المتنبي:
فهلاّ كان نقض الأهل فيها وكان لأهلها منها التمام
ولا يجوز في " هلاّ " الدخول على الأسماء، فإذا وليها اسم كان على إضمار الفعل (1).
52 ـ كقول الشاعر:
ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة إليّ فهلاّ نفس ليلى شفيعها
د ـ ألا: حرف تحضيض تختص بالدخول على الأفعال. نحو: ألا تؤمنون بالله.
هـ ـ ألاّ: حرف تحضيض يختص بالدخول على الجمل الفعلية الخبرية.
نحو: ألآّ تساعد الضعيف. والعل بعدها مرفوع.
9 ـ حرف الردع كلاّ: وهو حرف ردع، وزجر، وتنبيه على بطلان كلام المخاطب.
نحو قوله تعالى: {كلاّ إن معي ربي سيهدين} 2.
ومنه قول جرير:
كلاّ ولكن ما أبديه من فرق فكي يغروا فيغريهم بي الطمع
10 ـ حروف النفي وهي: لن، لم، لمّا. مر كل منها في بابه.
11 ـ حرف التوقع " قد ": يأتي لعدد من المعاني تختلف باختلاف الفعل الذي يدخل عليه، فإذا دخل على فعل ماض أفاد معنى التحقيق.
نحو قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها} 3.
وقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} 4.
ومنه قول ابن الدمينة:
وقد زعموا أن المحب إذا دنا يَمَلُّ وأن النأي يشفي من الوجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها للمؤلف ج 2.
2 ـ 62 الشعراء. 3 ـ 9 الشمس.
4 ـ 21 الأحزاب.
وإذا دخل على الفعل المضارع أفاد التقليل.
نخو: قد يحضر والدي غدا.
ومنه قول امرئ القيس:
قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحيين سرحوب
وتفيد " قد " أحيانا التحقيق، والتكثير إذا تلاها فعل مضارع، ويلمح ذلك من سياق 145 ـ الكلام. كقوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} 1.
ومنه قول القطامي:
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل
و " قد " من الحروف التي تلتحم مع ما بعدها من الأفعال فتعد كالجزء من، فلا تعمل فيه، ولا يفصل بينهما فاصل إلا القسم إن وجد.
نحو: قد والله شغلتني عليك.
ومنه قول البحتري:
قد لعمري زرناه كهلا وشيخا وعرفناه ناشئا ووليدا
لذلك يخطئ كثير من الكتاب، والشعراء، والمتحدثين حينما يفصلون بين " قد " والفعل المضارع بلا النافية، أو غيرها من حروف النفي الأخرى. كأن يقولون: قد لا أذهب اليوم إلى العمل، وقد لا يكون ذلك في وسعي.
وقد لن يحضر والدي مجلس الآباء ... إلخ.
والصواب أن يقولوا: ربما لا، وربما لن، وهكذا.
ثالثا ـ الحروف المشتركة بين الاسم والفعل:
أ ـ حروف العطف وهي: الواو، الفاء، ثم، حتى، أو، إما، أم، لا، بل، لكنْ، وكلها غير عاملة، وقد فصلنا فيها القول في باب العطف.
ــــــــــــ
1 ـ 144 البقرة.
¥