مثال دخولها على المضارع قوله تعالى: {إني ليحزنني أن تذهبوا به} 5.
60 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي:
إني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
ومثال دخولها على الظرف: إن محمدا لعندك.
ومثال دخولها على المجرور قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} 6.
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 62 المائدة. 2 ـ 5 الضحى.
3 ـ 18 النحل.4 ـ 167 الأعراف.
5 ـ 13 يوسف. 6 ـ 4 القلم.
وتسمى هذه اللام التي ذكرناها في المواضع السابقة باللام المزحلقة، لأنها تزحلقت من اسم " إن " إلى خبرها.
وقد ذكر الرماني أن هذه اللام " كان حقها أن تكون قبل " إنَّ " إلا أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد فزحلقوا اللام إلى الخبر، وكانت اللام أولى بذلك لأنها غير عاملة، فكان تقديم العامل أولى " (1).
3 ـ اللام الزائدة:
1 ـ إذا دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ، ولم يكن مصدرا بـ " إنَّ " فهي حينئذ زائدة، لآن لام الابتداء لها الصدارة في الكلام.
نحو: لشاعر أنت.
61 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج:
أم الحليس لعجوز شهربة ترضى من اللحم بعظم الرقبة
وقد ذكر ابن هشام في المغني فقال: " اللام الزائدة وهي الداخلة في خبر المبتدأ، واستشهد ببيت رؤبة السابق، وقال: " وقيل الأصل لهي عجوز ".
2 ـ وكما تزاد اللام في خبر المبتدأ، تزاد أيضا في خبر " أن " المفتوحة الهمزة، كقراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ألا أنهم ليأكلون الطعام} 2.
62 ـ ومنه قول الشاعر (بلا نسبة):
ألم تكن حلفت بالله العلي أن مطاياك لَمِن خير المطي
3 ـ وفي خبر لكنَّ. نحو: ولكن الأمر لشديد.
ومنه قول الشاعر (بلا نسبة):
يلومونني في حب ليلى عواذلي ولكنني من حبها لعميد
4 ـ وفي خبر ما زال. نحو: ما زال المطر لمنهمرا.
ــــــــــــــــــ
1 ـ كتاب معاني الحروف ص51.
2 ـ 20 لقمان.
ومنه قول كثير عزة:
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها كالهائم المقصي بكل مراد
5 ـ وفي المفعول الثاني لرأى. نحو: أراك لقادما.
6 ـ في خبر أمسى.
63 ـ كقول الشاعر:
مروا عجالا فقالوا كيف صاحبكم قال الذي سألوا: أمسى لمجهودا (1).
7 ـ وقد تزاد مع " إنْ " الشرطية، وهذا خاص بالشعر كما ذكر ابن هشام.
نحو: لئن قام زيد أقم، وأنت ظالم لئن فعلت.
64 ـ ومنه قول الشاعر:
لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى تباريح من ليلى فللموت أروح
ومنه قول الآخر:
لئن كان ما حدثته اليوم صادقا أصُم في نهار القيظ للشمس باديا
8 ـ وتزاد مع الجار والمجرور للتوكيد.
كقول الشاعر (بلا نسبة):
فلا والله لا يلقى لما بي ولا لِلِما بنا أبدا دواء
ومنه قول الآخر:
إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائقٌ ظرفٌ لِمِما أحقر
9 ـ وتزاد مع لولا للتوكيد أيضا كما في
قول الشاعر (بلا نسبة):
للولا قاسم ويدا مسيلٍ لقد جرت عليك يد غشوم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ روي البيت السابق برواية أخرى هي:
مروا عجالى فقالوا كيف سيدكم فقال من سألوا: أمسى لمجهودا
راجع في ذلك كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها. اللام الزائدة.
ومنه قول الآخر (بلا نسبة):
للولا حصينُ عُقْبةٍ أن أسوءه وأن بني سعد صديق ووالد
10 ـ وزيدت في " بَعْد ".
كقول الشاعر (بلا نسبة):
ولو أن قومي لم يكونوا أعزة لَبَعْدُ لقد لاقيت لا بد مصرعا
وأغلب المواقع التي زيدت فيها اللام في الشواهد السابقة لا يقاس عليها، وإنما يقتصر سماعها على الشعر.
* وتزاد لام البعد، وكاف الخطاب في أسماء الإشارة، يمكن الرجوع إليهما في موضعهما.
هذا وقد زيدت اللام زيادات صرفية في مواضع مختلفة من الكلمة، وقد قسم النحويون زيادتها إلى قسمين:
زيادة لازمة، وأخرى خير لازمة.
الزيادة اللازمة جاءت في ثلاثة مواضع هي: ـ
1 ـ أسماء الموصول. نحو: الذي، والتي، والذين، وفروعها باعتبار أن الأسماء الموصولة معرفة بالصلة على المشهور، لا باللام الاخلة عليها.
2 ـ بعض الأعلام: كـ للات، والعزى، والنضر، والسموءل، واليسع، وغيرها من الأسماء التي لحقتها اللام. فاللام فيها زائدة، لأن تلك الأسماء معرفة في ذاتها بالعلمية كغيرها من بقية الأعلام كمحمد ويوسف.
¥