3 ـ " الآن ": ذكر ابن الناظم أن الألف، واللام في كلمة " الآن " زائدة، فقال: " ونحو الآن فإنه مبني لتضمنه معنى أداة التعريف، والألف واللام فيه زائدة غير مفارقة " (1).
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ شرح ابن الناظم ص100، ورصف المبني ص 164.
أما الزائدة غير اللازمة، وتسمى بالعارضة أيضا، وتكون زيادتها في الآتي:
1 ـ المصادر، والأعلام المنقولة المسمى بها على معنى لمح الصفة في أصل التسمية. كالحسن، والحسين، والفضل، والرشيد، والحارث، والضحاك، والمعتصم، والأمين، والمأمون، وغيرها. فالمصادر، والأسماء السابقة، وما شابهها قد سمي بها مجردة من اللام، ثم دخلت عليها اللام للإشارة إلى أصلها الذي نقلت عنه من وصف، أو مصدر.
2 ـ اللام الزائدة زيادة غير لازمة في العدد وتمييزه. نحو: دفعت له الخمسة عشر الجنيهات.
3 ـ وقد زيدت أيضا زيادة غير لازمة في المسموع من الشعر للضرورة، وجاءت هذه الزيادة في موضعين هما:
أ ـ الأعلام.
65 ـ كقول الشاعر:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيت عن بنات الأوبر
الشاهد قوله: بنات الأوبر، وأراد بنات أوبر، وكلمة أوبر علم لنوع من الكمأة.
ب ـ في التمييز الملحوظ.
66 ـ كقول الشاعر:
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو
الشاهد قوله: " طبت النفس "، وأراد طبت نفسا. (1).
4 ـ اللام الفارقة: هي اللام الواقعة بعد " إنْ " المخففة من الثقيلة.
نحو: إن محمدٌ لقائمٌ.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ـ للاستزادة في هذا الموضوع راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1،
وباب الموصول الحرفي لمعرفة مواطن زيادة أل مفصلة.
ومنه قوله تعالى: {وإن كانت لكبيرة} 1.
160 ـ وقوله تعالى: {إن كل نفس لما عليها حافظ} 2.
وهذه اللام نوع من " لام " الابتداء، فقد ذكر سيبويه، وأكثر النحاة أنها لام الابتداء أفادت مع إفادتها توكيد النسبة، وتخليص المضارع للحال، الفرق بين " إنْ " المخففة من الثقيلة، و " إنْ " النافية، لهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة، اللهم إن دل دليل على قصد الإثبات " (3).
كقراءة أبي رجاء في قوله تعالى: {وإن كل ذلك لِما متاع الحياة الدنيا} 4.
بكسر اللام، أي: للذي.
5 ـ اللام الوطئة للقسم: وتسمى اللام المؤذنة، وهي التي تمهد لجواب القسم، وتدخل عل أداة الشرط، للئيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها، لا على شرط. 161 ـ كقوله تعالى: {لئن أمرتهم ليخرجن} 5.
وقوله تعالى: {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون} 6.
وغالبا ما يكون دخول اللام الموطئة للقسم على " إن " الشرطية، ولكن سيبويه ذكر أن دخولها لا يقتصر على إن الشرطية، بل تدخل أيضا على " ما " الموصولة، 162 ـ كقوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة} 7.
وقال سيبويه: " والله لئن فعلت لأفعلن، واللام التي في " ما " كهذه التي في " إن ".
ــــــــــــــــــــ
1 ـ 143 البقرة. 2 ـ 4 الطارق.
3 ـ المغني ج1 ص 231 وما بعدها.
4 ـ 143 البقرة. 5 ـ 4 الطارق.
6 ـ 12 الحشر. 7 ـ 81 آل عمران.
وبالرجوع إلى كتب التفسير نجد أن " ما " في الآية السابقة شرطية، والمعنى لمهما آتيتكم، وعليه فاللام الداخلة عليها تكون موطئة للقسم، تشبيها لـ " ما " الشرطية، بـ " إن " الشرطية، واللام كـ " اللام " الداخلة على " إن "، ولكن لشذوذ دخول اللام الموطئة للقسم على غير " إن " الشرطية، فتكون " ما " موصولة، واللام للابتداء حملا على الأكثر (1).
وقد دخلت " اللام " الموطئة للقسم على " إذ " لمشابهتها " إن " الشرطية.
67 ـ كما في قول الشاعر (بلا نسبة):
غضبتْ عليَّ وقد شربت بجِزَّة فلإذ غضبتِ لأشربنْ بخروف
ودخلت أيضا على " متى ".
68 ـ كقول الشاعر (بلا نسبة):
لمتى صلحت ليقضين لك صالح ولتجزينَّ إذا جزيتَ جميلا
تنبيه: إن دخول اللام فيما سبق على غير " إنْ " الشرطية لا ينقاس عليه.
6 ـ اللام الواقعة في جواب القسم:
لام تدخل على الجمل الاسمية، والفعلية، الواقعة جوابا لقسم ظاهر.
¥