تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن هناك من القراء، والنحاة من سيهل الهمزة الثانية بين بين تخفيفا، ولا يدخل ألفا بينها، وبعضهم يدخل الألف مراعاة للأصل، وبعضهم يخففها، ولا يدخل ألفا، لأن الهمزة الأولى عارضة.

90 ـ فمثال الفصل بين الهمزتين قول ذي الرمة:

أيا ضبية الوعساء بين جلاجل وبين القنا أاأنت أم أمّ سالم

الشاهد قوله: " أاأنت " فقد فصل بالألف بين الهمزتين هربا من الاستتقال، وترسم

ــــــــــــــــ

1 ـ رصف المباني ص 120.

2 ـ الكتاب لسيبويه ج2 ص224.

3 ـ 6 البقرة. 4 ـ 8 ص.

على هذا الشكل (آأنت).

ومن أمثلة الجمع بين الهمزتين مع عدم الفصل بالألف قول الشاعر (بلا نسبة):

أأنت الهلالي الذي كنت مرة سمعنا به والأريحي الملقب

غير أن الفصل بينهما أكثر، والله أعلم.

همزة الوصل وهمزة القطع:

أولا ـ همزة الوصل:

هي كل همزة يلفظ بها في أول الكلام، ولا تكتب، للتوصل بها إلى النطق بالساكن، وتسقط في وسطه، وترسم ألفا عليها صاد صغيرة هكذا (اّ).

نحو: انطلق اللاعب مسرعا. واضرب المهمل. واستعمال الفرشاة ضروري.

المواضع التي تكون فيها همزة الوصل:

1 ـ في الأسماء العشرة المسموعة، وهي:

ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان، اسم، است، ايم، ايمن.

2 ـ الأفعال الخماسية، والسداسية الماضية المبدوءة بهمزة، والأمر منها.

نحو: انتصر، انتظم، استعمل، استعان.

ونحو: انتصرْ، انتظمْ، استعمل، استعن.

3 ـ مصادر الأفعال الخماسية، والسداسية المبدوءة بهمزة.

نحو: انتصار، انتظام، استعمال، استعانة.

4 ـ في أمر الأفعال الثلاثية، المفتوحة المضارعة، وساكنة الحرف الثاني، ولم يحذف منها حرف الهمزة.

نحو: اضرب، ارسم، اكتب.

أما أفعال الأمر الثلاثية المحذوفة الهمزة للتخفيف، فهمزتها في الأصل همزة قطع لأنها أصلية.

نحو: مر، وخذ، وكل. وأصلها: أمر، وأخذ، وأكل.

وأمرها أصله: أؤمر، وأؤخذ، وأؤكل. وهي كسائر الأفعال التي يسكن ثانيها في المضارع، غير أن الأفصح حذف همزتها.

5 ـ في " أل " التعريف إذا اتصلت بالاسم. نحو: الرجل، الكتاب.

فاللام حرف تعريف، والألف قبلها همزة وصل (1). أما إذا لم تتصل " أل " التعريف بالاسم فهمزتها همزة قطع.

* ويغلب على همزة الوصل الكسر نحو: انطلق، اعمل، استوي، انتصار.

وتفتح في موضعين هما:

1 ـ مع لم التعريف. نحو: الكتاب، الرجل، الغلام.

2 ـ مع كلمة " ايمن ".

وتكون مضمومة في الأفعال المضمومة الحرف الثالث ضمة أصلية.

نحو: اخرُج، اكتُب، اشتُري، اقتُتل.

فالهمزة مضمومة لأنها تتبع الحرف الثالث المضموم.

أما إذا كانت الضمة غير أصلية فلم تضم الهمزة، وتبقى مكسورة.

نحو: امشوا، اقضوا، ارموا.

لأن الأصل: امشيوا، اقضيوا، ارميوا.

فحذفت الياء استثقالا، وتبع ما قبل الواوِ الواوَ.

وكذلك إذا كان الكسر غير أصلي، وكان الضم أصليا، بقيت الهمزة مضمومة.

نحو: ادعي يا هند. لأن الأصل: ادعوي.

فاستثقلت الضمة مع كسر الواو، فاتبع ما قبلها كسرة، وقلبت الواو ياءً تخفيفا (2).

تنبيهات وفوائد:

1 ـ إذا استغني عن همزة الوصل بهمزة أخرى، كهمزة الاستفهام، حذفت همزة

ـــــــــــــــــــــــــ

1ـ اللمع لابن جني ص 308.

2ـ رصف المباني ص 133، وابن الناظم ص 834، وشرح المفصل ج9 ص137.

الوصل. نحو قوله تعالى: {أصطفى البنات على البنين} 1.

وقوله تعالى: {أتخذتم عند الله عهدا أم تقولون على الله ما لا تفعلون} 2.

91 ـ ومنه قول ابن قيس الرقيات:

فقالت أبن قيس ذا وبعض الشيب يعجبها

والشواهد في الآيتين قوله تعالى: " أصطفى، واتخذتم، والشاهد في البيت قوله:

" أبن ". ففي الشواهد السابقة حذفت همزات الوصل، لدخول همزات الاستفهام عليها، والمبين لذلك أن الهمزات الموجودة في الكلمات السابقة مفتوحة دلالة على أنها همزات استفهام، في حين أن همزات الوصل غالبا ما تكون مكسورة. وقد أدى ذلك إلى أمن اللبس عند الحذف.

2 ـ وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في لام التعريف " أل " فإن همزة الوصل لا تسقط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر، لأنهما مفتوحتان، بل تبدل همزة الوصل ألفا.

نحو قوله تعالى: {أآلذكرين حرم أم الأنثيين} 3.

وقوله تعالى: {أآلله خير أما يشركون} 4.

فلو حذفنا همزة الوصل لالتبس علينا الأمر في الهمزة المثبتة، أهي استفهامية أم همزة وصل، لأن كلا من الهمزتين مفتوح.

ثانيا ـ همزة القطع:

كل همزة تثبت في النطق دائما سواء أكانت في أول الكلام، أم وسطه، وترسم ألفا مهموزة هكذا (أ).

وتكون همزة القطع في المواضع التي لم نذكرها في همزة الوصل وهي كالآتي:

1 ـ الفعل الثلاثي المهموز الأول. نحو: أخد، أكل، أمر.

2 ـ الفعل الرباعي الماضي المهموز الأول والأمر منه.

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 153. 2 ـ 80 البقرة.

3 ـ 143. 4 ـ 59 النمل.

نحو: أكرم، وأكرمْ، أحسن ن وأحسنْ، وأعطى، وأعطِ، وأنزل، وأنزلْ.

3 ـ مصادر الأفعال الرباعية المهموزة الأول. نحو: إكرام، وإحسان، وإعطاء.

4 ـ الأفعال المضارعة عامة المبدوءة بهمزة المتكلم.

نحو: أعملُ من عمل، أكرمُ من أكرم، أنتصرُ من انتصر، أستعينُ من استعان.

5 ـ في أول الأسماء. نحو: أحمد، إبراهيم، إسماعيل، إمام.

ما عدا الأسماء العشرة المسموعة عن العرب، وذكرناها في همزة الوصل.

6 ـ في أول الحروف. نحو: إنَ، أنَ، إلى، ألا، إلاّ، و " أل " التعريف إذا لم تتصل بالأسماء.

فارس العربية الخـ زيد ــــــــيل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير