تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن الكتبِ الرائدةِ في تصوّر ِ علم ِ النحْو ِ، والتي تفتحُ الآفاقَ نحْوَ تحريرهِ وتقريرهِ، كتابُ " ملحةِ الإعرابِ " للعلاّمةِ الحريريِّ، وقد امتازَ بعذوبةِ ألفاظهِ، وسلاسةِ نظمهِ، حتّى أصبحَ مقطوعة ً فنيّة ً مُطربة ً وغاية ً في الدقّةِ والنظم ِ، وقد تميّزتْ بسهولةِ اللفظِ، وكثرةِ التمثيل ِ، وهو تُضارعُ الآجرّومية َ، وفي بعض ِ الأقطار ِ يُقدّمونها على الآجروميّةِ، وذلكَ لكونها أشبعَ منها مادّة ً، وأغزرَ فائدة ً، وإن كانتْ الآجروميّة ُ قد سبتْ لُبَّ المعلّمينَ، وطارتْ بالشهرةِ آفاقاً بعيدة ً، وفي كُلٍّ خيرٌ.

وللمُلحةِ شرحٌ مطبوعٌ مشهورٌ مُتداولٌ لمؤلّفها الحريريُّ.

فإذا تيّسّرَ للدارس ِ القراءة ُ في هذين ِ الكتابين ِ، وضبطُ ما فيها من مباحثَ وفصول ٍ، فلْيستعنْ باللهِ، ويرتقي درجة ً عُليا، وليبدأ في دراسةِ " مُتمّمةِ الآجروميّةِ " للعلاّمةِ الرّعينيِّ الحطّابِ، وهو كِتابٌ جمعَ فيهِ مباحثَ زائدة ً على ما في متن ِ الآجرّوميّةِ، وتمّمَ فصولها، فصارَ واسطة َ العقدِ بينَها وبينَ المطوّلاتِ في هذا الفنِّ، وهو كتابٌ سهلُ المأخذِ، حسنُ التريبِ، مجوّدُ اللفظِ، ليسَ بمغرق ٍ في الغرابةِ، ولا مستوغل ٍ في التعقيدِ، بل ألفاظهُ سهلة ٌ وجملهُ واضحة ٌ، وإذا شاءَ الطالبُ أخذ َ كتابَ " شرح ِ قطر ِ النّدى " لإمام ِ النحْو ِ وحُجّتهِ: ابن ِ هشام ٍ المصريِّ، فهو كتابٌ ماتعٌ جداً، غزيرُ المادّةِ، ولربّما أغربَ قليلاً في المتن ِ، إلا أنّهُ يُجلّي ذلكَ الغموضَ في شرحهِ، ويزيدُهُ بسطاً وإيضاحاً، ويفرّعُ المسائلَ، وممّا زادَ الكِتابَ بهاءً وحُسناً، حاشية ٌ عالية َُ القدر ِ كتبها العلاّمة ُ: محمّد مُحيى الدين ِ عبدالحميدِ، فصارَ الكتابُ آخذاً بآخيةِ مجدِ النحْو.

ومن الكتبِ المناسبةِ في هذه المرحلةِ كذلكَ كتابُ: الجمل ِ للزجّاجيِّ، وهو كتابٌ سهلٌ رهوٌ – كما وصفهُ الطناحيُّ – ولهُ شروحٌ عدّة ٌ منها شرحُ ابن ِ هشام ٍ، وأفضلُها شرحُ ابن ِ عصفور ٍ.

فإذا تمَّ ذلكَ للطالبِ، وفهمَ مباحثَ ما مضى، فالألفية ُ المُبتغى، وهي المُنتجعُ، وهي للنحْو ِ كالكعبةِ للبيتِ، فكلُّ من قصدَ النحوَ فإياها يريدُ، ولحماها يطلبُ، وقد صارتْ من الشهرةِ بحيثُ إذا ذُكرَ النحوُ ذكرتْ معهُ، فكأنّها مرادفة ٌ لهُ وكاشفة ٌ لمعناهُ، ومؤلّفها ابنُ مالكٍ إمامٌ فحلٌ من علماءِ العربيّةِ والنحْو ِ، أذعنَ لهُ الكبراءُ ورحلَ إليهِ النّاسُ، وطارتْ شهرتهُ في الآفاق ِ، وحسبهُ وكفى أنّهُ مؤلّفُ الألفيةِ، وتُسمّى أيضاً الخلاصة ُ، لقولهِ في خاتمتِها:

أحصى من الكافيةِ الخلاصهْ ********* كما اقتضى غنىً بلا خصاصه

وللألفيةِ شروحٌ كثيرة ٌ، وأشهرُها وأحسنُها شرحُ العلاّمةِ النحْويِّ: ابنُ عقيل ٍ، وهو شرحٌ سهلُ المتناول ِ، ألفاظهُ دانية ٌ، ليسَ فيهِ جفاءُ الإغرابِ، ولا إملالُ الإطنابِ، بل جاءَ وسطاً سهلاً، ولهذا انتفعَ بهِ الناسُ، وصارَ هو الشرحَ الُمعتمدَ للألفيّةِ في كثير ٍ من الجامعاتِ والأقطار ِ، ولهُ شروحٌ أخرى إلا أنَّ بعضها أغربَ فيها مؤلّفوها حتّى صارتْ ألغازاً، كما هو صنيعُ الأشمونيِّ في شرحهِ.

وممّا يجري في فلكِ الألفيةِ ويحوي مباحثها كتابُ: المفصّل ِ، للعلاّمةِ جاراللهِ الزمخشريِّ، وهو كتابٌ مشهورٌ عندَ أهل ِ العلم ِ، ولهُ شرحٌ متداولٌ للعلاّمةِ ابن ِ يعيشَ، جلّى فيهِ غوامضَ الكتابِ وفتحَ كنوزهُ.

ومن الكتبِ المفيدةِ لمن أرادَ إرساءَ دعائم ِ النحْو ِ، بعدَ أن يدرسَ أصولهُ ومقدّماتهِ، كتابُ: النحْو ِ الواضح ِ، من تأليفِ علي الجارم ِ وأصحابهِ، وهو كتابٌ سهلٌ مُيسّرٌ، وفيهِ الكثيرُ من الأمثلةِ والتوضيحاتِ، ويُساعدُ على ضبطِ مباحثِ النحْو ِ، ويقرّرها بوضوح ٍ، وهو كتابٌ بارعٌ في الشرح ِ والتوضيح ِ، وفي تقريبِ النحْو ِ وتيسيرهِ، وقد أراحَ مئاتِ المُعلمينَ، ويسّرَ على ألوفٍ من الطلبةِ، وأزاحَ عن علم ِ النحْو ِ سُحباً من النفور ِ والكراهيةِ، كانتْ تُحيطُ بهِ وتغشاهُ فتصدُّ المتعلّمينَ عنهُ وعن دراستهِ، كما وصفهُ بذلكَ بعضُ العلماءِ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير