ما هذا الاتهام الخطير؟! ومن نحن ـ أيها العبيد الضعفاء ـ حتى نعترض على حكم ملك الملوك المنعم المتفضل علينا.
ثم إذا كنا أقل من صبيان تلاميذ تلاميذ النووي! هل يجب علينا أن نتبع آرائه حتى ولو ظهر من عالم آخر خطأ رأيه، إذاً لنضرب بقول مالك " كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر " صلى الله عليه وسلم، لنضرب بقولة الإمام مالك عرض الحائط، فهو معترض على حكمة الله في نظرك، إذ كيف يخطئ العالم العارف بالله، يجب أن نأخذ بكل أقواله ـ على ما ترى ـ إذاً ديننا مرتبط بآراء العلماء إن أصابوا أصبنا وإن أخطأوا أخطأنا، وليس لنا أن نعترض على آرائهم لأنه اعتراض على حكمة الله.
وعلى ذلك يجب في نظرك ـ أن نتبع الزمخشري ـ رحمه الله ـ فيما يذهب إليه من تأويل
لأنه عالم ممن يخشون الله، ولا يشك في ذلك أحد لا أنا ولا أنت ولا غيرنا، فمَن يطالع مؤلفاته يرى إخلاصه واجتهاده في خدمة دينه وكتاب ربه ولغة الكتاب، ولكنه جانب الصواب في مسائل الاعتقاد ومضى على سير المعتزلة ـ وهذا كلام علمائنا وليس كلامي ـ " أفأكون أنا أخشى لله وأعلم به وأصح اعتقادا بصفاته وأنا الذي لا أعلم من الدين إلا أقل مما يعلمه صبيان تلاميذ تلاميذ الزمخشري ... أنزه حكمة الله عز وجل عن ذلك "؟؟!!
استعرت كلامك وحرّفت فيه الزمخشري بدل النووي؟!
من ذا الذي يتألى على الله؟؟
نحن لانحكم لأحد بجنة ولا نار لا لأمام دار الهجرة الإمام مالك وهومن هوولا لغيره من العلماء الأفذاذ، ولكن نرجولهم بما نعلمه عنهم.
ثالثاً ـ التهديد الثلاثي المرعب، تحليل مثير وفهم عجيب من شيخ العربية في منتدى النحو
حذار كلمة بمعنى احذر، وأظن بل اعتقد أن التحذير يختلف عن التهديد، لأن التحذير يكون ـ وهو ما أعنيه للأخت الفاضلة ـ خوفاً على الموجه إليه التحذير من الوقوع في المحذور. هذا باختصار، وكان المفترض أن يكون واضحاً ومفهوما، ولكن وراء الأكمة ما وراءها.
وأخيراً أرجو منك أخي الحبيب ومن جميع القراء الالتجاء إلى الله أولا ً لطلب الهداية وأنا أول من يحتاجها، ثم علينا بالالتجاء إلى العلماء لننهل من علمهم ونناقشهم فيما يشكل علينا، وبالدليل من الكتاب أو السنة
أمّا نحن فقليلوا البضاعة (أقل من صبيان تلاميذ تلاميذ ....... ) فلنترك النقاش في هذا الموضوع لأنه مُسلّم خطأنا وحتى لانعترض على حكمة الله! كما يرى حبيبنا أبو محمد ـ هدانا الله وإياه إلى طريق الحق ـ
وقبل نشر الرد ورد رد للأخت الفاضلة أنوار الأمل، وللأسف أن أبا محمد جرها إلى ما أراد بقوله التهديد الثلاثي فقالت " هذا التحذير المرعب يزرع في النفس الخوف والقلق والتوتر"
يأخواني أنا أتكلم بلغة فصيحة فصيحة أحذر من الوقوع في المحذور الشرعي لا أهدد، ومن أنا حتى أكون وصياً على آرائكم؟
يبدو أنني أخطأت في استعمال هذخه العبارة فأرجو المعذرة يأنوار فقد خانني التعبير
عذرا عذراً عذراً (اعتذار ثلاثي)
ولعلي استطيع الإجابة عن سؤالك لاحقاً، المهم أنّ أبا محمد لايزعل علينا نحن نحبك يا أبا محمد (وهذا استلطاف قبل عاصفته المتوقعة، اللهم هوِّن علينا)
ـ[أبوعبيدالله المصرى]ــــــــ[20 - 11 - 2006, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأتُ مقالًا للإمام ابن هشام-رحمه الله تعالى- في كتابه شرح الشذور في هذا الشأن, وكنتُ قد كتبتُ عليه تعليقًا عندي منذ مدَّة ليست بالقليلة ...
وأريد أن أنبِّه على أمرين:
الأول: أن الأصول-ولابد- ثؤثِّر فى الفروع, فالعالم يتأثَّر ويؤثِّر باعتقاده في فروع العلم وفنونه, ولايُظنُّ أنَّ اللغة بمنأى من ذلك, بل هى أكثر العلوم تأثُّرًا في هذا الباب, فوجب التنبُّه لذلك.
ثانيًا: قد يُعترض على تعليقي, أو يحذف, ولكنِّي وضعته لتنبيه من يدينون بما أدين به من إثبات صفات الأفعال لله تبارك وتعالى, حتَّى يحذروا ويأخذوا الحيطة.
قال الإمام ابن هشام-رحمه الله:" ومثاله المقرر لأمر متبوعه في النسبة: (جاء زيد نفسُه) فإنَّه لولا قولك (نفسه) لجوَّز السامع كون الجائي خبرَه, أو كتابَه بدليل قوله تعالى ((وجاء ربُّك)):أي أمره." [شرح الشذور: التأكيد/374]
وتوضيح الأمر أنَّ الإنسان إذا قال (جاء زيد) فقط قد يتوهَّم السامع أنَّ الذي جاء هو خبره أو كتابه, واستدل الإمام على ذلك بقوله تعالى ((وجاء ربُّك))؛ فقد تقرر عند أهل التأويل أنَّ المقصود في تلك الآية أمر الله بتقدير وجاء أمر الله؛ لأنَّ إثبات صفة المجئ تشعر بالتجسيم, لذا استدل بالآية على هذه المسألة.
وفي قوله هذا إثبات لاعتقاد التأويل عنده.
والتحقيق
أنَّ القائل إذا قال (جاء زيد) فقط فإنَّ السامع يعتقد أحد الاحتمالين:
الأول: مجئ زيد بنفسه, وهذا الاحتمال الراجح, بل القويُّ المعتمد.
الثاني: مجئ أمره أو كتابه ... , وهذا احتمال ضعيف بعيد.
وإنَّما قلنا إنَّ الاحتمال الأول هو المعتمد لِمَا قرره أهل اللغة بما فيهم الإمام ابن هشام نفسه في شرح الشذور, وغيره من أنَّ
التقدير خلاف الأصل
والتأويل خلاف الأصل
والأصل عدم المجاز.
والأصل عدم التقدير.
أمَّا أن يأتي إنسان بالتوكيد في قوله (جاء زيد نفسه) فهذا يكون لقطع أيِّ طريق يوصل السامع إلى توهُّم المجاز الذي هو احتمال بعيد أصلًا عن ذهنه-مالم يكن متأوِّلًا- والقواعد تلك تردُّ عليه.
أمَّا نفيهم صفة المجئ عن ربِّ العزِّة بحجِّة أنَّها تشعر بالتجسيم فيُرَدُّ عليهم بقوله تعالى ((ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)).
وجزاكم الله خيرًا.
¥