تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال الفضيل: وفيما جئت وقد حمّلت نفسك ذنوب الرعيّة التي سمتها هوانا, وجميع من معك من بطانتك وولاتك تضاف ذنوبهم إليك يوم الحساب, فبك بغوا وبك جاروا وهم مع هذا أبغض الناس لك وأسرعهم فرارا منك يوم الحساب, حتى لو سألتهم عند انكشاف الغطاء عنك وعنهم أن يحملوا عنك سقطا _جزءا_ من ذنب ما فعلوه, ولكان أشدهم حبا لك أشدهم هربا منك

ثم قال: إن عمر بن عبد العزيز لما وليّ الخلافة دعا سالم بن عبد الله , ومحمد بن كعب ,ورجاء بن حيوة _ وهو ثلاثة من العلماء الصالحين_ فقال لهم: إني قد ابتليت بهذ البلاء فأشيروا عليّ. فعدّ الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة

* فقال سالم بن عبد الله: إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا, وأوسطهم عندك أخا, وأصغرهم عندك ابنا, فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك

*وقال رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحبّ للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك, ثم مت إن شئت,

وإني أقول لك يا هارون إني أخاف عليك أشدّ الخوف يوما تذل فيه الأقدام فبكى هارون

قال ابن الربيع: فقلت أرفق بأمير المؤمنين

فقال: تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا؟

ثم قال: يا حسن الوجه, أنت الذي يسألك لله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة, فإن استطعت أن تقي هذا الوجه فافعل, وإياك أن تصبح أو تمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيّتك, فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة"

فبكى الرشيد

ثم قال الرشيد: هل عليك دين؟

فقال: نعم دين لربي لم يحاسبني عليه, فالويل لي إن سألني والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم حجتي

قال الرشيد: إنما أعني دين العباد

فقال: إن ربي لم يأمرني بهذا وقد قال عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ , مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ , إِنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لرَّزَّاقُ ذُو ?لْقُوَّةِ ?لْمَتِينُ}

فقال الرشيد: هذه ألف دينار خذها وأنفقها على عيالك وتقوّ بها على عبادتك

قال: سبحان الله. أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا

قال ابن الربيع: فخرجنا من عنده

فقال هارون الرشيد: إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا, هذا سيّد المسلمين اليوم.

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 06:52 م]ـ

بين عطاء بن رباح و هشام بن عبد الملك

قال عطاء بن عثمان الخرسانى:

انطلقت مع أبى نريد الخليفة هشام , فلما غدونا قريبا من دمشق إذا نحن بشيخٍ -أسود عليه قميص صفيق و جبّةٌ باليةٌ و قلنسوة لا زقةٌ براسة -يركب على حمار وركاباه من خشبٍ

فضحكت من حاله , وقلت لأبى: من هذا؟

فقال لى: أسكت هذا سيد فقهاء الحجاز عطاء بن رباح , ولما قرُب منا نزل أبى و نزل هو واعتنقا و تساءلا , ثم عاد فركبا وانطلقنا جميعا إلى الخليفة , فما أن استقر بهما الجلوس حتى أُذن لهما , ولما خرجا قلت لأبى ماذا حدث؟ ..

فقال:

لما علم هشام أن عطاء بالخارج بادر فأذن ل ووالله ما دخلت إلا بسببه , ولما رآه هشام قال: مرحبا مرحبا ... ههنا .. ههنا ,

ههنا .. ههنا

, حتى جلس معه على السرير , وكان فى المجلس من كان من الأ شراف الذين كانوا يتحدثون فصمتوا , ثم أقبل هشام على عطاء, وقال:

ما حاجتك يا أبا محمد؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين أهل الحرمين .. أهل الله و جيران رسوله , ُتقسم عليهم أرزاقهم و أعطياتهم

فقال: هشام:نعم .... ياغلام اكتب لأهل مكة والمدينة بعطايهم لسنةٍ

فقال: هشام هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟

قال: يا أمير المؤمنين أهل الحجاز ونجد أصل العرب وقادة الإسلام , تَرد فيهم فضول صدقاتهم

فقال هشام:نعم .... ياغلام اكتب بأن ترد فيهم فضول صدقاتهم

ثم فقال: هشام هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين أهل الثغور يقفون فى وجه العدو ويقتلون من رام المسلمون بشرّ, تُجرى عليهم أرزاقا تُدرهاعليهم , فإنهم إن هلكوا ضاعت الثغور

فقال:هشام:نعم .... ياغلام اكتب بحمل أرزاقهم إليهم

ثم فقال: هشام هل من حاجة غيرها يا أبا محمد؟

قال: نعم

اتق الله فى نفسك يا أمير المؤمنين, و أعلم أنك خلقت وحدك , وتموت وحدك , وتحشر وحدك , وتحاسب وحدك ولا والله ما معك ممن ترى أحدٌ , فأنكب هشام ينكت الأرض وهو يبكى ..

فقام عطاء وقمت معه , ولما وصلنا إالى الباب إذ برجل ٍ ومعه كيس لا أدرى ما فيه وقال: هذا من أمير المؤمنين لك

فقال: هيهات {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}

فوالله إنه دخل على الخليفة وخرج ولم يشرب قطرة ماء

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[23 - 07 - 2010, 06:38 م]ـ

بين طاوس وعمر بن عبد العزيز عليهما الرحمه والرضوان

لما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة بعث إلى طاوس كى يأتيه

فبعث طاوس إليه رسالة كانت سطرا واحدا وقال كتب فيها "

إذا أردت أن يكون عملك خيرا كله , فاستعمل أهل الخير , والسلام "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير