تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[01 - 08 - 2010, 12:47 ص]ـ

بين سالم بن عبد الله و عمر بن عبد العزيز رحمهما الله

ولما آلت الخلافة إلى عمرَ بن عبد العزيز كتب إلى سالم بن عبد الله يقول:

"فإن الله عز وجل ابتلاني بما ابتلاني به من ولاية أمر المسلمين عن غير مشورة مني ولا طلب , فأسأل الله الذي ابتلاني بهذا الأمر أن يعينني عليه

فإذا جاءك كتابي هذا؛ فابعث لي بكُتُبِ عمرَ بن الخطاب، وأقضِيَتِه، وسيرته ,,فإني عازمٌ على أن أتَّبِع سيرَتَه "

فرد سالم وكتب إليه

أما بعد ... فقد جاءني كتابُك الذي تذكر فيه أن الله عز وجل ابتلاك بإمرة المسلمين من غير طلب منك ولا مشورة , وأنك تريد أن تسير بسيرة عمر

فلا يَفُتْكَ أنك في زمان غيرِ زمان عمر , وأنه ليس في رجالك من يماثِل رجال عمر

ولكن اعلم أنك إن نويتَ الحق وأردته؛ أعانك الله عليه، وأتاح لك عمالاً يقومون لك به

وأتاك بهم من حيثُ لا تحتَسِبُ , فإنَّ عون الله للعبد على قدر نيته ,فمن تَمَّت نيتُه في الخير تم عونُ الله له، ومن قصُرت نيتُه نقص من عون الله له بقدر نقص نيته ,وإذا نازعَتْكَ نفسُك إلى شيء مما لا يُرضِى الله عز وجل؛ فاذكر من كان قبلك من ذوي السلطان الذين سبقوك إلى الرحيل عن هذه الدنيا ,وسلْ نفسَك كيف تفَقَّأَت عيونُهم التي كانوا يشهدون بها اللذات، وكيف تمزقت بطونُهم التي كانوا لا يشبعون بها من الشهوات , وكيف صارُوا جيَفاً لو تُركَت إلى جانب مساكننا ولم توارها آكامُ الأرض لضجَجْنا من ريحِها. ,ولمَسَّنا الضرُّ من نَتْنِها.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


الآكام: المرتفعات

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[02 - 08 - 2010, 11:14 م]ـ
بين أبي يوسف القاضي وهارون الرشيد

عندما طلب هارون الرشيد من أبي يوسف القاضي وضع كتاب الخراج لم يفت القاضي أن يقدم النصيحة للخليفة في مقدمة الكتاب فقال: يا أمير المؤمنين: إن الله وله الحمد, قد قلّدك أمرا عظيما, ثوابه أعظم الثواب, وعقابه أشد العقاب, قلدك أمر هذه الأمة, فأصبحت وأمسيت وأنت تبني لخلق كثير, قد استرعاكهم الله وائتمنك عليهم وابتلاك بهم وولاك أمرهم, وليس يلبث البنيان إذا أسس على غير التقوى أن يأتيه الله من القواعد فيهدمه على من بناه وأعان عليه. فلا تضيّعن ما قلدك الله من أمر هذه الأمة الرعية, فإن القوة في العمل بإذن الله, لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد, فإنك إذا فعلت ذلك أضعت, إن الأجل دون الأمل, فبادر الأجل بالعمل فإنه لا عمل بعد الأجل, إن الرعاة مؤدون إلى ربهم ما يؤدي الراعي إلى ربه فأتم الحق فيما ولاك الله وقلدك ولو ساعة من نهاره, فانّ أسعد الرعاة عند الله يوم القيامة راع سعدت رعيّته, ولا تزغ فتزيغ رعيّتك, وايّاك والأمر بالهوى والأخذ بالغضب وإذا نظرت إلى أمرين, أحدهما للآخرة والآخر للدنيا فاختر أمر الآخرة على الدنيا, فإن الآخرة تبقى والدنيا تفنى ولكن من خشية على حذر, واجعل الناس عندك في أمر الله سواء القريب والبعيد, ولا تخف في الله لومة لائم, واحذر فان الحذر في بالقلب وليس باللسان, اتق الله فإنما التقوى بالتوقي, ومن يتقي الله يتقه.
إني أوصيك يا أمير المؤمنين بحفظ ما استحفظك الله, ورعاية ما استرعاك الله, وألا تنظر في ذلك إلا إليه وله, فإنك إن لا تفعل تتوعّر عليك سهولة الهدى وتعمى في عينيك وتتخفى رسومه, ويضيق عليك رحبه, وتنكر منه ما تعرف, وتعرف منه ما تنكر, فخاصم نفسك خصومة من الفلج لها لا عليها, فإن الراعي المضيّع يضمن ما هلك على يديه ما لو شاء رده عن مواطن الهلكة بإذن الله.
وأورده أماكن الحياة والنجاة فإن ترك ذلك أضاعه وإن تشاغل بغيره كانت الهلكة عليه أسرع وبه آخذ. وإذا أصلح كان أسعد من هنالك بذلك, ووفاه الله أضعاف ما وفى له.
فاحذر أن تضيع رعيّتك فيستوفي ربها حقها منك ويضيّعك بما أضعت أجرك, وانما يدعم البنيان قبل أن ينهدم, وإنما لك من عملك ما عملت فيمن ولا الله أمره, فلست تنسى ولا تغفل عنهم وعما يصلحهم, فليس يغفل عنك ولا يضيع حقك من هذه الدنيا. وأوصيك في هذه الليالي والأيام بكثرة تحريك لسانك في نفسك بذكر الله تسبيحا وتهليلا وتمجيدا والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة وامام الهدى.

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[02 - 08 - 2010, 11:59 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ معاذ، وجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك.

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[04 - 08 - 2010, 09:05 م]ـ
و بارك فيك أختى ينابيع الهدى
وتقبل الله منك

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[04 - 08 - 2010, 09:22 م]ـ
صلى الله عليه وسلّمَ، رَحِمَ اللهُ الرّشيدَ وناصِحه، جزيتَ الجنّة أخي الحبيب على تِلك العظة الثمينة، والعبرة لمن يَعتبر.

ـ[معاذ بن ابراهيم]ــــــــ[04 - 08 - 2010, 09:45 م]ـ
بين رجل -رحمه الله - والحجاج

قال طاوس:بينما كنت فى الحج إذ بعث إلى الحجاج , فلما دخلت عليه رحب بى و أدنى مجلسى منه ... , ثم أخذ يسألنى فى مناسك الحج و غيرها , ويبنما نحن فى هذا سقت التلبية من صوت يهز القلوب كلامنا
فقال الحجاج: علىّ بهذا الملبّى وقال له: ممن الرجل
فقال: من المسلمين
فقال الحجاج: لم أسالك عن هذا إنما عن البلد كان السؤال
فقال: من اليمن
فقال الحجاج: كيف تركت أميركم _ يقصد أخوه _
فقال: تركته عظيما , جسيما ,ركابا ,لباسا, خراجا , ولاجا
قال الحجاج: ليس عن هذا
فقال: إنما عمّ كان السؤال؟
فقال الحجاج: إنما عن سيرته فيكم
فقال: تركته ظلوما , غشوما , مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق
فقال الحجاج- بعدما احمر وجه خجلا من جلسائه: ما حملك على هذا القول وأنت تعرف قربه منى
فقال: أتراه بمكانه منك أعز منى بمكانى من الله عزّ وجل؟ , و أنا وافد بيته ,ومصدق نبيه , وقاضى دينه ,فسكت الحجاج , ولم يحر جوابا
قال طاوس: فخرج الرجل دون أن يستأذن أو يؤذن له.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير