تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أشهر من أن يذكر ذيوعه في بعض طوائف الضلال من المنتسبين إلى القبلة، فالداء واحد، وهو جوهر الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل: مقالات حادثة لا مستند لها من نقل أو عقل، تفرض على الأتباع فرضا، مع تلقينهم فنون محبة الآخر!، وهو أمر، كما تقدم رأينا ونرى آثاره المتجددة في كل صدام بين الفريقين، فجمعوا الجهل المركب بمقالة أهل الحق، بعد تزييفها بالكذب تارة وبإثارة الشبهات الواهية أخرى، فدعاياتهم قوية تبث في آذان الأتباع ليل نهار، فلا يعنيهم تقرير مقالتهم فهي ظاهرة البطلان وإنما يعنيهم تشوية مقالة أهل الحق ليصدوا أتباعهم عنها، فلا يجدون إلا مقالتهم، مع ادعائهم الإنصاف والموضوعية في عرض الآراء المتباينة!، ومع ذلك: إرهاب فكري للتابع بالتهديد الدائم بالحرمان إذا أبدى التابع نوع تمرد على تلك المقالة الظاهرة البطلان التي يأنف منها كل عاقل، ولو لم يكن ذا دين ابتداء فما عرضت تلك المقالة على ذي عقل متجرد، ولو كان ملحدا إلا ردها، وفي المقابل: ما عرضت مقالة الدين الخاتم عليه إلا قبلها لموافقتها كما تقدم لصريح العقل وصحيح الفطرة، ومع الإرهاب الفكري: إرهاب بدني لمن يخرج عن طاعة الكنيسة بمحاكم تفتيش كنسية يطرد فيها الأتباع من الملكوت طردا، فتستباح دماؤهم، ومع كل هذا التسامح مع النفس: تسامح مع الآخر من جنس التسامح الأمريكي في العراق وبلاد الأفغان، فتلك الخلفية الفكرية المضطربة، وتلك الخلفية النفسية المضطربة لجنس يظن نفسه الأعلى وغيره الأدنى، فهو مركز الكون، فالأنانية قد ذهبت به كل مذهب، لا بد أن تولد تلك التصرفات الهمجية التي يعاني العالم منها الآن، في ظل غياب حكم النبوة، كما تقدم، فهي طوق النجاة الوحيد لهذا العالم الحائر الشريد في بيداء المقالات المبدلة من يهودية ونصرانية، والمقالات الحادثة من شيوعية ورأسمالية ....... إلخ. ومع ذلك يرمى الإسلام وأهله بالتطرف والهمجية وعدم تقبل الآخر، وعدم استيعاب ثقافة السلام، فذلك، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، شاهد لصحة المثل السائر: رمتني بدائها وانسلت!.

وإنما كان هذا الاستطراد لبيان جوهر الصراع بين الإسلام والنصرانية، في معرض الخبر الرئيس، وهو أن كوسوفا الدولة التي تبلغ نسبة الإسلام فيها 95 %، لا ينص دستورها على أن الإسلام هو دين الدولة الرئيس إرضاء لأقلية نصرانية تبلغ 5 %، وهو أمر يراد تعميمه في سبيل فرض نموذج الدولة المدنية التي لا تعترف إلا بعقد المواطنة عقدا اجتماعيا وحيدا في تحد صارخ للفطرة الإنسانية، فالإيمان بالدين، ولو كان باطلا، هو المحرك الحقيقي لإرادات الإنسان، وهو الوقود الذي تشعل به تلك الدول المدنية وقود حروبها على الشرق المسلم فلا تجد إلا الصليب ومقررات العقيدة النصرانية عقدا جامعا لأشتات جنودها، ومع ذلك لا يجرؤ أحد من العلمانيين في بلادنا على وصفها بالتطرف أو الرجعية، في مقابل وصف أي حركة إسلامية، ولو دعوية أو علمية لا اشتغال لها بالسياسة، بالتطرف والرجعية ومحاولة الرجوع إلى القرون الوسطى وإقامة محاكم التفتيش لأرباب التنوير من المرتدين القادحين في دين الإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم برسم الحرية الفكرية، وهي، كما يسميها بعض الفضلاء عندنا: حرية كفرية في زمن غياب سيف الشريعة الباتر لتلك الأجزاء الفاسدة قبل أن تسري العدوى منها إلى بقية أجزاء الجسد المسلم، ولم يتكلم أحد من أذناب العلمانية في بلادنا عن فضائح بيندكت وشيعته، كما يقول بعض الفضلاء في مقالة له، مع حرصهم الدائم على ادعاء العداء لكافة الأديان، وهو ادعاء كاذب، فليس عداؤهم إلا للدين الصحيح الذي لا يهادنهم، بخلاف النصرانية المنزوية في أركان الكنائس المهجورة، فهي تهادنهم ولو بتغيير ثوابتها طمعا في رضاهم فليس بينهم وبينها خلاف!، ولو فعلها أحد من أبناء التيار الإسلامي لقامت الدنيا ولم تقعد، ولتم تعميم الحكم بالشذوذ على كل رجال المسلمين، بل لاتهم الإسلام نفسه بأنه بتطرفه وتزمته قد ألجأ الرجال إلى ممارسة الشذوذ، بخلاف المجتمعات الأوربية المنفتحة، وهو أمر نصت عليه وثائق غربية أشار إليها بعض المفكرين المعاصرين، فقد أوصت بنشر الشذوذ في دول العالم الإسلامي لزرع فكرة تحرير المرأة تخفيفا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير