تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لداعي الشهوة، فيتم فتح باب الزنا سدا لباب الشذوذ!، والواقع، أيضا، شاهد عدل للدين الخاتم، فقد فتحت أبواب الفواحش على مصراعيها في الغرب النصراني فلم يزدهم ذلك إلا سعارا جنسيا يتفنن أصحابه في ممارسة الرذيلة، ولو بإتيان البهائم أكرمكم الله!، فأي الفريقين أحق بوصف التطرف والشذوذ بكافة أنواعه: فكريا كان أو جنسيا؟!.

وتجربة الدولة المدنية الفاشلة مما يلح عليه نصارى مصر الآن في محاولة لطمس أي هوية إسلامية لمصر، فيلحون على إلغاء المادة الثانية من دستور وضعي ما أنزل الله، عز وجل، به من سلطان، ولكنه، مع ذلك حفظ لمصر صفتها الإسلامية، ولو اسما بلا مسمى، بنصه على أن دين الدولة الرسمي هو: الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريعات العامة، وهي دعوى كاذبة، فالمصدر الرئيس هو ياسق عصري، كما سماه الشيخ أحمد شاكر، المحدث المصري المعروف، رحمه الله، يجمع أخلاطا من قوانين شتى، فليس للشريعة الخاتمة فيه نصيب إلا في أحكام الأسرة والمواريث وهي التي يخطط العلمانيون الآن لمحوها واستبدال محاكم الأسرة بها، فتلك خطوة مرحلية في سبيل القضاء عليها، ولكن يبقى لذلك النص، ولو كان معطلا، أهمية كبيرة في تحديد هوية الدولة بالنظر إلى الغالبية العظمى من سكانها: 94 % من المسلمين، فإذا أزيل هذا النص رسميا طمست هوية الدولة بالكلية في استفزاز صارخ لمشاعر 94 % تملقا ومداهنة لأقلية تتناقص باستمرار، ولله الحمد، لا تزيد نسبتها في أحسن الأحوال عن 6 %، وذلك في الوقت الذي تعلن أوروبا المدنية! الحرب عن الثوابت والمظاهر الإسلامية، فسب مستمر للنبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم برسم الحرية الفكرية، وهي عدوى قد انتقلت إلى أمريكا كما نقل موقع مفكرة الإسلام بالأمس، فإحدى القنوات الأمريكية قد انضمت إلى القافلة المشئومة، وعداء الشخصية الأوروبية لا سيما البروتستانتية للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عداء كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، يثير العجب، فمارتن لوثر المصلح البروتستانتي مع تأثره بكثير من الأفكار الإسلامية شاء أو أبى فلم تستفد النصرانية نوع رقي إلا فيما وافقت الإسلام عليه، مع تأثره بذلك إلا أنه كال السب للإسلام كيلا في جهل وتعصب مقيت نقل منه بعض الفضلاء المعاصرين، في رسالة صنفها عن تطاول الغرب على الثوابت الإسلامية، عبارات بذيئة، وقد وصل الأمر، كما يذكر ذلك الفاضل، إلى حد تعليق صورة لأعرابي يطؤه أوروبي بحذائه في كنيسة في بلجيكا، والرسام المخذول يريد بذلك العربي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في إشارة واضحة لقهر النصرانية للإسلام في هذا العصر، فأي تعصب وحقد أعظم من ذلك، لا سيما إن صدر، كما تقدم، من أناس يزعمون التسامح وقبول الآخر؟!، والإشكال كما نقل ذلك الفاضل عن أحد مفكري الغرب في توصيف دقيق لجوهر الصراع بيننا وبينهم: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد حقق النجاح الكامل بكل المقاييس الغربية بل والعالمية دون أن يسلك مسلكا واحدا من مسالك الحضارة الغربية التي تزعم لنفسها الريادة الفكرية والسيادة الإنسانية، فنجاحه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك أظهر دليل على بطلان دعواهم، فلم تقدم حضارتهم نموذجا إنسانيا تصح مقارنته بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضلا عن منافسته، وهم في ذلك إنما ينطلقون من قاعدة أرضية لمعايير النجاح، فقدر النبوة الزائد الذي اختص به الأنبياء عليهم السلام، وكان للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منه أكمل وصف وأعظم قدر، ذلك القدر عنهم غائب، فنظرتهم أرضية بحتة، مع أن ذلك القدر هو المعيار الحقيقي لنجاح الحضارةا الإسلامية في مقابل فشل الحضارة الأوروبية فلم تقدم للعالم إلا مدنية حديثة صارت وبالا على البشرية لافتقارها إلى أصول الحضارة الإنسانية الحقيقية التي لا تتلقى إلا من مشكاة النبوات. وحرب للنقاب بوصفه مظهر إسلاميا أصيلا، ومن تصفح موقع مفكرة الإسلام يوم الجمعة وصباح السبت يشعر أن الموقع يستحق اسم: موقع رصد ظاهرة حرب النقاب العالمية الأولى، فالنمسا قد انضمت إلى الركب بعد بلجيكا وفرنسا، وامرأة فرنسية مسلمة في مدينة نانت الفرنسية إن لم تخني الذاكرة قد غرمت لأنها ضبطت متلبسة بقيادة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير