تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السيارة وهي منتقبة!، مع أنها استجابت للإجراءات الأمنية بالكشف عن وجهها للتحقق من هويتها، وإن كان كثير من الفرنسيين يعارضون الحظر الكلي للنقاب، ولكن السياسة الرسمية التي يتربع ساركوزي على عرشها وعداؤه للإسلام والمسلمين في فرنسا من لدن كان وزيرا للداخلية إلى الآن أشهر من أن تذكر فهو الذي وصف أبناء المسلمين من المهاجرين بـ: "الأوباش" وهو الذي طعن في النقاب صراحة، تلك السياسة تأبى إلا الانجراف في تيار الحرب المعلنة الآن في أوروبا على الإسلام، وإحدى نائبات الكنيست العبري تقدم مشروعا لحظر النقاب، فضلا عن ممارسات من قبيل: منع بناء المآذن في سويسرا، وتشفير القنوات الإسلامية كقناة الرحمة في فرنسا: بلد التنوير والحرية الفكرية!، وخطر القنوات الفضائية الإسلامية على نموذجهم الفكري أمر يثير قلقهم، كما يقول بعض الفضلاء المختصين بشئون الإعلام، فقد أحدثت، مع قلة عددها ومواردها نوع صحوة وتوازن فكري، فذلك تعنت في حجب حجة الخصم ....... إلخ، من صور التعنت والحجر، ومع ذلك يرمى المسلمون كالعادة بالتعصب!، فتطالبهم الحضارة الغربية بتعديل عقودهم الاجتماعية لتصير مدنية لا تأثير للدين فيها بالكلية، وهم يمارسون في بلادهم أجناسا من القهر الديني لا تخفى على أحد، ويطالب ساركوزي المسلمين في فرنسا باحترام الهوية المسيحية لبلاده، ولا يجرؤ أحد من العلمانيين في بلادنا على مطالبته باحترام الهوية الثقافية الإسلامية لبلادنا، فهل هذا إلا مثال صريح لسياسة الكيل بمكيالين.

وفي إطار العقد المدني الكوسوفي: ينص الدستور على أن اللغة الصربية، وهي لغة نحو 3 % فقط من سكان الإقليم، هي اللغة الرسمية الثانية، وهل توجد دولة لها أكثر من لغة رسمية في خطابها السياسي والإعلامي؟!، وهل يحظى المسلمون في فرنسا على سبيل المثال ونسبتهم أعلى من نسبة الصرب في كوسوفا بهذه الميزة فينص دستور فرنسا على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الثانية في فرنسا، وهي المشهورة بتحفظها الشديد على أي ثقافة تزاحم ثقافتها وأي لغة تزاحم لغتها، وهل ذلك إلا مسخ لشخصية الدولة التي يعد الدين واللغة أبرز ملامحها، حتى وصل الأمر إلى حد إلقاء رئيس كوسوفا خطاب تنصيبه باللغة الصربية إمعانا في مجاملة واسترضاء أقلية تبلغ 3 %!، ولذلك يعترض النصارى عندنا في مصر، لا سيما خونة المهجر على تسمية مصر بالعربية، لأن وصف العروبة دخيل عليها، فهي جمهورية مصر القبطية!، مع أنه لا يوجد أحد في مصر تقريبا يتكلم باللغة القبطية، بما فيهم النصارى، أصحاب الدعوى، فهي لغة أثرية إن صح التعبير، لا مكان لها كاللغة الهيروغليفية إلا في النقوش والمخطوطات، ولا يستغرب ذلك من أناس يدعون الانتماء لهذه الأرض، ولهذه الأمة، برسم العروبة الزائف، ومع ذلك يرسلون برقيات التأييد والتهنئة للكيان العبري اللقيط في ذكرى إنشاء دولته على الأرض الإسلامية المغتصبة، مشددين على حقه التاريخي في بيت المقدس ومنددين بحكومة غزة ذات الطابع الإسلامي لأنها بزعمهم ذبحت النصارى في غزة كما ذبحت الحركات الإسلامية في مصر النصارى، وقد خصوا حركة الإخوان المسلمين بالذكر، مع أن جماعة الإخوان تحديدا قد قدمت مجاملات تجاوزت حد الشرع في محاولة لكسب لتحييد النصارى على أقل تقدير، ولكن أهل الباطل لا يرضون من أهل الحق بالمجاملات المجردة فهم قوم فعالون لايرضون بالأقوال، ولعل في ذلك درسا لسائر الحركات الإسلامية لتعلم أن أهل الباطل لا يرضون إلا بتقديم التنازلات الجوهرية فـ: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)، فادعى أولئك الخونة في المهجر: دعوى يعلم كل متابع للشأن الغزي والمصري كذبها بل مناقضتها لكل عقل منصف بما في ذلك عقول المنصفين منهم ممن يعترفون للإسلام بفضله على المصريين، فالفتح الإسلامي كان وسيظل سبب كل خير ناله المصريون بكافة توجهاتهم الدينية والفكرية، فتلك حقيقة ساطعة في سماء التاريخ الذي لا يجامل أحدا.

والمخطط قد ظهرت ملامحه الرئيسة: للقضاء على أي أمة، لا سيما إن كانت أمة ذات رسالة ونبوة، فلا بد من القضاء على:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير