تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهوية الدينية، والهوية اللغوية لا سيما إن كانت عربية، فالعربية لغة التنزيل، فهي الآلة التي يتوصل بها المسلم إلى فهم نصوص الشريعة، فمن أراد القضاء على المنهج فلا بد أن يقضي أولا على الآلة التي تدرك بها أحكامه وتفاصيله، فذلك أمر من البداهة بمكان. ولعل التجربة الفرنسية في الجزائر خير شاهد على ذلك، كما تقدم في مواضع سابقة، وقد آلت إلى الفشل، ولله الحمد والمنة، لرسوخ الإسلام في نفوس أهل تلك البلاد، فلم تنجح فرنسا في إخراجهم منه، وإن أصابهم ما أصاب سائر الدول الإسلامية من شؤم المحتل الذي فرض التخلف عليها بحد السيف، وتلك التجربة خير شاهد على صلابة هذا الدين مع ضعف إمكانياته المادية وهشاشة دين النصارى مع عظم إمكانياته المادية.

ولعل مؤتمر ماردين المدينة التركية والذي عقد في أواخر مارس الماضي قد سار في نفس الاتجاه بتبنيه أطروحة دخيلة على الفقه الإسلامي في مسألة تقسيم الدور إلى: دور إسلام ودور كفر، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في مواضع أخرى، فمسألة الدور المركبة، من إسلام وحرب ومحاولة وصف دور الغرب، وهي دور كفر أصلي بذلك: تملق سيؤدي إلى إذابة الفوارق بين الحق والباطل فعلاج بعض التصرفات الطائشة بإحداث وجوه من الفساد في تلك البلاد لا تجوز شرعا لدخول فاعليها تلك البلاد بعقد أمان يفرض عليهم عدم الإفساد فيها، علاج ذلك لا يكون بتغيير حكم شرعي وجعله مجرد اجتهاد فقهي في تقسيم الدور لا أصل له في نصوص الشرع!.

&&&&&

ومن الأرض الإسلامية المحتلة والمحاصرة:

قدم أحد الدعاة الفضلاء الليلة الماضية حلقة عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، رحمه الله، أحد مؤسسي حركة حماس بمناسبة الذكرى السادسة لاغتياله، برسم الشهادة إن شاء الله، ولا نزكيه على ربه، جل وعلا، فقد وقع ذلك يوم 17 إبريل سنة 2004 بعد أقل من شهر من مقتل الشيخ أحمد ياسين، رحمه الله، في 22 مارس من نفس العام، وذكر ذلك الداعية، جزاه الله خيرا وأناله مثوبة من عنده، سيرة ذاتية موجزة للدكتور عبد العزيز، رحمه الله، وأجرى اتصالا مع زوجه السيدة: أم محمد، حفظها الله وثبتها، وفي مقارنة قد تبدو سخيفة، وهي تدل على مدى التناقض الرهيب في النهايات فرعا عن التناقض في البدايات، راح ذهني يقارن بين الدكتور عبد العزيز، رحمه الله، والخائن المعروف في الأوساط الفلسطينية والعربية الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي الفلسطيني وخطط للانقلاب على الحكومة الشرعية في غزة في صيف 2007 ثم فر كالفأر المذعور بعد فشل مخططه المدعوم من إدارة البائد جورج بوش بملايين الدولارات، ثم كان ما كان من أمره من التحريض على المسلمين في غزة، والتشفي فيهم في دناءة منقطعة النظير بعد عدوان غزة الأخير، ومطاردة رجال عصابته لكوادر حركة حماس كما جرى في دبي في يناير الماضي لقيادي حماس: المبحوح، رحمه الله، فضلا عن اتهامه باغتيال رئيس السلطة السابق، وإشادة بوش به، والضغوط الأمريكية الآن تتصاعد على الحكومات العربية لاستقبال ذلك الجرذ استقبالا رسميا!، في إطار التمهيد لزرعه هو الآخر في جسد السلطة المنهك نائبا للرئيس، بعد انتهاء دور الشيخ الضال الفاني الذي قاربت أيامه على الانصرام، فرجل أمريكا واليهود القادم يتم الآن إعداد المسرح السياسي العربي لظهوره، وبئس الاختيار فهو سبة حتى في جبين من اختاره!. وقد كان ذلك الجرذ من كبار المحرضين على قتل الدكتور عبد العزيز، رحمه الله، لأن في مقتله، كما ظن، انهيارا للتيار الإسلامي المقاوم في الأرض المحتلة، وقد خاب ظنه وظن كثير من العملاء ولله الحمد والمنة.

وينضاف إلى ذلك ما عرف عنه من تهتك وصل كما نقل موقع المسلم إلى حد التعرض للذات الإلهية القدسية بالسب في اجتماع رسمي!، ولو ثبت ذلك فهو مرتد على وجه التعيين فتلك من صور الكفر الأكبر الظاهرة التي لا تفتقر إلى إقامة حجة كبقية الصور الغامضة التي يلزم قبل الحكم على المعين فيها إقامة الحجة الرسالية على ما قرر أهل العلم في مبحث العذر بالجهل.

فهل يقبل العقل إجراء تلك المقارنة ولو على سبيل الافتراض العقلي؟!. (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).

&&&&&

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير