{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} أي ولتقم منكم طائفة للدعوة إلى الله {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} أي للأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر {وأولئك هم المفلحون} أي هم الفائزون
فلا وجود للتحزب البتة
وان كان أفيدونا مشكورين بمصدر تفسيركم
- استدلالكم باختلاف الصحابة استدلال لاينبغي-رحمكم الله-
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
" اذا ذكر أصحابي فأمسكوا" أي أمسكوا عما شجر بينهم
صرح بذلك غير واحد من أهل السنة وحكى بعضهم إجماعاً على ذلك وإليكم طرفاً من كلامهم:
- روى أبو بكر الخلال في كتاب السنة رقم (717) وابن سعد في الطبقات (5/ 394) من طريقين عن عمر بن عبد العزيز بلفظين متقاربين أنه كان إذا سئل عن صفين والجمل قال: أمرٌ أخرج الله يدي منه لا أدخل لساني فيه.2
وقال أبو عبد الله بن بطة – رحمه الله – في كتاب الشرح والإبانة عن أصول السنة والديانة ص 268:
ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله فقد شهدوا المشاهد معه وسبقوا الناس بالفضل فقد غفر الله لهم، وأمر بالاستغفار لهم، والتقرب إليه بمحبتهم، وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون وإنما فضلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور ا. هـ
قال النووي في شرح مسلم (18/ 11):
ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم ...
لذا لاينبغي ذكر اختلافهم والقياس بهذا الخلاف بل علينا
أن نسكت عن هذا ونبرر لهم ماشجر بينهم
4 - أرى هناك تناقضاً في نفس المقالة: ففي بداية المقالة يرفض العمل الجماعي، وفي نفس الوقت يتخذ من عمل الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدعوة التي لم تكن إلا عملاً جماعياً ...
عذراً على الاختصار الشديد الذي قد يكون مخلاً، ولكن ضيق الوقت هو السبب ..
...
بالنسبة للنقطة الثالثة ستجدون جوابها فيماذكرت سابقا بنقطتكم الأولى
أما هذه النقطة فلم أرى التناقض الذي تذهبون اليه فياحبذا قراءة
الموضوع من جديد علّ الأمر يتضح لكم، وان لم يكن فأفيدونا
بمواضع التناقض كما ذكرتم
هذا والله تعالى أعلم
ختاما00
سعدت جدا بهذه الاستفسارات فهي تدل على اطلاع منكم
حاولت أن أرد وفق الدليل الشرعي وعلى أثر الصحابة والتابعين
أرجو أن أكون قد وفقت في البيان
وهذا كلام من مقلة ان أصبت فمن الله وحده وان أخطأت
فمني والشيطان
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 03:24 ص]ـ
سأدع الرد على ماذكرتم على لسان من هم أفضل منا علما ومكانة
وبدايتها مع ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه فقد فسرها بالآتي
روى ابن جرير الطبري (10/ 355/12053) بإسناد صحيح عن ابن عباس: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قال: هي به كفر، وليس كفرا بالله وملائكته وكتبه ورسله.2 -
وفي رواية عنه في هذه الآية: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، كفر دون كفر.
أخرجه الحاكم (2/ 313)، وقال: (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي، وحقهما أن يقولا: على شرط الشيخين، فإن إسناده كذلك.
- وفي أخرى عنه من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: من جحد ماأنزل الله فقد كفر، ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق. أخرجه ابن جرير (12063)
وروى (12025،12026) من طريقين عن عمران بن حدير قال: أتى أبا مجلز ناس من بني عمرو بن سدوس (وفي الطريق الأخرى: نفر من الإباضية) فقالوا: أرأيت قول الله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) أحق هو؟ قال: نعم. قالوا: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) أحق هو؟ قال نعم. قال: فقالوا: ياأبا مجلز فيحكم هؤلاء بما أنزل الله؟ قال: هو دينهم الذي يدينون به، وبه يقولون وإليه يدعون ـ[يعني الأمراء]ـ فإن هم تركوا شيئا منه عرفوا أنهم أصابوا ذنبا. فقالوا: لا والله، ولكنك تفرق. قال: أنتم أولى بهذا مني! لا أرى، وإنكم أنتم ترون هذا ولا تَحَرّجون، ولكنها أنزلت في اليهود والنصارى وأهل الشرك. أو نحوا من هذا، وإسناده صحيح.
¥