رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في تفسير آية الحكم المتقدمة في مجموع الفتاوى) (3/ 268): (أي هو المستحل للحكم بغير ماأنزل الله (
ثم ذكر (7/ 254) أن الإمام أحمد سئل عن الكفر المذكور فيها؟ فقال:
كفر لا ينقل عن الإيمان، مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر، حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه. وقال (7/ 312):
(وإن كان من قول السلف أن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق، فكذلك في قولهم أنه يكون فيه إيمان وكفر؛ ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) قالوا: كفر لا ينقل عن الملة. وقد اتبعهم على ذلك أحمد وغيره من أئمة السنة.اهـ
المرجع: السلسلة الصحيحة المجلد السادس القسم الأول ص109 -
بعد هذا الكلام الموثق من الصحابي الجليل والعلماء الثقات
اتضح لنا أن الكفر هنا غير مخرج من الملة وأنه فسق لاكفر
أعانهم الله على هذا الوزر العظيم
وسدد خطاهم للخير ورزقهم اتباعه وتطبيق أحكامه
-فلايتساوى عدم الايمان مع عدم تطبيق الشريعة فالأول كفر
بواح والثاني كما اتضح فسق فلا مجال للمقارنة
أختي الفاضلة المتطلعة بورك فيك وشكر الله لك اهتمامك وإيضاحك ..
لكني أظنّ الأخ محمد ماهر يقصد استبدال القوانين الطاغوتية محل
أحكام الشريعة الغرّاء ..
أمّا عدم العمل بالشريعة مع الإقرار بها فهذا ما هو كفرٌ دون كفر ..
وهذه فتوى للشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -:
{إنَّ من الكفر الأكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح الأمين على قلب محمد:= ليكون من المنذرين بلسانٍ عربيٍّ مبين
في الحكم به بين العالمين والردُّ إليه عند تنازع المتنازعين , مناقضةً ومعاندةً لقول الله عزَّ وجلّ:
" فإن تنازعتم في شيئٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا " (النساء - 59)
وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عن من لم يحكّموا النبي:= فيما شجر بينهم , نفياً مؤكداً بتكرار أداة النفي وبالقسم ,
قال تعالى:" فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمَّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ويسلِّموا تسليما " (النساء - 65)
ولم يكتف تعالى وتقدّس منهم بمجرّد التحكيم للرسول:= حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيئٍ من الحرج في نفوسهم , بقوله جلّ شأنه:
" ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلِّموا تسليما " , والحرج: الضيق - بل لا بدَّ من اتساع صدورهم لذلك و سلامتها من القلق والإضطراب ولم يكتف تعالى أيضاً هنا بهذين الأمرين حتى يضمّوا إليه التسليم وهو كمال الإنقياد لحكمه:= بحيث يتخلّون ها هنا من أيّ تعلّقٍ للنفس بهذا الشيئ ويسلّموا إلى ذلك الحكم أتمَّ التسليم , ولهذا أكّد ذلك المصدر المؤكّد , وهو قوله جلَّ شأنه ((تسليماً)) المبيّن أنه لا يكتفي هاهنا بالتسليم بل لابد من التسليم المطلق}
انتهى كلامه رحمه الله. نقلاً من رسالته الشهيرة ((تحكيم القوانين))
وهذه الفتوى نقلتها من مجموعة رسائل للعلامة أحمد شاكر بعنوان:
(حكم الجاهلية).
نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة ,,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
ـ[متطلعة]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 04:00 ص]ـ
الموقر:
رؤبة بن العجاج
جزيتم خيرا على هذا المرور
ووفقنا للخير ماحيينا
لكني أظنّ الأخ محمد ماهر يقصد استبدال القوانين الطاغوتية محل
أحكام الشريعة الغرّاء ..
أمّا عدم العمل بالشريعة مع الإقرار بها فهذا ما هو كفرٌ دون كفر ..
,,,
أخي - رعاكم الله- ألا ترون أن الأولى هي الثانية
عدم العمل بالشريعة= تحكيم بغير ما أنزل الله
اذن جاؤوا بحكم غيره
وهي الدساتير الموجدودة في بلداننا الاسلامية
أعاذنا الله من شرها وأقر أعيننا بتحكيم شرعه
- ثم ان حكامنا يقرون بأنهم لم يحكّموا أمر الله
ويعلمون بحرمة هذا الأمر، وأعطيكم مثالا ودليلا
على ذلك وفق الواقع الذي أعايشه في بلدي
قيام الشيخ جابر -رحمه الله وغفر له- بوضع
لجنة كاملة لتطبيق أحكام الشريعة في البلاد وهي تعمل منذ التحرير
هذا يدل على اقرارهم وعدم استحلالهم لهذا الأمر
-مسألة التحكيم جدّ خطيرة
ولا نقول الا كما قال الحسن البصري رحمه الله:
" لو كانت لي دعوة مستجابة لصرفتها للحاكم"
فبحق .. الأمانة عليهم عظيمة والوزر كبير ونسأل الله
لهم الهداية والصلاح والبطانة الصالحة
هذا مانملكه لهم
والله تعالى أعلم
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 04:10 ص]ـ
ونسأل الله
لهم الهداية والصلاح والبطانة الصالحة
هذا مانملكه لهم
صدقت .. فلا نملك إلا الدعاء والنصيحة والصبر على الأذى ..
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين عامتهم وخاصتهم
ويجعل ولايتنا فيمن خافه واتقاه ..
جزاك الله خيراً ..
والسلام,,,
¥