تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكما يحكى عن بعض الشيوخ أنه رؤي بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك، فقال: أوقفني بين يديه وقال لي يا شيخ السوء أنت الذي كنت تتمثل بسعدى ولبني لولا أعلم أنك صادق لعذبتك. "أي أنه كان ينشد قصائد الغزل تعبدا، كحال كثير من منشدي الصوفية في زماننا".

فإذا سمعت دعاء أو مناجاة مكروهة في الشرع قد قضيت حاجة صاحبها فاعلم أن كثيرا منها ما يكون من هذا الباب.

ولهذا كان الأئمة العلماء بشريعة الله يكرهون هذا من أصحابهم وإن وجد أصحابهم أثره كما يحكى عن سمنون المحب، قال: وقع في قلبي شيء من هذه الآيات فجئت إلى دجلة فقلت وعزتك لا أذهب حتى يخرج لي حوت فخرج حوت عظيم أو كما قال، فبلغ ذلك الجنيد فقال: كنت أحب أن تخرج إليه حية فتقتله!!!!.، "وهذا من عظيم فقه الجنيد، رحمه الله، لئلا يصير ذلك الخارق سنة متبعة مع كونه مخصوصا بسمنون فقط لما قام في قلبه من إخلاص قد لا يقوم مثله في قلب من قلده في صورة العمل".

وكذلك حكي لنا أن بعض المجاورين بالمدينة جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فاشتهى عليه نوعا من الأطعمة فجاء بعض الهاشميين إليه فقال إن النبي صلى الله عليه و سلم بعث إليك هذا وقال لك: اخرج من عندنا فإن من يكون عندنا لا يشتهي مثل هذا.

وآخرون قضيت حوائجهم ولم يقل لهم مثل هذا لاجتهادهم أو تقليدهم أو قصورهم في العلم فإنه يغفر للجاهل مالا يغفر لغيره كما يحكى عن برخ العابد الذي استسقى في بني إسرائيل

ولهذا عامة ما يحكى في هذا الباب إنما هو عن قاصري المعرفة ولو كان هذا شرعا أو دينا لكان أهلا لمعرفة أولى به.

"فليست الخارقة دليل معرفة في كل الأحوال كما يظن كثير من الناس بل على العكس قد تكون دليلا على نقص العلم، ولذا كانت الخوارق في جيل الصحابة، رضوان الله عليهم، أقل من الخوارق في أي جيل تال لأنهم استغنوا عنها بتمام العلم والإيمان، فهم أكمل الناس علما وإيمانا وأحسنهم عملا".

ولا يقال هؤلاء لما نقصت معرفتهم ساغ لهم ذلك فإن الله لم يسوغ هذا لأحد لكن قصور المعرفة قد يرجى معه العفو والمغفرة".

بتصرف يسير من "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم"، ص349_351، طبعة الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله مع ثنائية جديدة.

ـ[معالي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 03:13 م]ـ

الله يجزيك خير الجزاء.

رحم الله شيخ الإسلام المجاهد، ما أجلّ كلامه، وما أعظم بلاغته!

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[07 - 02 - 2007, 03:52 م]ـ

جزاك الله الف خير اخي مهاجر

ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 01:41 ص]ـ

وجزاكما أيها الكريمان

وعن ثنائية: العلم والعمل:

ثنائية:

(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، فالإيمان، وإن دخل في حده العمل عند أهل السنة، يتجه أول ما يتجه إلى الجانب العلمي في القلب، وعمل الصالحات يتجه إلى: عمل القلب من عبادات باطنة، وعمل اللسان من أقوال ظاهرة، وعمل الجوارح من أعمال، أيضا، ظاهرة.

ثنائية:

(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فالدعوة: عمل، ولكنه لابد أن يسبق بـ: "البصيرة" العلمية لئلا يفسد حيث أراد الإصلاح.

ثنائية:

(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) فالعلم سابق الاستغفار، فاعلم أولا، ثم استغفر ثانيا، والاستغفار نوع عمل.

ثنائية:

(الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، أَعْلَاهَا: قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَان)

فـ: "لا إله إلا الله": علم، و: "إماطة الأذى عن الطريق"، و "الحياء": عمل.

ثنائية: (من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبه نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير