تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 11:31 ص]ـ

وبارك فيك وجزاك الفردوس الأعلى.

وعن ثنائية: الكتاب الهادي والحديد الناصر.

عن ثنائية: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).

فالكتاب والميزان: لإقامة القسط.

والحديد: لنصر الحق، ونشره، فلا حق بلا قوة تحميه.

عن ثنائية: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، و: " وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" من جهة، و: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، و "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي"

على تفصيل في مسألة الجهاد بمراتبه المختلفة من: جهاد للشيطان والنفس لحملها على العلم والعمل، وجهاد لنشر العلم وصبر على أذى المخالف، وجهاد بالقلب واللسان، لأعداء الملة والسنة، وجهاد بالسيف والسنان، دفعا، وطلبا، وأعلاها: جهاد الطلب، وهو المقصود في آية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ)، فلا يكون إلا بعد استكمال أسباب العزة والقوة، وهو ما تفتقده الأمة اليوم، فهي بالكاد، تقوم بجهاد الدفع، على استحياء، في البؤر المشتعلة من العالم الإسلامي، كالعراق وفلسطين وأفغانستان والقفقاز، ومن قبلها البلقان ولكل مقام مقال، ولكل حدث حديث.

عن هذه الثنائية يقول أبو العباس رحمه الله:

"اعلم أن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأكمل لأمته الدين وأتم عليهم النعمة وجعله على شريعة من الأمر وأمره أن يتبعها ولا سبيل الذين لا يعلمون وجعل كتابه مهيمنا على ما بين يديه من الكتب ومصدقا لها وجعل له شرعة ومنهاجا وشرع لأمته سنن الهدى ولن يقوم الدين إلا بالكتاب والميزان والحديد كتاب يهدي به وحديد ينصره كما قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس} فالكتاب به يقوم العلم والدين والميزان به تقوم الحقوق في العقود المالكية والقبوض والحديد به تقوم الحدود على الكافرين والمنافقين.

ولهذا كان في الأزمان المتأخرة:

الكتاب للعلماء والعباد، والميزان للوزراء والكتاب وأهل الديوان، والحديد للأمراء والأجناد.

والكتاب له الصلاة والحديد له الجهاد، ولهذا كان أكثر الآيات والأحاديث النبوية في الصلاة والجهاد وكان النبي صلى الله عليه و سلم يقول في عيادة المريض: [اللهم اشف عبدك يشهد لك صلاة وينكأ لك عدوا]، (فالصلاة: كتاب، ونكاية العدو: بلسان، يظهر الشرع ويرد الشبه، أو سنان يردع العدو ويرفع البغي).

وقال عليه السلام [رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله]

ولهذا جمع بينهما في مواضع من القرآن كقوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} ". اهـ

بتصرف من "مجموع الفتاوى"، (5/ 115).

ويقول في معرض بيان مكانة الحديد من الكتاب:

"فمن عدل عن الكتاب قوم بالحديد ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف وقد روى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نضرب بهذا - يعني السيف - من عدل عن هذا - يعني المصحف". اهـ

"السياسة الشرعية"، (1/ 37).

ويقول في معرض بيان جهاد الكفار باللسان، وقد كانت له مشاهد محمودة في جهاد أهل الكفر والبدع في زمانه، يقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير