تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالشائع: أن الأصول هي: المسائل العلمية وإن دقت، والفروع هي: المسائل العملية وإن جلت، وهذا تقسيم غير دقيق، إذ يلزم منه أن مسائل كـ: مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج، ومسألة وقوع عذاب القبر على الروح دون البدن، مع إثبات أصله، هي من الأصول التي ينكر على المخالف فيها، وأن مسائل كـ: الصلاة والزكاة والصيام والحج، هي من الفروع التي لا ينكر على المخالف فيها، وإن أنكرها جملة وتفصيلا، وهذا، بطبيعة الحال، قول في غاية الفساد، فالخلاف في رؤية المعراج سائغ، وإن كان الراجح عدم وقوعها، والخلاف في عذاب البدن سائغ، وإن كان الراجح وقوعه على الروح أصلا والبدن فرعا، وعلى الجانب الآخر: الخلاف في أصل مشروعية الصلاة والزكاة والصيام والحج، غير سائغ، بل هو كفر بعد إقامة الحجة وزوال الشبهة، بينما الخلاف في كثير من مسائلها الفرعية سائغ وعليه:

فإن الأصل هو: أي مسألة جليلة في الدين لا يسوغ الخلاف فيها أصلا كانت أو فرعا. .

والفرع هو: أي مسألة دقيقة في الدين يسوغ الخلاف فيها أصلا كانت أو فرعا.

والأمر الثاني، وقد سبقت الإشارة إليه في مداخلات سابقة، هو:

حديث انقسام الأمة: إذ أنكره من أنكره ظنا منه أن كل الفرق غير الفرقة الناجية مرتدون مخلدون في النار فيلزم منه تكفير عموم الأمة، وهذا غير صحيح من جهتين:

الجهة الأولى: أن عوام هذه الفرق من أهل الوعيد الذين لم يخرجوا من دائرة الإسلام وإن خرجوا من دائرة الفرقة الناجية: أهل السنة والجماعة، فحكمهم حكم أصحاب الكبائر الذين ماتوا عليها، إما: أن يغفر الله، عز وجل، لهم ابتداء، لشبهة أو جهل يعذرون به، أو يعذبهم على تقصيرهم في طلب الحق عذابا غير مؤبد، بخلاف رؤوس هذه الفرق، فغالبهم، لا سيما الفرق الغالية، كالجهمية والحلولية والاتحادية ...... إلخ، زنادقة مرتدون.

والجهة الثانية: أن هذه الفرق، عند التحقيق، لا تشكل نسبة تذكر من عموم الأمة فأتباعها لا يتعدون الآلاف وربما المئات، وأكبر هذه الفرق اليوم لا يشكل، في الإحصائيات الرسمية لا الدعائية التي يروجها القوم، عشر الأمة الإسلامية، بل هم أقل، فأماكن تواجدهم معروفة وتعدادهم معروف مقارنة بتعداد أهل السنة والجماعة في عموم أقطار الأرض.

وإلى هذا يشير أبو العباس، رحمه الله، بقوله:

"وكذلك سائر الثنتين وسبعين فرقة من كان منهم منافقا فهو كافر في الباطن ومن لم يكن منافقا بل كان مؤمنا بالله ورسوله فى الباطن لم يكن كافرا في الباطن وإن أخطأ فى التأويل كائنا ما كان خطؤه وقد يكون فى بعضهم شعبة من شعب النفاق ولا يكون فيه النفاق الذي يكون صاحبه فى الدرك الأسفل من النار ومن قال إن الثنتين وسبعين فرقة كل واحد منهم يكفر كفرا ينقل عن الملة فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بل وإجماع الأئمة الأربعة وغير الأربعة فليس فيهم من كفر كل واحد من الثنتين وسبعين فرقة وإنما يكفر بعضهم بعضا ببعض المقالات"

"مجموع الفتاوى"، (7/ 218)، و "الإيمان"، ص133.

والقول، كما تقدم، قد يكون كفريا، ومع ذلك لا يكفر صاحبه إلا بعد قيام الحجة الرسالية عليه.

والله أعلى وأعلم.

ملاحظة: استفدت في هذه الثنائية من دراسة "الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر"، للشيخ الدكتور صلاح الصاوي، حفظه الله، أيما استفادة، فجزاه الله خير الجزاء.

يتبع إن شاء الله.

ـ[أبو لين]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 03:27 م]ـ

بوركت عزيزي مهاجر ........ نعم فالحمدلله الذي جعل هذا الدين دين يسر لا دين عسر. ورحمة الله قريب من المحسنين. أمّا عن مسألة التكفير فأنا أتفق معك أخي مهاجر أنّها ليست سهلة فلابد من توخي الحذر فيها.

وغدا ستعقد القمة العربية في الرياض لعلّها تخرج في أجمل صورة لها ولعلّها تتوصل إلى حل حول ما يجري في العراق وفلسطين.

بارك الله فيك مهاجر ونحن في انتظار مايتبع.:)

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 05 - 2007, 07:27 ص]ـ

السلام عليكم

عذرا على هذا التأخير أيها الكرام.

وعن ثنائية: القدر والشرع:

عن ثنائية: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، فـ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير