تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن في الشعر بعد الموهبة جانب من الصنعة، على المجيد أن يتعلّمها!

- بعضهم يقف موقفا مناوئا أمام أوزان الخليل الشعرية، ويدعو إلى ابتكار أوزان جديدة، واضعا يده على نقطة فاصلة هي أن الخليل بن أحمد لو طال به العمر لاكتشف أوزانا ربما تفوق عدد ما وصل إليه00 ترى كيف تقول في مقولة كهذه؟

* يجب أن لا نقف دائماً في وجه التطور العلمي أو اللغوي، أو الشعري، ويجب أن لا نقفل باب الاجتهاد في كل شيء. فليس لقواعد الشعر أو قواعد اللغة أو العلم قداسة يجب علينا أن نتهيّبها، وإنْ كنا ندعو إلى إجلالها وتقديرها.

فمن أراد الابتكار فليحاول، وليأت بالجديد، ولكن يبقى المحكّ في كل جديد هو القبول والاستخدام!

- هناك من يتعامل بالتقطيع الشعري على الورق، إنما إذا أردته أن يقطع ذلك شفهياً فربما يعجز عن ذلك، ترى إلامَ تعزو تلك القضية؟

* الموهبة والأذن الموسيقية ضرورية حتى في تعلّم قواعد التقطيع الشعري، والناس قدرات متفاوتة!

- بصفتك مهتما بالشكل الشعري وربما كنت مخلصا له إن جاز لي أن أصفك هنا، ترى هل تقف موقفاً ما أمام قصيدة التفعلية أو قصيدة النثر؟

* ليس الشعر (التفعيلي) إلاّ شكل من أشكال الإيقاع العربي، استُلَّ من الأوزان العربية المعروفة. فهو يستخدم ذات الجملة الإيقاعية (التفعيلة) المستخدمة في تشكيل أوزان الشعر العربي. والفارق بين الطريقتين فارقٌ شكلي ليس إلاّ.

ولكنني أشير إلى حقيقة يغفل عنها معظم شعراء التفعيلة، وهي أن إيقاع التفعيلة الواحدة هو إيقاعٌ ساذج بسيط، تتكرر فيه الجملة الإيقاعية على طول القصيدة (لاسيما القصائد المدوّرة). وشعراء التفعيلة لا يستخدمون من الإيقاعات المعروفة سوى سبعِ جُمَلٍ إيقاعية على أعلى الاحتمالات. فخسر هؤلاء بذلك عدداً كبيراً من إيقاعات الشعر العربي المركّبة، التي لا يصح الكتابة عليها بطريقة الشعر الحر، كإيقاع الطويل والبسيط والخفيف والمنسرح والمخلّع والمديد والمجتث والمضارع والمقتضب، وهي أنضجُ وأسمى من الإيقاعات الساذجة كما يعرف ذلك من له أدنى معرفة بعلوم الموسيقى. بل هي في رأينا ما يُميّز شعرنا العربي عن سواه! أما ما يسمونه قصيدة النثر، فهي من أشكال الكتابة النثرية، ولا تمتّ إلى الشعر بصلة، مهما حُمّل فيها الكلام من المعاني الشعرية. ولا نحجر على العقول في اختيار الشكل الفني للكتابة، إلاّ أنّ ما يسوءُ العربيَّ؛ إغراقُ شعراء اليوم في الغموض المقصود لذاته، الذي يتنافى مع لغة البيان. مما أفقد الشاعر العربي الحديث معظم قرائه.!

- كيف ترى شبكة الفصيح من خلال اهتمامها بقضايا اللغة العربية؟ وهل ترى أنها تدخل في محيط تنافسي مع غيرها من الشبكات أو المواقع ذات الاهتمام عينه؟

* هنالك العديد من الشبكات المهتمة بقضايا اللغة والأدب والشعر، ولكل نكهته التي تُصدرها عنها توجّهات إدارتها!

لست ضليعاً بمداخل الشبكة العنكبوتية، ولكنني أرتاد أحياناً بعض المواقع التي تجرّني إليها المتصفحات، عند البحث عما يهمني فيها. ونظراً لضيق الوقت فلا يمكنني متابعة كل شيء.

أهتم بما ينشر على بعض نوافذ منتدى العروض والقافية في شبة الفصيح، وربما الساخر، ومنتديات الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، ومنتديات شبكة الواحة الثقافية، ومنتديات حماة الثقافية ..

-كيف ترى منتدى العروض والقافية هنا على شبكة الفصيح؟

جميل ما أجد فيه من متابعات، ومحاورات. إلاّ أنه يفتقر بعض الشيء إلى الأبحاث العروضية الخفيفة، التي تثري وتُحبب القارئ بمسائل هذا العلم!

- ترى هل قدم المنتدى ما يُرضي طموح الشعراء الشباب؟

* المنتديات عموماً تحاول إرضاء طموحات الشعراء الشباب، الذين يجدون في صفحاتها البيضاء مساحةً واسعة لعرض ما لديهم من إبداع، دون أن تتحكّم فيهم مساحة المجلات، الضيقة في المكان والزمان!

-أنت عضو فاعل في الجمعية الدولية للعرب المترجمين، هل تتذوق الشعر المترجم؟

* إذا كان ناقل الشعر شاعراً مجيداً، جاءت ترجمته شاعريةً بديعة، حتى لو خرج فيها قليلاً عن روح النص الأصلي!

-ثمة مقولة لأحد النقاد أن الشعر إذا تم نقله إلى لغة أخرى يفقد ذاته، هل تقف مع المقولة أم أن لك تعليقا آخر؟

* نعم! فكثيراً ما يفقد هويته وذاته، ومع ذلك فهنالك من الترجمات ما يصلك بالمنبع الأول. وتبقى الترجمة شيئاً لا بد منه!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير