بالجنة دون من لم تشهد له)) فسكت عمار!!!!!.
نقلا عن "العواصم من القواصم"، ص128، 129.
وكذا أشار ابن تيمية، رحمه الله، لنفس الحديث في "منهاج السنة"، (6/ 258)، وعزاه المحقق: الشيخ الدكتور محمد رشاد سالم، رحمه الله، إلى البخاري: (5/ 29) "كتاب فضائل أصحاب النبي ............... ، باب فضل عائشة ......... "، مع اختلاف في الألفاظ عن عمار، رضي الله عنه، وإلى مسند أحمد، رحمه الله، (4/ 265).
فهذه شهادة القوم: فهل يقول عاقل بأن زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة: مسلمة متوعدة بالنار، لا تجتمع هي وخصمها يوم الجمل في الجنة ابتداء، وإنما تدخل النار ابتداء، لتطهر من ذنوبها، ومن ثم تلتحق بزوجها صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، مع أن آحاد المسلمين قد يدخلون الجنة ابتداء.
لوازم لا ينقضي عجب المرء منها!!!!!!.
وأغلب من يطعن في أصحاب الجمل، لا يقول بأنهم مسلمون أصلا، ويمكنك مراجعة مصادرهم الأصلية لترى ما خطته أيديهم، وإنما يرمونهم بتهم يندى لها الجبين، لو ذكرت بعضها في هذه المداخلة، لأوقفت عضويتي في المنتدى للأبد!!!!، فلا أدري هل القوم عند هؤلاء، أيضا، مسلمون متوعدون بالعذاب كما هم عندك؟!!!!.
ثم أين أنت يا كشكول من موانع نفاذ الوعيد، وقد ذكر العلماء أنها عشرة:
التوبة، والاستغفار، والأعمال الصالحة، ودعاء المؤمنين، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره في حياته وبعد مماته، وما يفعل بعد الموت من عمل صالح يهدى إليه، والمصائب الدنيوية التي يكفر الله بها الخطايا، وما يبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة وفتنة الملكين، وما يحصل له في الآخرة من كرب أهوال يوم القيامة، وما ثبت في الصحيحين أن المؤمنين إذا عبروا الصراط، وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة.
ألا يمكن أن تمنع هذه الموانع نفاذ الوعيد في حق آحاد المسلمين، ممن وقعوا في كبائر أو فعلوا أفعالا تستحق اللعن، كالنامصة والمتبرجة، على سبيل المثال، فهما ملعونتان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن هل يعني ذلك أن الوعيد لاحق بهما قطعا، أم أنهما قد تعملان من الصالحات، أو تتعرضان لمصائب مكفرات ......... إلخ، بحيث تنجوان من العذاب ابتداء؟!!!، فإذا كان هذا حال من استحق الوعيد، فكيف حال من استوجب الوعد بالجنة؟!!!،
إن كلامك، كشكول، أشبه ما يكون بكلام المعتزلة في مسألة مرتكب الكبيرة، إذ نفوا عنه الإيمان في الدنيا، وأثبتوا له الإسلام، وقالوا مع ذلك بأنه مستوجب للوعيد في الآخرة لا محالة، على قاعدتهم الفاسدة في إيجاب أمور على الله، عز وجل، فالوعيد عندهم لا يجوز أن يتخلف، ووعيده في الآخرة أن يخلد في النار بحيث يكون عذابه أدنى من عذاب الكفار والمنافقين، والفارق الوحيد بين كلامك وكلامهم: أنك أوجبت الوعيد لأناس لم يستحقوه أصلا، وقلت بأنهم مع ذلك ناجون من النار، والمعتزلة أوجبوا الوعيد لأناس استحقوه، ولكنهم شددوا فيه حتى أنزلوهم منزلة الكفار والمنافقين من جهة الخلود في النار، وكلا القولين، عند التحقيق، فاسد لا يعول عليه.
وأما حديث "ويح عمار"، فهو حديث صحيح، ولكنك سياستك هنا انتقائية، إن صح التعبير، فقد أعرضت عن الأدلة المتواترة التي تدل على فضائل الصحابة، وتشبثت بحديث واحد، أو حديثين، أو ثلاثة، لتهدم بهم، قاعدة كاملة من قواعد أهل السنة بنوها على جمع من الأدلة المتواترة لا يصمد لها ظاهر دليل، كالدليل الذي ذكرته بادي الرأي دون تدبر، ومن كمال التدبر أن تجمع أحاديث الباب قبل أن تصدر هذا الحكم الجائر، وهذا المنهج يذكرني بمنهج مؤولة الصفات، فإنهم يتركون القاعدة الكلية التي أصلت باستقراء أدلة الباب وهي: التنزيه بلا تعطيل والإثبات بلا تمثيل، يتركون هذه القاعدة، ومئات بل ألوف الأدلة السمعية التي تؤيدها، ويأتون بفرع فيه نوع شبهة ليهدموا صرح القاعدة، فتجد أحدهم يعرض عن مناقشة الأصل، ويقول لك: وماذا تقول في قوله تعالى: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)، أليست اليد هنا بمعنى: القوة أو القدرة أو النصرة ......... إلخ، وهو معنى صحيح، ولكنه مقيد بسياقه،
¥