تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنك لن تجد إجابات شافية لهذه الأسئلة إلا عند أهل السنة والجماعة الذين يعظمون آل البيت، رضوان الله عليهم، وينزهونهم عن الضعف والخيانة، ويعظمون باقي الصحابة، رضوان الله عليهم.

يقول ابن تيمية رحمه الله:

"ولو كان هناك إمام معصوم يجب على كل أحد طاعته ومن تولى غيره كانت ولايته باطلة لا يجوز أن يجاهد معه ولا يصلى خلفه لكان ذلك الصلح من أعظم المصائب على أمة محمد صلى الله عليه و سلم وفيه فساد دينها فأي فضيلة كانت تكون للحسن بذلك حتى يثنى عليه بها وإنما غايته أن يعذر لضعفه عن القتال الواجب والنبي صلى الله عليه وسلم جعل الحسن في الصلح سيدا محمودا ولم يجعله عاجزا معذورا". اهـ

"منهاج السنة"، (4/ 40).

وصدق ابن تيمية، لقد كان الحسن السبط، كما بشر جده صلى الله عليه وسلم سيدا محمودا.

*****

وأما قولك:

"والطائفة الباغية الضالة في الجمل وصفين كانت على علم بأنها باغية وضالة قبل الشروع في القتال".

فقيد: "الضالة" من كيسك!!!، لأنه لم يرد في الحديث، وقد عرفت ما بين الفئة الباغية المجتهدة، كأهل صفين، والفئة الباغية الظالمة، كالخوارج الذين خرجوا على علي، رضي الله عنه، وكفروه، وكفروا جماعة المسلمين، واستحلوا الدماء والأعراض والأموال، فأين أولئك من أولئك ليسوى بينهما في الحكم، وأهل صفين لم يكفروا عليا، رضي الله عنه، ولم يكفرهم هو من باب أولى، إذ امتنع عن تكفير من هو أشر منهم، بل قطع بأن قتلاهم في الجنة فقال: (قتلانا وقتلاهم في الجنة ويصير الأمر إلي وإلى معاوية)، كما عند ابن أبي شيبة، رحمه الله، في مصنفه، (7/ 552)، وذكر نحوه الذهبي، رحمه الله، في "السير"، (3/ 144)، نقلا عن "من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية"، ص66، للشيخ الدكتور أبي سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي، حفظه الله، الشيخ المغربي الشهير، وقد جمع في كتابه هذا نقولات لكثير من علماء أهل السنة في هذه المسألة الجليلة، فأجاد وأفاد جزاه الله خيرا.

الشاهد أن هذا كما يسميه الفقهاء: "نص في محل النزاع"، فعلي، رضي الله عنه، قد حكم على خصومه بأنهم في الجنة، ومع ذلك أبى الكثير التسليم لقوله!!!.

ومن أدراك أنهم كانوا يعلمون أنهم بغاة، بل إن الواقع يشهد بأنهم كانوا يعتقدون الصواب في فعلهم، وإن لم يكن صوابا في نفس الأمر، والحديث قد يخفى عليهم، لأن المصنفات والأقراص المدمجة ومحركات البحث ..... إلخ، لم تكن في زمانهم كزماننا، فلا يستغرب أن يخفى حديث على طائفة من الناس، ومعظم جند الشام كانوا من الصحابة متأخري الإسلام، وتابعيهم، فلم يشهدوا واقعة الحديث التي كانت في أول قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبنائه المسجد، ومعاوية، رضي الله عنه، لم يسلم إلا عام الفتح على القول الراجح، وقيل أسلم بعد صلح الحديبية وكتم إسلامه، أي أنه على كلا القولين لم يلزم النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد الفتح.

وقد خفي على أبي بكر، رضي الله عنه، ميراث الجدة، وإن كان في الأثر انقطاع، حتى شهد عنده المغيرة ومحمد بن مسلمة، رضي الله عنهما، مع شدة ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم، وخفي على عمر، رضي الله عنه، حديث التيمم لما ذكره به عمار، رضي الله عنه، وحديث الاستئذان، حتى شهد عنده أبو سعيد الخدري مع أبي موسى الأشعري، رضي الله عنهما، وخفي على عثمان، رضي الله عنه، مسائل، منها: أنه لم يكن يعلم أن المتوفى عنها زوجها تعتد في بيت الموت حتى حدثته الفريعة بنت مالك، أخت أبي سعيد الخدري، رضي الله عنهما، بقضيتها، وخفي على علي، رضي الله عنه، عدة الحامل إذا مات عنها زوجها، فقال: تعتد بأبعد الأجلين، مع أن عدتها وضع حملها لحصول براءة الرحم بذلك، كما في حديث سبيعة الأسلمية، رضي الله عنها، وخفي على ابن عباس، رضي الله عنهما، وهو حبر الأمة، نسخ حكم زواج المتعة، حتى أنكر عليه علي، رضي الله عنه، بقوله: "إنك امرؤ تائه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرم المتعة ولحوم الحمر الأهلية يوم خيبر"، وهكذا في مسائل كثيرة نسي فيها من هو أفضل وأعلم من معاوية رضي الله عنه وأهل الشام أحكاما آحادنا الآن يعلمها، فهل لأحد منا أن يدعي بأنه أعلم من علي، رضي الله عنه، لأنه علم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير