تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فناداها الرضيع قائلا: يا أمّه! قعي ولا تقاعسي فانك على الحق, أي أدخلي ولا تخافي .. فانطلقت الماشطة الأم الى النار فأحرقتها, وتلك الرائحة الطيّبة رائحتها في الآخرة. ووصل الرسول r سدرة المنتهى, فاذا به يرى مفاجأة, فقد رأى جبريل على حقيقته, رأى السدرة وقد ملأها من نور الله الخلاق r ما يحير العقل ويدهشه من العجب والجمال .. وسمع من جبريل عليه السلام مفاجأة, قال له جبريل: يا محمد, في مثل هذا المقام يترك الصاحب الى صاحبه؛ الخليل الى خليله, والحبيب الى حبيبه. قال جبريل: الى هنا ينتهي عروجي, لا أستطيع التقدم ولو تقدمت بعد ذلك قيد شعرة لاحترقت, فتقدم أنت الى خليلك وحبيبك, فما منّا الا له مقام معلوم. ووجد الرسول r نفسه يسمو في عالم النور القدسي حتى صار من الله الخلاق عز وجل كما جاء في القرآن الكريم قريبا جدا, قال I: { ثم دنا فتدلى* فكان قاب قوسين أو أدنى}. ولما اقترب الرسول r من الله U فكلمه الله عند ذلك فقال له: سل .. فقال محمد r :" انك اتخذت ابراهيم خليلا, وكلمت موسى تكليما, وأعطيت داود ملكا عظيما, وألنت له الحديد وسخرت له الجبال. وأعطيت سليمان ملكا, وسخرت له الجن والإنس والشياطين, وسخرت له الرياح, وجعلت له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده. علمت عيسى التوراة والإنجيل, وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص, ويحيى الموتى بإذنك, وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم, فلم يكن للشيطان عليهما سبيل". فقال له الرب Y:" وقد اتخذتك خليلا, وأرسلتك للناس كافة وبشيرا ونذيرا, وشرحت لك صدرك, ووضعت عنك وزرك الذي أنقض ظهرك .. وجعلت أمتك خير أمة أخرجت للناس وأعطيتك سبعا من المثاني لم يعطها نبي قبلك, وأعطيتك نهر الكوثر, و أعطيتك ثمانية أسهم هي: الإسلام, والهجرة, والجهاد, والصلاة, والصدقة, وصوم رمضان, والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وجعلتك فاتحا, وخاتما للمرسلين. فكان رسول الله r :" فضلني ربي بست: أعطاني فواتح الكلام وخواتيمه, وجوامع الحديث, وأرسلني الى الناس كافة بشيرا ونذيرا, وقذف في قلوب أعدائي الرعب من مسيرة شهر, وأحلت لي الغنائم, ولم تحل لأحد قبلي, وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا". ومن خلال هذه المعجزة العظيمة الصعود الى السماء والوصول الى سدرة المنتهى, فرض الله I حينئذ على محمد r وعلى أمته خمسين صلاة في اليوم والليلة, ولما أوحى الله الى عبده ما أوحى رجع فلقيه موسى عليه السلام حيث هو في السماء السادسة فقال: بم أمرت يا محمد؟ قال u :" بخمسين صلاة". قال موسى: ارجع الى ربك فاسأله التخفيف. فقد لقيت من بني اسرائيل شدّة. فرجع رسول الله r الى ربه عز وجل وسأله التخفيف فوضع عنه عشرا, أي خفف الخمسين الى أربعين ثم رجع رسول الله r فقال: بكم أمرت؟ قال r :" بأربعين صلاة". قال موسى: فارجع الى ربك فاسأله التخفيف فقد لقيت من بني اسرائيل شدة, وتعلا, فرجع الرسول r الى ربه عز وجل فسأله التخفيف, فخفف عنه عشرا, فرجع الى موسى, وظل يرجع الرسول r ويسأله التخفيف حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة ... فقال له موسى: ارجع الى ربك فاسأله التخفيف, فقد لقيت من بني اسرائيل شدّة .. فقال الرسول r :" قد رجعت الى ربي حتى استحييت, فما أنا براجع اليه". وكان الرسول r قد رجع الى ربه فخفف الى الثلاثين والعشرين والعشر صلوات في اليوم والليلة حتى وصل الى خمس صلوات في اليوم والليلة, وما ان قال:" استحييت, فما أنا براجع اليه" حتى سمع عليه السلام مناديا يقوا: أما انك كما صبّرت نفسك على خمس صلوات فإنهن يجزين عنك خمسين صلاة, فان كل حسنة بعشرة أمثالها, فرضي محمد r كل الرضا. عاد الرسول r من فوق السماء السابعة فعاد حتى هبط الى السماء الدنيا, فنظر الى أسفل منه, فرأى وهجا ودخانا وسمع أصواتا, فقال u:" من هؤلاء يا جبريل؟ " قال جبريل: هذه الشياطين تحوم على قلوب بني آدم كي لا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض, ولولا ذلك لرأوا العجائب .. وظلّ الرسول r يهبط الى الأرض حتى بلغ بيت المقدس, فوجد الأنبياء مجتمعين فيه ينتظرون الصلاة فحيّاهم u فحيّوه, ولما حانت الصلاة قام النبيون لأدائها, فجاء جبريل, أخذ بيد النبي r الى موقف الإمام, وأشار اليه أن يصلي بهم فصلى بهم ... والغالب أنها كانت صلاة الصبح, وفي إمامته u للأنبياء تشريف له u و إعلاء لقدره على سائر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير