تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لمعناها، وهو مما يعمق الحفظ ويقويه أيما تقوية.

7 - أن يُسمِّع على نفسه المقدار المعين حفظه بعد إنهائه له.

8 - أن يقوم بقراءة المقدار المحفوظ من المصحف بعد تسميعه على نفسه للتأكد من سلامة الحفظ وعدم تجاوزه لبعض الآيات أو الكلمات أو الخطأ في الشكل.

9 - أن يقوم بتسميع ما حفظ على شيخه المختار ولا بد من ذلك.

10 - يفضل ربط المقدار المحفوظ من سورة ما قسمت إلى مقاطع بما حفظ من أول السورة يومياً ليتم الربط بين المقاطع المحفوظة، وهذا أمر لا دخل له في برنامج الحافظ للمراجعة.

ما يفعله الحافظ بعد أن يحفظ:

1 - الخوف من الوقوع في الرياء:

والرياء في موضوعنا: طلب الحافظ للجاه والمنزلة في نفوس الخلق بإظهاره لهم إكماله لحفظ القرآن، أو جودة حفظه وحسن أدائه، وهو ضرب من الإشراك، ولذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله. قال: الرياء يقول الله عز وجل - يوم القيامة إذا جزى العباد بأعمالهم -: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء) (38)، والمرائي بالقرآن معرض نفسه للعقوبة الشديدة الواردة في حديث أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) (39). والواجب على مريد النجاة الحرص على الإخلاص واستمرار سلامة القصد والنية.

2 - الحذر من الغفلة عن العمل بالقرآن والتأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه:

لأن القرآن إنما أنزل ليعمل به، ويتخذ نبراساً ومنهاج حياة، قال ابن مسعود رضي الله عنه» أنزل القرآن ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً، إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً، وقد أسقط العمل به «(40)، وقال بعض أهل العلم:» إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم، يقول: ألا لعنة الله على الظالمين، وهو ظالم نفسه، ألا لعنة الله على الكاذبين، وهو منهم «(40)، وقال أنس رضي الله عنه:» رب تال للقرآن والقرآن يلعنه «(4).

3 - الخشية من العجب بالنفس والتعالي على الخلق:

فالعجب استعظام النفس لما بذلت من أسباب لتحصيل حفظ القرآن الكريم والله تعالى هو الهادي إلى ذلك والمعين على تسهيله وتحققه، ولولا إحسانه وفضله لما تمكن العبد من حفظ القرآن أو بعضه، والواجب بدلاً من ذلك شكر الله تعالى على نعمته بمعرفتها حق المعرفة وإسناد الفضل إليه سبحانه وحده لا شريك له في تحققها، والتعالي على الخلق هو التكبر عليهم واعتقاد العبد بلوغه مرتبة في الكمال لم يبلغها من حوله فيتجه إلى احتقارهم وتجهيلهم، ومن هذه حاله ينسى ما ورد من النصوص في التحذير من مثل ذلك، ومنها قوله تعالى في الحديث القدسي: (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار) (41)، وقوله -صلى الله عليه وسلم- (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) (42) ..

4 - تذكر النصوص الآمرة بتعهد القرآن والمحذرة من نسيانه:

وردت نصوص كثيرة تحث على تعاهد القرآن وتحذر من هجره ونسيانه ومنها:

* عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقهما ذهبت) (43).

* وعن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت، بل نسي واستذكر القرآن فإنه أشد تفصياً (44) من صدور الرجال من النعم) (45).

* وعن أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها) (46).

وبسبب هذه النصوص ومثيلاتها تحدث أهل العلم عن الزمن الذي لا يشرع للعبد تجاوزه سواء أكان من حيث القلة أو الكثرة في قراءة القرآن الكريم فأقل زمن يستحب قراءة القرآن فيه على المختار ثلاثة أيام لقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه عبد الله بن عمرو: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) (47).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير