تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - ولا بأس أيضا أن نراجع قصة اختيار الإمام أبي حنيفة دراسة الفقه وهي قصة أقل ما يقال فيها أنها تأتي من منظور لاحق وكثيرا ما يستخدم الناس مثل هذا المنظور لصنع هالة قدرية مبكرة حول الأشخاص المهمين وهي تصورات تضر أكثر مما تنفع ومن أول ضررها أنها تساهم في صنع وتثبيت تصور يفهم التاريخ مجالا لممارسات كائنات ذات أوصاف بطولية وإمكانيات فذة الأمر الذي يعني لنا ببساطة القائنا خارج التاريخ لأننا نكتشف بمعادلة سهلة أننا لا نملك مثل هذه الصفات مما يحتم علينا أن ننسحب بهدوء مقتنعين بترك التاريخ لأهله وهو أمر بالغ الخطورة حين يتعلق بمجال النشاط الديني.

ثم أنظر أيضا إلى هذا الكلام الذي نسب للإمام أبي حنيفة واسلكه في نفس العقد " والله كانت بين بيتي وبيت حماد سبع سكك والله ما كنت أستطيع أن أمد قدمي في إتجاه بيت أستاذي حماد " ويضيف عمرو خالد بعد ذلك معلقا " أنظر الأدب والحب لأي درجة ".

4 - يذكر عمرو خالد تتلمذ أبي حنيفة على يد الإمام جغفر الصادق ويقول " جعفر الصادق هو مؤسس كل الفقه الشيعي أي أن أبو حنيفة أخذ الفقه الشيعي " فهل يقبل هذا الكلام على علاته باحث منصف؟ ألا يجب أن نسأل هنا عن هذا الفقه الشيعي الذي أسسه الإمام الصادق وأخذه عنه عنه الإمام أبو حنيفة فصار حاملا للفقه الشيعي فأي فقه هو؟ وهل كان الفقه الشيعي في ذلك الزمن قد تميز فعلا عن فقه الجماعة الإسلامية في عمومها؟ ويجب ألا ننسى هنا إشكالية صحة نسبة كل ما ينسبه الشيعة للإمام جعفر الصادق في كتبهم التي ألفت بعد ذلك الزمن. فهذا القول الذي ذكر هنا ليس بالقول السهل ويفتقد إلى التحرير ويفتقر للدقة العلمية المطلوبة ويعطي ايحاءات ضارة فوق كونها مخالفة للواقع.

5 - هل حقا جرى الأمر على هذه الصورة المذكورة فكون أبو حنيفة مجمعا فقهيا من أربعين عضوا يمثلون تخصصات مختلفة وظل هذا المجمع يعقد جلساته على مدار ثلاثين سنة ملبيا ما تفرضه المشاكل الإجتماعية من الحاجة للحل الذي يأتي من رحم الشريعة؟ ولو صح هذا فهل يصح القول بأنهم " كانوا يتحدثون في كل شيء ويربطوه بالدين فالغوا الفجوة بين الحياة والدين لأنهم ربطوا الأثنين معا " فهل كانوا يتحدثون في كل شيء فعلا؟ أم أن هواء المقال أوسع بكثير من أرض الواقع؟ وهل هم من ألغى الفجوة بين الحياة والدين لأنهم ربطوا الأثنين معا؟ وهل كانت هذه الفجوة قائمة أصلا وهل كانت الحياة منفكة عن الدين في الإسلام وكان الدين منفصلا عنها؟ أم أن التوحيد بينهما من سمات الإسلام الأصيلة؟

6 - يكثر عمرو خالد من الخلط بين الحادثة الفردية أو الفعل الفردي والسلوك الجماعي الأمر الذي يؤدي إلى خطأ في فهم حقيقة السلوك الأول وأهميته في نطاق الواقع الإجتماعي الذي ظهر فيه هذا من جهة ومن جهة أخرى فهو يعيد ربط المفاهيم الصحيحة بميزان الوقائع الحديثة والمعاصرة إذ يبدو هذا التأويل في مثل هذه الحالة للواقعة الفردية القديمة بمثابة الدليل الذي يثبت لنا حق الانتماء القديم للحياة الحديثة بقيمها ونظمها وهو ما يشعر بمدى إحساسنا بالنقص وبالحاجة لإظهار صحة مكوناتنا الثقافية بإدخالها تحت ظل مكونات ثقافية حديثة.

وفي النهاية أحب أن أذكر أني أعلم مدى الإعجاب الذي يكنه الكثيرون لعمرو خالد ومدى الشعبية التي يحظى بها لديهم ومع كامل احترامي للجميع فإن احترامي لما أراه حقا وصوابا أوسع وأبلغ وأرى أنه مما يتوجب على المسلم ألا يكون إمعة وألا ينساق وراء هواه وأن يعرف الحق بقلبه وبعقله معا وآمل أن كل من أراد الرد على ما كتبته أن يلزم حدود الحوار النافع مستهديا بنية طلب الحق الذي لا تثبته شهرة ولا ينفيه خمول ذكر.

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 02:50 م]ـ

جزيت خيرا على نقدك البناء ونصيحتك للأمة وأشكرك والله ...

وكم كنت أستغرب وأنا أستمع للداعية عمرو خالد حفظه الله على حبي لجهوده وأسلوبه المميز كم كنت أستغرب من مثل ما نبهت عليه ...

اللهم اجز الداعية عمرو خالد خيرا ووفقه للسداد آمين

ـ[عبدالكريم الجازوي]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 06:36 م]ـ

النقد اذا كان بناء وموضوعي فانه يجب ان يقبل بل هو منهج شرعي حفظ الله به دينه والالقال من شاء ماشاء كما ان الكل يجب ان ينظر في شيء يجيده فان من تكلم في غير فنه اتى بالعجائب فلتعطى القوس لباريها وليتكلم في القواعد والاصول اهل العلم الذين هم اهله ... من سبر اغوار المسائل .. وعرف مقاصد الشريعة الغراء ... وتكلم بما ينفع ويعين الناس

ـ[شهرزاد]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 07:23 م]ـ

مع احترامي للداعية عمرو خالد الا انك اصبت في كل ماقلته اخي ونقدك في محله، فجزاك الله خير الجزاء

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[14 - 04 - 2007, 02:32 م]ـ

إخواني:

إنما دعاة المسلمين كالرياض، مليئة بالورود، وإذا شئت فاقتطف من هذه الرياض ماشئت حتى تحوز طاقة ورد من رياض الدعاة إلى الله ومن رياض ديننا الحنيف ..

والإنسان مهما وصل من العلم والمعرفة، لن يصل إلى الكمال، (كلما ازددت علما، زادني الدهر بجهلي) وجل من لا يخطئ ..

وإذا أردنا أن نحكم على أحد فالننظر إلى أفعاله، فإذا كانت أقرب إلى الخير، فالله يسره إلى الخير، والعكس صحيح ...

أنا لست مع أي مهاجمة لأي عالم أو داعية، على الملأ، وإن كان ولا بد فهناك مواقع للدعاة يمكن مراسلتهم والفهم عنهم ..

وإن قال قائل:

يجب أن ننبه العامة إلى مثل هذه الأخطاء، أقول: أنظر إلى أعمال الرجل فإن كانت أقرب إلى الخير، فما من داع للتشهير، ويكتفى بالنصيحة ..

وأنا إن أقف هذا الموقف فلست مدافعا عن إي شخص، لكن الله من وراء القصد، وأنما نحن هنا للحوار وطرح الأفكار ..

فبوركتم جميعا ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير