تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"اطلبوا العلم طلبا لا يخل بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا يخل بالعلم، فان قوما طلبوا العبادة وأخلوا بالعلم حتى خرجوا بسيوفهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم"

والساحة الآن: قد خلت من العلماء والدعاة الصادقين، إلا بقايا في كل قطر إسلامي يتفاوتون كثرة أو قلة تبعا لتعظيم أهل كل بلد لشعائر الدين، وقد فقد كثير من الشباب المسلم الثقة في المؤسسات الدينية الرسمية لأنها صارت "مصالح حكومية" تدار بشكل روتيني لا روح فيه، فتحول الدعاة والخطباء إلى "موظفين" ينتظرون بفارغ الصبر آخر الشهر لتسلم الراتب، إلا قلة قليلة من الدعاة الذين جمعوا بين المنصب الرسمي والكلمة الصادقة، فضلا عن آخرين خارج المؤسسة الرسمية يعملون لنصرة دين الله عز وجل.

ومن مد يده، كف لسانه، لئلا يقطع رزقه!!!!.

وقد أدرك أعداء هذه الأمة دور علمائها فراحوا يكيدون لهم من جهتين:

من جهة الوقيعة بينهم وبين الحكام، فتوجس الحكام خيفة من كل داعية صادق، وصار الدعاة دوما في قفص: "التآمر لقلب نظام الحكم"!!!.

ومن جهة تشويه صورتهم في عيون جماهير المسلمين فهم إما:

متطرفون، متشددون، حياتهم جحيم لا يطاق!!.

أو: "وعاظ سلاطين"، أو "فقهاء سلاطين" ............... إلخ من الألقاب التي تشعر بالعمالة، وهي ألقاب طالما أطلقتها بعض الفرق الضالة على علماء أهل السنة والجماعة، في الماضي والحاضر، حتى يفقد المسلمون ثقتهم بعلمائهم، وفي المقابل دشن القوم حملات لتلميع رموزهم الوهمية، لتصبح قدوات يحتذى بها، وجماهير المسلمين حائرة بين أولئك الذين فرطوا في الأمانة إلا قلة قليلة، وأولئك الذين لبسوا أثواب الزور لكسب تعاطف وتأييد الجماعة المسلمة، وقد قل العلماء الربانيون في كل بلد، فأصواتهم لا تصل إلا لفئة قليلة، ولم تعرفهم الجماهير إلا منذ فترة وجيزة لما ظهرت الفضائيات التي يسمح لهم بالظهور على شاشاتها.

فضلا عن محاولات الغرب الحثيثة لتشويه وتسفيه صورة العلماء في عيون مشاهدي الأفلام السينمائية التي تظهر فيها شخصيات كـ: "المأذون" في هيئة رثة مثيرة للضحك، جعلت كثيرا من طلبة الجامعات الشرعية يتخلون عن سمت طلاب العلم خوفا من السخرية والاستهزاء، وقد أدرك المستعمر في أوائل القرن الماضي دور المؤسسات الدينية في تحريك الجماهير، فكان "الأزهر" على سبيل المثال، عندنا في مصر الحبيبة، صاحب دور ريادي في توعية المصريين، فسعى الإنجليز بمساعدة أذنابهم من طليعة العلمانيين إلى إنشاء المدارس والمعاهد والكليات التي وضع القوم مناهجها، وقدموا المزايا المغرية لمن يدرس فيها، ووفروا له فرص العمل بعد التخرج ................ إلخ، في مقابل تضييق على المدارس والمعاهد الدينية، فصارت آخر مكان يخطر على بال الطالب المسلم أو ولي أمره، وإن دخله فاضطرارا لأنه لم يحصل على درجات تؤهله لكلية أرقى، ولما زهد الناس في دين الله، عز وجل، وكلوا إلى أنفسهم، فكان ما كان!!!!!.

فهؤلاء الشباب المساكين الذين يفجرون أنفسهم من حين لآخر، نظروا حولهم فوجدو الصورة قاتمة: دينا ودنيا، فسول لهم الشيطان، أو سول لهم بعض أصحاب الاتجاهات المنحرفة الغالية أن الحل هو: طلب الشهادة لينتقل الإنسان من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، والشهادة من أسمى ما يطلبه المسلم، ففي طلبها عز الدنيا والآخرة، ولكنها لا تكون على حساب الجماعة المسلمة، فالعمليات الاستشهادية لا تكون في بلاد المسلمين التي لم ينزل العدو بها ويستحل بيضتها، وإن كان مهيمنا على مقدراتها بواسطة عملائه، وإنما يسوغ بعض العلماء مثل هذه العمليات وفق ضوابط شرعية دقيقة على رأسها: إحداث النكاية في العدو، فالرأي العام في بلاد المسلمين لا ينكر وقوع مثل هذه العمليات في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو الشيشان، أما في بلد مسلم كالمغرب والجزائر في أماكن مزدحمة بالمارة المسلمين، فهذا ما ينكره كل مسلم!!!!!،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير