و مثال: قصي، يصلح للتمثيل هنا، أيضا، فالعام والسنة، يشتركان في أصل المعنى، وهو مدة زمنية معلومة، ويختلفان في فرعه، لأن الأول اختص بالخير والنماء والآخر اختص بالقحط والشدة.
وبين الاشتراك المعنوي و: الدلالة المطلقة والدلالة المقيدة، علاقة وثيقة، استعملها شيخ الإسلام، رحمه الله، في الرد على نفاة صفات الله، عز وجل، الذين زعموا أن في إثباتها تمثيلا للخالق، جل وعلا، بالمخلوق، إذ قالوا:
لو قلنا بأنه "بصير"، وأثبتنا صفة: البصر، وقلنا بأن المخلوق "بصير"، وأثبتنا له صفة البصر، أيضا، لزمنا التمثيل، والرد:
بأن الاشتراك هنا اشتراك معنوي في: أصل الصفة، أو الدلالة المطلقة عن أي قيد لمعنى "البصر"، وهي لا توجد إلا في الأذهان، وإثباتها لا يقتضي تمثيلا، لأنها لا توجد في الأعيان، فالترادف حاصل في المعنى الكلي، فإذا ما انتقلنا إلى فرع المعنى، وهو: الدلالة المقيدة بأن قيد هذا البصر المستقر في الأذهان بـ: الخالق جل وعلا من جهة، والمخلوق من جهة أخرى، ظهر التباين واستقل كل بصر بما يليق بمقيده، فبصر الله، عز وجل، محيط بكل المخلوقات، لا مثيل له ولا نظير، كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه، وبصر المخلوق قاصر ملائم لما جبل عليه من نقص، فشتان!!!!، فلا يلزم من إثبات صفة البصر لله، جل وعلا، على الوجه الذي يليق بجلاله، أن يكون مماثلا لبصر المخلوق الناقص.
وهذه قاعدة ذهبية من قواعد شيخ الإسلام، رحمه الله، استعمل فيها دلالتي: الترادف والتباين في هذه المسألة الجليلة، فأزال الشبهة الحاصلة في هذا الباب، فيمكن إعمالها في كل الصفات لا البصر وحده، ففي صفة السمع قل ما سبق مع اختلاف الصفة، وفي صفة العلم، وفي صفة الإرادة، وفي الصفات الذاتية الخبرية كـ: الوجه والعين واليد ........... إلخ، وفي صفات الأفعال التي تتعلق بالمشيئة: كالضحك والرضا والسخط والغضب والمجيء يوم القيامة والنزول في الثلث الأخير من الليل ............ إلخ، فهي مطردة في كل الصفات.
ومبحث الدلالات اللفظية عند ابن تيمية، رحمه الله، من أمتع ما يكون، ولا يبالغ المرء إذا ما قال بأنه يستحق الإفراد ببحث مستقل!!!!!، فجزى الله أبا العباس خيرا عما أزال من شبه وإشكالات.
ومن باب استكمال الفائدة:
تبقى ثلاث دلالات مشتهرة بين الأصوليين للفظ الواحد هي:
دلالة المطابقة، و التضمن، واللزوم.
وجميعها ثابتة في أسماء الله، عز وجل، فاسم الله: "العليم" على سبيل المثال:
دال على ذات الله، عز وجل، وصفة العلم: دلالة مطابقة.
ودال على أحدهما: دلالة تضمن.
ودال على صفة الحياة: دلالة التزام، لأنه لا علم بلا حياة.
مع كون هذا العلم، وهذه الحياة، كاملين لا يتطرق لهما النقص بأي وجه، وعلى هذا فقس في بقية أسماء الرب جل وعلا.
والله أعلى وأعلم.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 11:23 ص]ـ
نفسك طويل يا مهاجر - ابتسامة- بارك الله بك
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 06:04 م]ـ
سلمت الأيادى
ليتك قدمتى ذلك منذ فترة كنت مكلفة ببحث عن ذلك ((الترادف))
ولكن حبيبتى "العاشقة استفدت من كلامك وبعد أذنك سأستعين بكلامك في الامتحان أذا صادفنا ذلك السؤال
لكى منى جزيل الشكر
والسلام
ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[26 - 04 - 2007, 04:19 م]ـ
أشكركم على المرور الكريم
أخي الأسد
وأخي قصي علي الدليمي.
والأخت الفاضلة مي
ولك ما أردت فما وضعت الموضوع إلا ليستفيد الجميع منه.
وأشكرك أستاذي مهاجر على الإضافة والتوضيح لأنني لم أتمكن من الدخول للمنتدى لانشغالي فلقد كفيت ووفيت فبوركت أخي.
ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 05:44 ص]ـ
عفوا، ظننت الموضوع اكتمل، فأضفت فائدة، ولم أدر أنه ما زال للحديث بقية!!!!، أعتذر مرة أخرى.
ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 11:33 ص]ـ
جزيت خيرا أخي مهاجر
كنت سأضيف إضافة مختصرة وليست كالفائدة التي أورتهافإنها شاملة ومفيدة
ولاتعتذر فالمؤمن أخي مكمل نقص أخية وشكرا لك مرة أخى.
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 01:36 م]ـ
شكرا أختى العاشقة
جزاك الله خيرا
ـ[نردين]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 05:49 م]ـ
جزيت خيراً اختي على الفائدة
ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 06:06 م]ـ
مرحبا بك أختي نردين
وشكرا لك على
التعليق و المرور.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 09:47 م]ـ
سلمت يمينكِ أخية
أستاذنا مهاجر:
إضافة طيبة
ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[29 - 04 - 2007, 04:50 م]ـ
سلمك الله من كل شر أخي أبو طارق وبارك فيك.