تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما ينبغي أن نوضح لأطفالنا أن (الإنسان دائماً ما يكون بحاجة إلى من يعتمد عليه ويتوكل عليه،وبحاجة إلى قوة عظمى عادلة تكفل له العيش الكريم، والأمن والاطمئنان .. قوة تعطيه ما يسأل، وتمنع عنه ما يخاف،وتفصل بينه وبين غيره بالحق، قوة تحقق له أمانيه، وتحفظ روحه وجسده من الهلاك، هذه القوة العظمى هي الله سبحانه وتعالى ... ثم نشرح له ببساطة قوله تعالى:" إن ربَّكم اللهُ الذي خلق السماواتِ والأرضَ في ستةِ أيامٍ ثم استوى على العرش يُغشي الليلَ النهارَ يطلبه حثيثا والشمسَ والقمرَ والنجومَ مسخراتٍ بأمره ألا له الخلقُ والأمر، تبارك اللهُ رب العالمين"

كما نخبره أن الإيمان بالله تعالى هو الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة أي الأعمدة التي يقوم عليها الإسلام، وقد أمرنا الله تعالى أن نتفكر في مخلوقاته التي تدل على عظمته وقدرته سبحانه وتعالى، فهذه السماء وما فيها من كواكب ونجوم وأفلاك ومجرات وهذه الأرض وما عليها من كائنات ونباتات وما فيها من كنوز،وهذه البحار وما فيها من عجائب وغرائب كلها من آيات الله المبهرة. وقد سُئل أعرابي عن الدليل على وجود الله تعالى فقال:

" الماء يدل على الغدير وأثر الأقدام يدل على المسير، فسماء ذات أبراج (نجوم وكواكب)،وأرض ذات فِجاج (طرق واسعة) وبحار ذات أمواج ... أما تدل على الصانع العليم الحكيم القدير؟) ومن الممكن أن نحكي لهم أمثال القصص التالية التي تترك أعظم الأثر في نفوسهم الصغيرة:

قصة ربي موجود

) في يوم من الأيام حضر رجل لا يؤمن بوجود الله تعالى إلى أحد الخلفاء وقال له في ثقة" إنني لا أجد أحداً يقنعني بوجود إله وأتحدى أكبر عالم عندكم وإني واثق من النصر عليه، فسكت الخليفة قليلاً، وقال في نفسه:" إن أمرتُ بقتله فسوف يقول الناس أنني لم أستطع مواجهته بالدليل، ثم نادى وزيره ليستدعي له الإمام أبو حنيفة النعمان، فلما جاءهم طلب منه الخليفة إقناع هذا الرجل بوجود الله تعالى.

قال له الإمام أبو حنيفة:" سوف أثبت له ذلك ولكني أستأذنك لكي أنهي أمراً ضرورياً في القرية المجاورة، ثم أعود سريعاً، فأذن له الخليفة، ولكنه تأخر كثيراً، فأحس الرجل بالغرور والكبر و قال للخليفة:"إئذن لي بالانصراف، فقد هرب أبو حنيفة لأنه عاجز عن إقناعي"،ولكن أبو حنيفة ما لبث أن عاد، واعتذر عن التأخير، ثم أخبرهم أنه وجد في طريقه نهراً،ولم يجد قارباً، فجلس ينتظر حضور قارب،وطال انتظاره،ثم فجأة رأى أبو حنيفة أمراً عجيباً .. رأى أخشاباً تتجمع ومسامير تقف فوق الخشب وظهرت مطرقة وأخذت تدق على المسامير، حتى رأى أمامه قارباً متقن الصنع، فركبه وحضر.

فأخذ الرجل يضحك وقال:" إن هذا الكلام لا يقوله إلا مجنون، ولا يصدقه أحد، فكيف تطير المسامير والألواح في الهواء،وتتجمع على الماء ويتكون منها قارب دون أن يصنعه أحد؟! "

وهنا تبسم أبو حنيفة وقال:" إذا كان وجود قارب صغير بدون صانع لا يصدقه عقل، فهل يصدق العقل أن هذا الكون بكل ما فيه من أرض وسماء وشمس وقمر قد وُجد بنفسه دون أن يخلقه خالق؟!!! "

فبهت الرجل ثم قال:" صدقت، فلابد أن يكون لهذا الكون من خالق هو الذي خلقه ونظمه، هو الله)

*****

كان بعض الزملاء يجلسون معاً في فصلهم بالمدرسة فدخل عليهم أحد الزملاء ممن لا يؤمنون بوجود الله تعالى، وقال لهم:" هل تروني؟ قالوا نعم، قال إذن أنا موجود ثم قال: "هل ترون اللوح؟ " قالوا: "نعم" قال:" إذن اللوح موجود"،ثم قال:" أترون الكراسي؟ " قالوا:" نعم"،قال:" إذن الكراسي موجودة"،ثم قال لهم في مكر:" أترون الله؟ " قالوا:"لا "قال:" فأين الله إن لم نكن نراه؟! "

فقام احد التلاميذ الأذكياء وقال لزملائه:" هل ترون عقل زميلنا؟ فقالوا:"لاقال: "إذن فعقله غير موجود!!)

قصة ربي رحيم

(كان يعيش في قديم الزمان رجل كثير الذنوب يداوم على معصية الله تعالى واستمر على ذلك حتى حضرته الوفاة، فقال لأبناءه إذا مِتُّ فاحرقوا جثتي ثم اسحقوها حتى تكون رماداً، ثم انفخوا هذا الرماد في الجو في أماكن كثيرة من البحر حتى يذوب رمادي في ماءه وتتناقله الأمواج فلا يكون لي أثر، ثم قال لهم:" فو الله لئن قدر عليَّ ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير