فلما مات فعلوا ما أمرهم أبوهم؛فقال الله تعالى للأرض أدِّي ما أخذتِ فتجمعت ذرات الرماد وقام الرجل ماثلاً أمام الله سبحانه فسأله عن السبب الذي من أجله أوصى أولاده بذلك –وهو سبحانه اعلم- فقال الرجل:" خشيتك يارب"؛فغفر الله تعالى له بسبب خشيته له!!!)
****
كان تاجر يعيش في زمن بعيد،فكان يبيع للآخرين ويشتري منهم، وذات يوم تُوفي هذا التاجر،فاستقبلت الملائكة روحه، وقالوا له:"هل فعلت من الخير شيئا"؟
فقال لهم:" كنت أرسل فتياني إلى مَن لي عليه دين ليجمعوا لي هذه الديون ولكني كنت أوصيهم بأنهم إذا وجدوا أحدا ً مُعسراً (أي لا يستطيع دفع دينه) أن يتجاوزوا عنه ولا يأخذوا منه شيئا وكنت أقول لهم: تجاوزوا عنه لعل الله يتجاوز عنا"فغفر الله تعالى له وتجاوز عنه بسبب تجاوزه عن المعسرين)
ربي قادر
في يوم من الأيام دخل الغني مع صديقه الفقير حديقة الغني الواسعة وقد امتلأت بأشجار العنب والنخيل وفجر الله تعالى في وسطها نهراً، فاغتر الغني باتساع الحديقة وكثرة ثمارها،فقال لصاحبه:" ما أظن أن تنتهي ثمار هذه الحديقة،وزاد غروره فادعى أنه لو مات فلن يحرم من خيراتها بعد مماته، فنصحه صديقه الفقير بألا يكفر بالله، وألا يتكبر بنعمه،وقال له:"أنظر إلي أنا أقل منك في المال والولد، ولكن عسى ربي أن يعطيني خيراً مما أعطاك، فلماذا لا تقول" ما شاء الله،لاقوة إلا بالله"؟ (أي أن كل هذا من فضل الله ولا يستطيع الحفاظ عليه غير الله) لكن الغني لم يستمع لنصيحته وفي الصباح دخل الغني حديقته ليتمتع بما فيه من خيرات وجمال، فوجد مفاجأة قاسية في انتظاره،فقد وجد حديقته بلا ثمار ولا أوراق،فقد فسدت ثمارها وتساقطت أوراق أشجارها، فأخذ يضرب كفا بكف من هول المفاجأة وندم على ما قاله لصديقه وقال:" يا ليتني لم أشرك بربي أحدا، وهكذا تكون كل من اغتر بنعمة الله ولم يشكره على نعمه،ولم يعتمد على ربه ليحفظها له)
ومثل هذه القصة قصص كثيرة يمكن انتقاء ما يتناسب منها مع هذه المرحلة العمرية لقصها عليهم ..
مرحلة السابعة حتى العاشرة:
في هذه المرحلة ينبغي أن نحبب إليهم الإسلام من جانبين:
أولاً: كدين له أركان:
1 - شهادة التوحيد:
(فإذا عرفوا الله تعالى في وقت مبكر تنامت هذه المعرفة، وتراكم هذا العلم، وتعمقت تلك التجربة، وكلما ازدادوا يوماً في عمرهم، ازدادوا قرباً من الله عز وجل، فالذي يشب على طاعة الله شيء، والذي يتعرف إلى الله في وقت متأخر شيء آخر، وكُلاًَّ وعد الله الحسنى)
فالله ربنا واحد لا شريك له ولا نظير ولا وزير، فلا يصح أن يكون هناك أكثر من قائد للمجموعة الواحدة و إلا اختلفا وفسد أمر هذه المجموعة،كما أننا لا نراه بأعيننا لأننا لن نحتمل ذلك، لأن نوره أقوى من أن تتحمله أعيننا، ويمكن أن نحكي لهم قصة موسى عليه السلام والجبل.
ولكننا نستطيع أن نراه سبحانه في الجنة فقط؛ فهذه هي أعظم نعمة يمن بها الله تعالى على عباده المتقين في الجنة.
أما في الدنيا فهو-سبحانه- يرانا ويسمعنا أينما كنا،ونحن نشعر به ونراه في كل شيء جميل من مخلوقاته، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين يرى الهلال أول كل شهر ينظر إليه قائلاً:"ربي وربك الله"!!
2 - الصلاة:
إن الصلاة عماد الدين، بها يقام،وبدونها يهدم- والعياذ بالله-لذا فإن تعليمهم إياها وترغيبهم فيها من أهم واجبات الوالدين التربوية، وفي تفصيلات هذا الموضوع يتحدث مقال بعنوان "كيف نحبب الصلاة لأبنائنا؟ " للكاتبة تم نشره على الموقع.
3 - الزكاة:
في هذه المرحلة يتم تدريب الطفل على الزكاة من خلال تدريبه على الصدقة، فنتصدق أمامه بما تيسر، ونخبره أن الصدقة تطفيء غضب الرب وأن المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن فضلها:
"كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس"
"تصدقوا ولو بتمرة؛ فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"
"داووا مرضاكم بالصدقة".
فالمال الذي نملكه هو مال الله عز وجل استودعه لدينا ليختبرنا به، ويرى ماذا سنصنع؟ كما ينبغي أن نشرح له الآية القرآنية:" مَثَلُ الذين يُنفقون أموالَهم في سبيل اللهِ كَمَثَل حبةٍ أنبَتَت سبعَ سنابلَ في كل سنبلةٍ مائةُ حبة،واللهُ يُضاعفُ لمن يشاء"
¥