كما ينبغي أن نوضح أن الله تعالى يبسط على عباده من رزقه وفضله ورحماته، في أحيان،ثم يقبضها عنه في أحيان أخرى ... وهكذا يقلبه بين حال وحال، كي لا يغتر بنفسه أو يطيب له البسط فيبتعد عن ربه ويطمئن إلى الدنيا، وفي نفس الوقت كي لا يضيق بحياته إن استمر به القبض طويلاً ... فينبغي على المسلم أن يظل عابداً للقابض الباسط وليس للأحوال، وأن يرضى بما قسمه الله له ... يقول الإمام الغزالي رحمه الله:" ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولو كُشف الغطاء لاخترتم الواقع، ولو أن كل إنسان انزعج من شيء ساقه الله إليه، ثم كشف الله تعالى له علم الغيب لما تمنى إلا أن يكون كما هو!!!)
• وأن الصلاة في المسجد سنة مؤكدة للرجال إلا بعذر، أما النساء فعليهن بالصلاة بالمسجد ما استطعن، و إلا فعليهن بالصلاة في أول الوقت (أي لا تؤخرها أكثر من ثلث ساعة بعد الأذان) وأن الزكاة فرض على المسلم-أي أنه لا اختيار له في هذا الأمر-وينبغي أن يحسبها بدقة، وألا يخلطها بأموال الصدقة، وأن ينفقها في مصارفها التي حددها الله في القرآن.
و أن الزكاة تطهر النفس من البخل،كما تطهر المال مما قد يختلط به من المال المشبوه،و تزكِّي المؤمن فتزيد من حالته الإيمانية، وترفع درجاته عند ربه تبارك وتعالى.
كما ينبغي أن يعرف أنواع الزكاة؛ وأن لكل نوع طريقة في الحساب.
• وأن الصوم ليس إمساك عن الشراب والطعام والشهوة فقط، وإنما هو التزام يؤدي على التقوى، وهو عطية غالية من الجواد الكريم، فلا ينبغي أن نضيعها.
ويمكن أن نستمع معه إلى درس يتحدث في ذلك بشمولية وإيجاز وهو درس "كيف تستقبل رمضان"
وأن من يترك أداء فريضة الحج وهو مستطيع فإنما يأتي عملاً من أعمال الكفر،والدليل قوله تعالى:" وللهِ على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غنيٌ عن العالمين" (آل عمران-97) (فمناسبة مجيء الكفر بعد ذكر الحج هو أن المسلم الرافض لأداء فريضة الحج يدخل في دائرة خطيرة)؛ فهو يهدم ركناً قوياً من أركان دينه، وعموداً أساسياً من أعمدة إيمانه.
(يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تاركي الحج:"والله لقد هممت أن أكتب في الأمصار أن من كان غنيا ويجب عليه الحج فافرضوا عليه الجِزية!! "،ويقول سعيد بن جبير –وهو عالم وفقيه من أئمة السلف- لو علمت أن في البلدة التي أعيش فيها غني من الأغنياء كان يستطيع الحج ولم يحج ومات على ذلك ما صليت عليه الجنازة!!
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن امرأة جاءت له صلى الله عليه وسلم فرفعت صبياً-ما يدل على أنه صغير السن خفيف الوزن-وقالت:" يا رسول الله ألهذا حج؟ قال:" نعم،ولك الأجر") ....
وبالإضافة إلى تعليم أولادنا أركان الإسلام وتحبيبهم فيها ينبغي أن نعلمهم ما يدعم هذه الأركان،ومن ذلك ما يلي:
حب الله ورسوله:
(يقول الإمام بن تيمية:" مساكين أهل الدنيا،خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها، قيل وما أحلى ما فيها؟ قال:" حب الله عز وجل")
"ومن أمثلة المحبين لله تعالى حقاً وصدقاً ابن القيم –رحمه الله- الذي يقول:" في القلب شعث (تمزق) لا يلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفي القلب وحشة لا يزيلها إلا الأُنس بالله وفي القلب خوف وقلق لا يُذهبه إلا الفرار إلى الله ")
ولزرع حب الله تعالى في قلوبهم الصغيرة طرق كثيرة وفي ذلك يمكن قراءة مقالة تتحدث عن "أطفالنا وحب الله عز وجل" للكاتبة.
بر الوالدين:
ينبغي أن يعرف الطفل فضل والديه والمراحل التي لم يرها من عمره وهو جنين، ثم وليد، ثم رضيع، من خلال القصص المشوقة، ومن خلال من يراهم ممن حوله من أبناء الأقارب والجيران وغيرهم.
كما ينبغي علينا أن نعينه على برنا كوالدين من خلال برنا به وإعطاءه حقوقه عندنا من الحب،والاحترام، والتقدير، والعطف، والشعور بالأمان ... وغير ذلك؛ كما قال صلى الله عليه وسلم:" لاعبه سبعاً، وأدِّبه سبعاً،وصاحبه سبعاً".
هذا بالإضافة إلى أن نكون لهم قدوة، فنبر نحن آباءنا ليبرنا أبناءنا!
كما ينبغي أن نعلمهم الدعاء للوالدين في حياتهم وبعد مماتهم. وأن نعلمهم أن رضاهما من رضا الله سبحانه، وأن الإحسان إليهما مقترن بطاعة الله تعالى، لقوله سبحانه:" واعبدوا اللهَ ولا تُشركوا به شيئاً، وبالوالدين إحسانا"
¥