تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويساعد على ذلك أن نحكي لهم من القصص الواقعية التي تبين فضل برهم، ومنه قصة أصحاب الغار الذين حُبسوا فيه بصخرة، ثم ظل كل منهم يدعو الله تعالى أن يخلصهم بفضل عمل صالح قام به،فكان أولهم يطعم والديه ويسقيهم قبل أولاده وزوجته،فلما عاد ليلة ووجدهما نائمين كره أن يوقظهما وفي نفس الوقت لم يرد أن يؤثر أولاده عليهما فترك أولاده يصطرخون من الجوع وهو جالس إلى جوارهما يحمل إناء اللبن حتى استيقظا؛ فسقاهما ثم سقى أولاده؛ فدعا الله قائلاً: اللهم إن كنت قد فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه؛ فانفرجت الصخرة قليلاً عن الغار بفضل صنيعه هذا.

ذكر الله:

والذكر في هذه المرحلة لا يكون فقط باللسان وإنما بالقلب، والله تعالى يقول:"اذكروني أذكركم"،فهنيئاً لذاكر الله تعالى بالخير والرحمة والبركة والمغفرة، فإن من نسيه الله صار مغموراً ضائعاً لا ذكر له في الأرض ولا في الملأ الأعلى)

ويمكن أن نقول لأولادنا: (لك أن تتخيل أنه إذا ذكرك بالخير مدير المدرسة مثلا أو مدير النادي، أو محافظ البلدة التي نسكن بها، أو رئيس الجمهورية، فماذا يكون شعورك؟ أما إذا ذكرك ملِك الملوك جل شأنه فماذا أيضاً يكون شعورك؟!!!)

مراقبة الله في السر والعلن:

وهو أدب يتعلمه الطفل من خلال الصيام، ثم نقوِّيه لديه من خلال رواية بعض القصص الواقعية التي حدثت معنا وآثرنا فيها رضي الله حتى ولو لم يكن أحد يرانا غيره، ومثل قصة بائعة اللبن التي كانت أمها تريدها أن تغش اللبن بالماء، فلما رفضت وقالت لها الأم:" لماذا؟ إن عمر لا يرانا، فردت الابنة:" إذا كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا"،فأُعجب عمر بن الخطاب -الذي سمعهما حين كان يتفقد أحوال الرعية - بقوة إيمانها وحرص على أن يخطبها لابنه،فكانت ثمرة الزواج هو خامس الخلفاء الراشدين الأمير "عمر بن عبد العزيز"!!!

إخلاص النية في العمل لله:

من المفيد أن يعلم الطفل أنه إذا نوى بكل ما يفعله مرضاة الله تعالى؛ فإنه سينال عظيم الأجر على كل ما يمارسه من أمور حياته: (فيروِّح عن نفسه لكي يقوى على الطاعة؛ ويمارس الألعاب الرياضية ليكون مسلماً قوياً؛ ويأكل باعتدال ليكون مسلما صحيحاً معافى في نفسه وبدنه، ويذهب إلى الأماكن الخلوية والمتنزهات ليتفكر في خلق الله ويَذْكره بين أناس غافلين؛ ويتعلم العلم الدنيوي والشرعي ليفيد المسلمين وغيرهم بعلمه؛ولا يضر نفسه وغيره بجهله، ولأن العلم في الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ ويتعلم اللغات ليأمن مكر أعداءه وليدافع عن دينه، ويدعو إليه، ويستمع إلى الأخبار المحلية والعالمية ليهتم بشؤون غيره من المسلمين؛ويحاول مساعدتهم ولو بالدعاء، وينوي بالزواج أن يكوِّن أسرة مسلمة تعبد الله وتذكره ... وهكذا)

التوكل على الله:

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على تعليم الغلمان من أولاد الصحابة كيف يتوكلون على الله حق التوكل، فقد كان يركب وراءه ذات مرة ابن عباس، فقال له:"يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت لينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وأن الأمة لو اجتمعت ليضروك بشيء فلن يضرونك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف" ... فما أعظمه من حديث،لذا ينبغي أن يعلق في إطار على الحائط ليراه أهل البيت ويبث فيهم روح اليقين في الله، والرضا بقضائه، والشجاعة والإقدام وحسن التوكل عليه تعالى، مع أهمية أن نشرح له أن التوكل يعني الأخذ بالأسباب بالجوارح مع التوكل على الله بالقلب، أي التيقن من أن تحقيق الغاية لن يتم إلا بأمر الله؛ فإذا لم يكن هناك أسباب يمكن اتخاذها فالأمر لله، وهنا ينبغي التضرع والدعاء له تعالى لتحقيق تلك الغاية، مع الثقة في حكمته وأن كل ما يأتي به الله خير.

ومما يعينه على ذلك أن نحكي له من مثل القصص الواقعية التالية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير