** لما فتح القائد "عمرو بن العاص" مصر منع عادة عروس النيل التي تقضي بإلقاء فتاة شابة مزينة بالحلي في النيل ليفيض عليهم،فتوقف النيل عن الجريان لمدة ثلاثة شهور، فأرسل عمرو بن العاص إلى عمر ليستشيره، فأرسل يقول له: حسناً فعلت وأرجو أن تلقي في النيل رسالتي التالية:" هذه رسالة من عمر بن الخطاب إلى نيل مصر أما بعد، فإن كنت تجري من لدن الله فنسأل الله أن يجريك ... وإن كنت تجري من لدنك، فلا تجري فلا حاجة لنا فيك"،فجرى النيل وفاض!
** ويقول الداعية الإسلامي الأستاذ "عمرو خالد":
كان لي صديق يعمل في إحدى الفنادق الكبيرة بالقاهرة، وكان من ضمن مهام مهنته أن يعد لحفلات يرتكب فيها محرمات، وبينما هو يعد قائمة بالمطلوب لإحدى هذه الحفلات، نظر أمامه فإذا بالشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- يتناول الطعام أمامه في المطعم، فتيقظ ضميره وشعر أنه يأتي مُحرَّماً،فما كان منه إلا أن ترك ما بيده وذهب إليه يسأله، هل ما أفعله بوظيفتي حلال أم حرام؟ فقال له:" إنه حرام"،فقال له "فماذا أفعل؟ " فقال له:" اتركها"،فرد الشاب "إن لي زوجة وأولاد، فمن أين سنجد قوتنا؟ "،فرد عليه الشيخ الجليل:" يا بني إنه (من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب) "،فقال له:" إذن أظل بوظيفتي حتى أجد غيرها ثم أتركها"،فرد الشيخ الشعراوي بحزم:" يا بني إنه يقول: من يتق الله (أولاً) يجعل له مخرجاً (بعد ذلك) ... فكيف تريده أن يجعل لك مخرجاً وأنت لم تتقه؟ "
فظل الشاب يفكر حتى هداه الله تعالى إلى كتابة الاستقالة والتوكل عليه سبحانه، ولكنه قبل أن يتم كتابتها إذا بمدير سلسلة الفنادق التي ينتمي إليها هذا الفندق يتصل به ويقول:"أريد أن أخبرك بشيء، فرد الشاب وأنا أيضاً أريد أن أخبرك بشيء-يعني الاستقالة- ولكن المدير قال له: "سأقول لك أنا أولاً: لدينا وظيفة شاغرة لمدير فرعنا بالمدينة المنورة وقد اخترتك لها، فما رأيك؟!!! "
** وهذه قصة واقعية أخرى لمسلم توكل على الله وافتخر بانتمائه للإسلام واعتز بتفضيل مراد الله على مراده:
يقول الدكتور "عبد الله الخاطر" الذي كان يعيش في انجلترا لدراسة الدكتوراه:"التقيت بشاب إنجليزي يعيش في جنوب لندن، وقد أسلم حديثاً، وبعد إسلامه بثلاثة أسابيع عثر على وظيفة، فحاول غيره من الشباب المسلمين أن يحذروه من أن يقول أنه قد أسلم حين يذهب للمقابلة الشخصية، حتى لا يكون ذلك سبباً في عدم قبوله، فيتأثر نفسياً فيرتد عن دينه، إلا أن هذا الشاب توكل على ربه ولم يخشهم، فذكر لأصحاب العمل أنه قد أسلم وكان اسمه"رود"، فأصبح "عمر"،وقال لهم أيضاً بفخر:"لقد غيرت ديني واسمي وأريد وظيفة تتيح لي وقتاً للصلاة، فما كان منهم إلا أن قبلوه في تلك الوظيفة!!! وكان الأمر أعجب عندما قالوا له:" إننا نريد في هذه الوظيفة رجلاً عنده القدرة على اتخاذ القرارات وأنت عندك قدرة عظيمة جداً في اتخاذها، فقد غيرت اسمك ودينك وهذا إنجاز كبير!!!
وينبغي أن نحكي لهم عن نماذج مشرفة عرفت الله حق معرفته فارتاحت وقنعت وسارت على الدرب الصحيح من أمثال "حاتم الأصم" الذي تتلمذ على يد "شفيق البلخي"، (وسأله معلمه يوما:" كم صحبتني؟ " فقال له:"منذ ثلاث وثلاثين سنة"،فقال له:" وما تعلمتَ مِنِّي؟ " قال: "ثمان مسائل"،قال شفيق:" إنَّا لله وإنا إليه راجعون، ذهب عمري معك ولم تتعلم مني إلا ثمان مسائل؟! قال:" يا أستاذ لم أتعلم غيرها و إني لا أحب أن أكذب"،فقال له:" هات ما هي حتى أسمعها"،قال حاتم:
• نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوباً فهو مع محبوبه إلى القبر، فإذا وصل إلى القبر فارقه، فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي.
فقال أحسنت يا حاتم فما الثانية؟ قال:
• نظرت في قول الله تعالى:" وأما من خاف مقامَ ربه ونَهى النفس عن الهوى، فإن الجنةَ هي المأوى"فعلمت أن قوله تعالى هو الحق، فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت في طاعة الله تعالى.
• الثالثة أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل من معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله تعالى:" ما عندكم ينفَد وما عند اللهِ باق"فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً.
¥