تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"تفسير القرطبي"، (2/ 292).

و "آمين":

وقد أثبته بعض العلماء استنادا إلى روايات موقوفة ومرفوعة لم تصح، كما روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن هلال بن يساف موقوفا، وكذلك عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، أنه قال: (آمين اسم من أسماء الله تعالى)، ورواه أيضا عبد الرزاق في مصنفه موقوفا على أبي هريرة رضي الله عنه.

يقول ابن كثير رحمه الله:

"وحكى القرطبي عن مجاهد وجعفر الصادق وهلال بن كيسان: أن آمين اسم من أسماء الله تعالى وروي عن ابن عباس مرفوعًا ولا يصح، قاله أبو بكر بن العربي المالكي".

"تفسير ابن كثير"، (1/ 145).

الشرط الثاني: علمية الاسم واستيفاء العلامات اللغوية:

وهي العلامات اللغوية المعروفة التي جمعها ابن مالك، رحمه الله، في قوله:

بالجر والتنوين والندا و "أل" ******* ومسند للاسم تمييز حصل

أي أن الاسم يعرف بـ:

الجر: لأن الأفعال والحروف لا تجر.

والتنوين: وهو، أيضا، من العلامات التي اختص بها الاسم، وإن دخل تنوين الترنم على الأفعال ضرورة، كما في قول جرير:

أقلي اللوم عاذل والعتابن ******* وقولي، إن أصبت، لقد أصابن

والندا: فلا تدخل أداة النداء على الأفعال والحروف، وأما:

قوله تعالى: (ألا يا اسجدوا) في قراءة الكسائي رحمه الله.

وقوله تعالى: (يا ليتنا نرد).

وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة).

فـ: "يا" للتنبيه لا النداء، أو يقدر محذوف فيكون تقدير الكلام: يا هؤلاء اسجدوا، و: يا قوم ليتنا نرد، و: يا قوم رب كاسية.

و "أل" المعرفة: فلا تدخل إلا على الأسماء، أما: "أل" الموصولة فتدخل على الأفعال ضرورة، ومنه قول الفرزدق:

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ******* ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

أي: الذي ترضى حكومته.

والإسناد: وهو أبرز علامات الاسم، كما نص على ذلك ابن هشام رحمه الله، فبه عرفت اسمية التاء في قولك: قمت وقعدت، إذ لا تجر، ولا تنون، ولا تدخل أداة النداء عليها، ولا "أل"، فبقي جواز الإسناد، إذ أسند فعل القيام والقعود إليها.

ويدخل تحت هذا الشرط ضوابط من أهمها:

وجوب معرفة الفرق بين أسماء الله، عز وجل، وأسماء البشر من عدة أوجه أبرزها:

أولا: أن أسماء الله، عز وجل، أعلام وأوصاف، فهي أسماء حسنى قد بلغت الغاية من الحسن، دالة على صفات عليا، تتضمن كمالا مطلقا لا يعتريه نقص بأي وجه من الأوجه، فاسم الله، عز وجل، العليم، دال على الذات الإلهية دلالة الاسم على المسمى، متضمن لصفة العلم الذي لا تعتريه عوارض النقص من جهل أو نسيان أو ............... إلخ من العوارض التي تعتري علوم البشر، بينما أسماء البشر، وإن أطلقت عليهم ابتداء رجاء حصول معانيها، إلا أن ذلك غير لازم، فالأصل فيها أنها أعلام فقط، تدل على ذوات المسميات، فلا تلازم بين علميتها وما تضمنته من معان، فقد يسمى الرجل: سعيدا وهو تعيس، وقد يسمى شجاعا وهو جبان، وقد يسمى كريما وهو بخيل .................. إلخ.

وهذا فيصل بين طريقة أهل السنة من جهة، وطريقة أهل الاعتزال من جهة أخرى، في هذا الباب:

فأهل السنة يقولون: أسماء الله، عز وجل، أعلام وأوصاف على التفصيل السابق.

بينما المعتزلة يقولون: أسماء الله، عز وجل، أعلام فقط، فهي عندهم لا تدل على معاني الكمال التي تضمنها، ولا عجب في ذلك، فهذا لازم مذهبهم الفاسد في نفي صفات الله، عز وجل، بحجة أن إثباتها يستلزم إثبات ذوات قديمة مع الله، عز وجل، وهذا لازم فاسد، لأن الصفات ليست أعيانا قائمة بنفسها، وإنما هي قائمة بذات الباري، عز وجل، لا قيام لها إلا بالذات العلية، وإذا كان اتصاف المخلوق بأكثر من صفة كمال في نفس الوقت لا يلزم منه تعدد ذاته، فضلا عن كونه مما يمدح به، فكلما زادت خصال كماله زاد استحقاقه للمدح، أفلا يكون الخالق، عز وجل، خالق هذا الكمال وواهبه، أولى به، على وجه يليق بجلاله لا يشركه فيه أحد، وفق ما جاءت به النصوص لأن الباب توقيفي لا مجال لعقول البشر فيه؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير