والحميد والمجيد:
الحميد: اسم جامع لصفات الجمال، فالموصوف يحمد بكل جميل.
والمجيد: اسم جامع لصفات الجلال، فالموصوف يمجد بكل جليل.
فالله، عز وجل، قد جمع لنفسه:
صفات الجمال كـ: المغفرة والرحمة .......... إلخ.
وصفات الجلال كـ: العزة والقوة والقهر ............. إلخ.
وفي التنزيل: (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
والغني والحليم:فهو غني عن عباده، ومع ذلك يحلم على من يمن بنفقته عليه، عز وجل، فلا يعاجله بالعقوبة، مع تمام استحقاقه لها، إذ كيف يمن الفقير على الغني، بما تفضل به الثاني على الأول ابتداء، إن هذا أمر مستنكر، حتى بين البشر، غنيهم وفقيرهم، فكيف بالرب، جل وعلا، الذي له الغنى المطلق، والعبد المفتقر له افتقارا كاملا في كل شؤونه؟!!!، لاشك أنه أقبح وأقبح من باب أولى.
والغني والكريم:فكلاهما مكمل للآخر، فليس كل غني كريما، وليس كل كريم غنيا، فقد يكون الغني بخيلا، وقد يكون الكريم فقيرا، فجمع الرب جل وعلا لنفسه الوصفين، لما في اجتماعها من الكمال المطلق اللائق بجلاله.
والواسع والعليم:
فكرمه وفضله، عز وجل، لا يناقض حكمته، بل يضع فضله مواضعه لسعته ورحمته، ويمنعه من ليس من أهله بعلمه وحكمته.
والغفور والودود:فالعبد الذي بينه وبين الله، عز وجل، محبة وود لو أذنب ثم تاب واستغفر نادما صادقا، فإن الله يقبل توبته ويعيد محبته ويرجع الود أعظم مما كان.
يقول ابن القيم رحمه الله:
"وهذا بخلاف ما يظنه من نقصت معرفته بربه من أنه سبحانه إذا غفر لعبده ذنبه فإنه لا يعود الود الذي كان له منه قبل الجناية واحتجوا في ذلك بأثر إسرائيلي مكذوب أن الله قال لداود عليه السلام: يا داود: "أما الذنب فقد غفرناه وأما الود فلا يعود"، وهذا كذب قطعا فإن الود يعود بعد التوبة النصوح أعظم مما كان فإنه سبحانه يحب التوابين ولو لم بعد الود لما حصلت له محبته وأيضا فإنه يفرح بتوبة التائب ومحال أن يفرح بها أعظم فرح وأكمله وهو لا يحبه وتأمل سر اقتران هذين الاسمين في قوله تعالى: (إنه هو يبدىء ويعيد وهو الغفور الودود)، تجد فيه من الرد والإنكار على من قال لا يعود الود والمحبة منه لعبده أبدا ما هو من كنوز القرآن ولطائف فهمه وفي ذلك ما يهيج القلب السليم ويأخذ بمجامعه ويجعله عاكفا على ربه الذي لا إله إلا هو ولا رب له سواه عكوف المحب الصادق على محبوبه الذي لا غنى له عنه ولا بد له منه ولا تندفع ضرورته بغيره أبدا".
"طريق الهجرتين"، (1/ 356، 357).
الأول والآخر والظاهر والباطن:فاقترانها دال على كمال الإحاطتين:
الزمانية: في اسمي: الأول والآخر.
والمكانية: في اسمي: الظاهر والباطن.
وبهذا تنتهي مقدمات هذه المشاركات، ويتبقى، إن شاء الرب جل وعلا وأعان، موضوع المشاركات الأساسي، وهو عرض موجز لأسماء الله، عز وجل، التي رجح الشيخ المؤلف، حفظه الله، ثبوتها لله، عز وجل، وستكون مشاركات موجزة، إن شاء الله، بمثابة إشارات لمسائل هذا الباب الجليل.
والله أعلى وأعلم.
وكل عام وأنتم بخير.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 2007, 07:54 م]ـ
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.
وقبل الشروع في سرد الأسماء الحسنى الثابتة، وفق اجتهاد الشيخ المؤلف حفظه الله، تحسن الإشارة إلى أن هذه الأسماء ليست هي كل أسماء الله، عز وجل، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسند: عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، والشاهد منه قوله: (أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ).
¥