تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رُوحُ القدس} يعني جبريلُ عليه السلام أي الروحُ المطهّر من الأدناس البشرية، وإضافةُ الروحِ إلى القدس وهو الطُهْرُ كإضافة حاتم إلى الجود حيث قيل: حاتمُ الجودِ للمبالغة في ذلك الوصفِ كأنه طبعٌ منه. اهـ

فالمعنى: الروح المقدسة، ومن ثم أضيف الموصوف إلى صفته مبالغة في الوصف، كما أشار إلى ذلك أبو السعود رحمه الله.

ومنه: بيت المقدس، والكلام فيه كالكلام في: روح القدس، فالمعنى: البيت المقدس، ومن ثم أضيف الموصوف إلى صفته، فكأنه لمزيد قدسيته قد صار بيتا للقدسية ذاتها.

واسم الله، عز وجل، القدوس: مدلوله نفي أي دنس يلحق الذات القدسية، ولذا كثيرا ما يقرن بـ: "السبوح": الذي يفيد التنزه عن كل نقص، فالباري عز وجل: منزه عن كل نقص مبرأ من كل دنس، ومن أدعية الركوع والسجود الثابتة من حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: (سبوح قدوس، رب الملائكة والروح)، فلما وصف نفسه، عز وجل، بالسلامة من كل نقص ودنس، ناسب ذلك إثبات ربوبيته لأطهر الذوات: ذوات الملائكة، لاسيما: الروح القدس: جبريل عليه السلام.

ولا يكفي الوقوف على مدلول النفي، بل لابد من التثنية بمدلول الإثبات: فهو، جل وعلا، منزه عن كل نقص، مطهر من كل دنس: متصف بكل كمال مطلق، وهذه طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الباب الجليل، فهم يتبعون النفي الإثبات، فالله، عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، فهذا النفي، وهو: (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، وهذا الإثبات.

5_ السلام:

فالسلام في اللغة: مصدر استعمل اسما للموصوف بالسلامة، فعله: سلم يسلم سلاما وسلامة، وفي الوصف بالمصدر مزيد مبالغة في إثبات الصفة للموصوف، كما تقول: فلان عدل، فهي أبلغ في وصفه بالعدل من: فلان عادل، فكأنه قد اتصف بالعدل حتى جاز الإخبار عنه بأنه هو نفسه: العدل، ولا يعني ذلك القول بأن الصفة هي عين الموصوف، كما ذهب إلى ذلك المعتزلة، متوسلين بذلك إلى نفي صفات الباري، عز وجل، بل الصحيح أن الصفة: قدر زائد على الذات، قائمة بها، قيام الصفة بالموصوف، على وجه يليق بذات وصفات الباري، عز وجل، فالصفة لا استقلال لها ولا قيام لها بنفسها، وإنما تقوم بذات متصفة بها.

وكما قيل في اسم "القدوس"، يقال في اسم "السلام"، فمدلوله مدلول: نفي، فالله، عز وجل، سالم من كل عيب، ولا يكفي النفي إلا بإثبات كمال ضده، فهو مع ذلك: متصف بكل كمال مطلق.

6_ المؤمن:

المؤمن في اللغة: اسم فاعل للموصوف بالإيمان، وأصله: أمن يأمن أمنا، وهو دال على معان ثابتة لله، عز وجل، من أبرزها:

أولا: أن المؤمن هو الذي أمن الناس ألا يظلم أحدا منهم، وفي التنزيل:

(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).

(مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ).

(الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).

ثانيا: أن المؤمن هو الذي يجير المظلوم من الظالم.

فهذان معنيان يتعلقان بنفي الظلم.

ثالثا: أن المؤمن هو الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه، لأنه قد وحد نفسه، فصدق قول كل موحد وحده، وفي التنزيل: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

رابعا: أن المؤمن هو الذي يصدق مع عباده المؤمنين في وعده.

فهذان معنيان يتعلقان بإثبات الصدق، فكأن للاسم مدلولين: مدلول نفي: للظلم، ومدلول إثبات: للصدق.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 02:04 ص]ـ

ومع:

7_ المهيمن:والمهيمن: اسم فاعل من "هيمن"، وله ثلاثة معان يدور حولها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير